منذ نحو 5 أشهر، بدأ مجموعة من سكان جماعة سيدي عيسى بن علي بإقليم الفقيه بن صالح يواجهون ظاهرة غير مألوفة ومثيرة للقلق، تتمثل في انبعاث دخان مصحوب برائحة كريهة من ثقوب متفرقة وفجوات غامضة في الأرض. هذه الظاهرة التي لم يتم تحديد مصدرها الحقيقي حتى الآن، أثارت ردود فعل متباينة بين سكان دوار سيدي أحمد بن ابراهيم المعروف ب "دوار البگرة"، التابع إداريًا لقيادة سيدي عيسى بن علي، حيث يعبر البعض عن قلقهم الشديد من تأثيرات هذه الغازات على صحتهم وحياتهم اليومية، بينما يعزو آخرون الظاهرة إلى تغيرات في التضاريس الجغرافية. محمد خريبش، أحد سكان الدوار، أعرب عن استيائه من "رد الفعل الضعيف للسلطات المحلية"، قائلا في تصريح لهسبريس: "نحن بحاجة ماسة إلى التحقيق في هذه الظاهرة وحماية السكان قبل فوات الأوان". وأضاف: "اندفاعات الغازات تقترب من منازلنا، ولا يمكننا تجاهل هذا الأمر لفترة أطول." من جانبه، قال مصطفى الزاگي، ضمن تصريح لهسبريس، إن "الدخان ليس فقط مزعجًا، بل مخيفًا. نحن بحاجة لإجابات واضحة حول مصدر هذه الظاهرة وتأثيراتها على صحتنا"، مضيفا: "نأمل أن تتم معالجة الأمر قبل شهر رمضان، حيث يزداد القلق بسبب تسلل الدخان إلى البيوت ما يجعل صيامنا صعبا للغاية''. من ناحية أخرى، عبر مجموعة من الشباب عن قلقهم البالغ من استمرار تصاعد هذه الغازات "السامة"، واتساع رقعة الفجوات والتشققات في الأرض، واقترابها من بيوت العائلات في الدوار المذكور. وأعربوا عن أملهم أن تصدر السلطات توضيحات شافية وفورية بخصوص هذه الظاهرة الغريبة التي تثير مخاوفهم وتزيد من معاناتهم اليومية. وينتقد السكان تعامل السلطات المحلية مع الظاهرة، قائلين: "الكل يتحدث على أن الأمر يتعلق باحتراق العشب تحت الأرض، لكن لا أحد يكترث لتأثيرات العملية مهما كانت بساطتها على صحة الناس ومعاناة الأسر الكائنة بالجوار التي بدأت تفكر في الرحيل بسبب تلوث الهواء". وعلى الرغم من اتخاذ بعض السكان إجراءات لمنع اختراق الأدخنة منازلهم ليلاً، إلا أن هذا الوضع القاتم لم يدفع السلطات المحلية إلى التحرك؛ "فهي لم تبذل الجهود اللازمة لزيارة الدوار وتقديم التوضيحات للسكان حول تداعيات الظاهرة المقلقة وتأثيراتها المحتملة"، يقول أحد المتضررين لهسبريس. وفي سياق ذي صلة، أكد مصدر تابع للمجلس الجماعي لأولاد بورحمون حيث تبرز الظاهرة لهسبريس أن "لجنة مختلطة زارت المنطقة وأنجزت محضرًا في الموضوع". ورجح المصدر ذاته، الذي لم يكشف عن أعضاء اللجنة وفحوى المحضر، أن تكون هذه الظاهرة طبيعية ولا تستدعي كل هذا القلق، بما أن نظيرا لها يوجد في العديد من مناطق المغرب. تجدر الإشارة إلى أن الأرض التي يتصاعد منها الدخان بجماعة أولاد بورحمون كانت في وقتٍ ما ضاية من الماء ينمو فيها نبات الدوم والسمار، لكن بسبب الجفاف جفت الضاية واختفت النباتات، ويرى البعض أن هذا الجفاف له دور أساسي في انبعاث الدخان الناتج عن احتراق المواد تحت الأرض بفعل العوامل الطبيعية.