هاجم صلاح الدين أبو الغالي، عضو القيادة الثلاثية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، "التيار الإسلامي" متهما إياه ب"تهديد استقرار الأسرة وتخريب مكارم الأخلاق". وقال أبو الغالي: "لا نستبشر خيرا بالتيار الماضوي في تعزيز استقرار الأسرة المغربية، بل نرى فيه مجرد تكريس للنفاق الاجتماعي وتخريب لمكارم الأخلاق". وانتقد أبو الغالي، ليل أمس الجمعة، في ندوة نظمتها الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بالحي الحسني بالدار البيضاء، التيار الذي وصفه ب"الماضوي"، مؤكدا أنه "لا يزال يعتبر المرأة بضاعة والبنت القاصر سلعة للاستهلاك". وأكد عضو القيادة الجماعية للحزب، في هذه الندوة التي نظمت تحت عنوان "التمكين القانوني والسوسيو اقتصادي للنساء في ضوء مراجعة مدونة الأسرة وخلاصات النموذج التنموي الجديد"، أن الحرية الاقتصادية هي القلب النابض لكل الحريات والضامن الحقيقي لاستقرار الأسرة المغربية، مضيفا "لا يمكن أن نتغاضى عن الواقع واللجوء إلى خطاب قوى الشد العكسي". ولم يقف أبو الغالي عند هذا الحد، بل سجل أن الخصوم السياسيين لحزبه "يمجدون الماضوية لأنها أدت خدمة كبيرة في الاتجار بعقدة الذنب وما يترتب عن ذلك من عجز في إنتاج المعرفة"، مبرزا أن "الماضوية قامت على ركيزتين، أولاهما تكمن في جعل نمط عيش قديم دينا بمعنى الكلمة ولو تناقض مع دين الله، فيما تتجلى الثانية في احتكار الفكر، مما أدى إلى الاستعباد والاستبداد". وتابع قائلا إن اختزال انتقال الثروة في الإرث هو محاولة لجر النقاش حول المواريث، مشيرا إلى أنهم في الحزب "لم يتطرقوا أبدا إلى الإرث وليس لديهم أي حرج في مسألة الإرث المتعارف عليها ولا في الآية الكريمة، بل كل ما في الأمر أنهم يرغبون في تفعيل الوصية لكونها هي الأصل في القرآن الكريم، الذي جعلها أحد الخيارين في انتقال الثروة". وعاد أبو الغالي ليتحدث عن مفهوم الحداثة في نظر حزب الأصالة والمعاصرة، واعتبرها نابعة من الوجدان المغربي بكل ما يزخر به من آداب وفنون وجماليات وأمن روحي. وأكد على ضرورة الاجتهاد "في إظهار تلك القيم بما يخدم مصالحنا ومصالح أبنائنا، وأن نحث علماءنا الأجلاء الغيورين على هذا الوطن الحبيب على الانفتاح والاعتدال والقراءة العقلانية للتشريعات والأحكام الدينية، كما فعل أجدادنا العلماء في القراءة والفقه والعلم والتدبر".