فاز ببطولة الدوري الهولندي هذا العام نادي الكمار وهي بلدة صغيرة على الساحل الهولندي لبحر الشمال. يضم الفريق نخبة من اللاعبين الشباب الموهوبين، يقودهم المدرب المقتدر لويس فان خال. تميز الفريق بخط دفاع صلب وتكتيتكات ذكية وفعالة جعلت من هداف الفريق منير الحمداوي هدافا للدوري الهولندي بثلاثة وعشرين هدفا. "" يبلغ الحمداوي (الصورة)الرابعة والعشرين من العمر، ويحمل الجنسيتين المغربية والهولندية وفاز بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل لاعب كرة قدرة هولندي في الموسم الماضي، وهنالك شائعات بأن فرقا أجنبية كبيرة تسعى لضمه في صفوفها من بينها نادي برشلونه الأسباني الذي يضم أفضل نجوم العالم. أما الفريق الذي خسر بطولة الدوري هذا العام نادي ايندهوفن الذي انتهي في المركز الرابع في الترتيب العام، وهو أمر مخيب للآمال. يحمل نجم فريف فيلبس أيندهوفن إبراهيم افلاي أيضا الجنسية المزدوجة هولندية- مغربية، وبالرغم من مشاركة إبراهيم افلاي مع فريقه في كل المباريات التي لعبها إلا أنه لم يستطع رفع مستوى أداء فريقه في منافسات الدوري بمفرده. ومثله مثل الحمداوي، ولد إبراهيم افلاي في هولندا ولكنه مرتبط بشكل جذري بوطنه المغرب. حين فاز إبراهيم افلاي في العام 2008 بجائزة يوهان كرويف كان عليه اختيار منطقة كي ينعم عليها بفرش نجيل صناعي على أحد ملاعبها المخصصة للأطفال. ووقع اختيار افلاي على القرية التي انحدر منها والداه وهي قرية تقع بالقرب من الحسيمة في شمال المغرب. هل سنري هذه المواهب الكروية تتنافس علي قلوب عشاق الكره في بطولة كاس العالم القادمة في جنوب إفريقيا؟ الحق يقال: الفرصة ضعيفة جدا. نظرا لازدواجية الجنسية لدي افلاي والحمداوي فقد أتيح لهما اختيار بلد يمثلانه في مجال كرة القدم. تقول قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم: إذا اختار شخص راشد (18 عاما فما فوق) بلدا معينا لتمثيله في كرة القدم، فإنه لا يمكن تغيير اختياره واللعب باسم بلد آخر في المستقبل. اختار منير الحمداوي في بداياته الكروية أن يلعب لصالح المنتخب المغربي، حيث لعب بضع مباريات بقميص المنتخب المغربي، ولكن يبدو أن خلافا قد نشب بينه وبين المدرب الفني للمنتخب المغربي، وحتى الآن لم يتم استدعاؤه للمشاركة من قبل القائمين على أمر المنتخب. على العكس من الحمداوي اختار إبراهيم افلاي وضع مواهبه العديدة في مجال كرة القدم في خدمة المنتخب الهولندي البرتقالي، متجاهلا بذلك الدعوة المغربية بالانضمام للمنتخب المغربي. لعب إبراهيم افلاي للمرة الأولى مع المنتخب الهولندي في العام 2007، بعدها بعام شارك مع المنتخب في بضع مباريات في المنافسات الأوربية، معظم الوقت كلاعب احتياطي. هنا تكمن المفارقة: سيواجه منير الحمداوي أوقاتا عصيبه فالمنتخب المغربي رغم تأهله سيواجه مجموعة قوية تضم الكاميرون، توغو ومنتخب الغابون القوي. إذا تأهلت المغرب، يرينا التاريخ أنها تواجه صعوبة كلما ارتفعت في مصاف المنافسة. سيتأهل إبراهيم افلاي مع المنتخب الهولندي للمشاركة في بطولة كاس العالم، ولكنه محكوم بقدر الجلوس علي مقعد الاحتياطيين في صفوف المنتخب الهولندي. كلاعب وسط مهاجم عليه أن يتنافس من اجل مكان وحيد، مع زملاء له هم بمثابة نجوم و يتمتعون بسمعة راسخة مثل لاعبي ريال مدريد فيسلي سنايدر ورفائيل فان در فارت ولاعب الارسنال روبن فان برسي. إنه لأمر محزن أن نري أثنين من أكثر اللاعبين جاذبية في الدوري الهولندي تقل فرصة مشاركتهما في واحدة من أكثر المنافسات الكروية أهمية في العالم. أنقر هنا لزيارة موقع إذاعة هولندا العالمية ومن هنا للاستماع لبرامج هنا أمستردام