الصورة: نائب التربية الوطنية بإقليم طاطا في حديث مع رئيس المجلس البلدي للمدينة شهر يونيو من السنة الماضية وفي تصريحه لهسبريس قال بوجمعة تاضومانت، عضو اللجنة الإقليمية المكلفة بالمنح، إن اللجنة التي يرأسها عامل الإقليم السابق، عبد الكبير طاحون، ويشغل عضويتها كل من نائب وزارة التربية الوطنية (يمين الصورة) ورئيس فدرالية جمعية أباء وأمهات التلاميذ بالإضافة إلى الخازن الإقليمي قامت (أي اللجنة) بكل الجهود الممكنة من أجل تلبية طلبات 1291 طلب منحة وضع أمام أنظارها خاصة أن الدورية الوزارية تعطي الحق لتغطية طلبات المنحة بنسبة مائة بالمائة في هذه المناطق، يقول المتحدث، مبديا استعداد لجنته للاستمرار في دق أبواب الوزارات المعنية حتى رفع الضرر عن 43 طالب لم يتمكنوا من الاستفادة برسم سنة 2013. جاء هذا التصريح أمام الغضب العارم الذي عم أوساط الطلبة الجامعيين صيف السنة الماضية والمنحدرين من إقليم طاطا بعد ظهور نتائج الأشطر الثلاث للمنحة الجامعية التي أقصت العشرات منهم و المتواجدين بعدد من الجامعات والمعاهد العليا على امتداد خارطة المملكة. انقضت سنة دراسية على إيقاع وعود رسمية طمأنت الطلبة و طالبتهم بالعودة لصفوف التحصيل الجامعي في أفق حل قادم لا محالة غير أن وعدا من الوعود التي قطعتها اللجنة الاقليمية على نفسها لم يتحقق بل زاد عدد المحرومين وهو ما دفع الطلبة الى هجر المدرجات من جديد و استبدالها بأرصفة المدينة و أبواب مؤسساتها احتجاجا على ما يعتبرونه حيفا لحقهم و وضع حرمان مستدام يهدد مستقبلهم العلمي. طلبة "اللجنة المركزية للطلبة و الطالبات بطاطا" دشنوا مسلسلا احتجاجيا إبتدأ يوم الاثنين الماضي، الذي انطلقت أولى فصوله بفتح حلقية أمام عمالة الاقليم التي حل بها عامل جديد حيث وقف الغاضبون لساعات رافعين شعارات ولافتات تتحدث عن حرمان مجموعة من الطلبة من حقهم في المنحة. أمام غياب أي حوار مع عامل لإقليم، انتقل الطلبة، في ما يشبه التصعيد، الى فتح نقاش مع التلاميذ ، مما استنفر قوات الأمن وأعوان السلطة خاصة أمام حالة الاحتقان المرتبطة ببرنامج "مسار" والتي وصل صداها لثانويات الجنوب الشرقي. الطلبة المحرومون من المنحة دخلوا بعد ذلك في اعتصام قرب البريد، ما حدا بقوات الأمن للتدخل من أجل فك الاعتصام الذي أسفر عن إصابة مجموعة من الطلبة، كما تمت مصادرة زاد المعتصمين من لافتات وافطات ومكبر صوت. إصرار الطلبة على الانتقال من شكل احتجاجي إلى آخر و من رصيف شارع داخل المدينة الى رصيف مؤسسة من المؤسسات التي يرى فيها المتظاهرون حلا لمشكلتهم جعل السلطة تقترح تشكيل لجنة حوار لتدارس الحلول حيث شهد مقر العمالة حوارا مع رئيس مصلحة المنح بحضور باشا المدينة، هذا الأخير إقترح حلولا من بينها تدخل المجلس الإقليمي لحل المشكل مؤقتا من خلال تخصيص منح من ميزانيته لفائدة المحرومين الذي بلغ عددهم هذه السنة 80 طالبا تقريبا. يشار أن لائحة المستفيدين برسم السنة الفارطة، و التي إطلعت عليها هسبريس، كشفت وجود أسماء لطلبة من عائلات ميسورة و متوسطة منهم من وضع ملفات الاستفادة خارج الآجال و منهم الحاصل على شهادة الباكلوريا خارج الإقليم بل خارج جغرافيا جهة كلميمالسمارة و التي تمنح للقاطنين فيها حق الاستفادة من المنحة الجامعية بنسبة مائة بالمائة.