قال محمد نبيل مُلين، المؤرخ وكبير الباحثين في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي (CNRS)، إن أول "علم للمغرب كدولة مُوحدة كان مع بداية الإمبراطورية المرابطية في القرن 11، وكان أسود نظراً لكون هذا اللون كان هو لون العباسيين في المشرق الذين بايعهم المرابطون"، مشيراً إلى أن "الموحدين اختاروا بعدهم علما جديدا أبيض سمي ب"العلم المنصور"، وقد عمر في تاريخ المغرب نحو 500 سنة، حيث ستعمل الدول اللاحقة كالمرينيين والوطاسيين والزيدانيين، المعروفين بالسعديين في التاريخ التقليدي، على تبني العلم نفسه". في الجزء الأول من هذا الحوار يقربنا صاحب كتاب "رايات وأعلام المغرب" أكثر من تاريخ العلم المغربي الحالي، الذي يقول إنه "وُضع من طرف السلطات الاستعمارية كنتاج للتوافق بين السلطات المخزنية والإقامة العامة، بعد مفاوضات دامت سنتين بدأت سنة 1913′′، مضيفا أن "الإيالة الشريفة العلوية حافظت بالمقابل على علم خاص بمراسيمها وطقوسها، وكان أخضر ضمنه نجمة مذهّبة، ولا يزال حاضرا في البروتوكول الملكي للأسرة العلوية حتى اليوم". نص الحوار: يبدو كتابك مرجعيّا من حيث إجراء تتبع تاريخي للعلم الوطني منذ زمن الإمبراطوريات حتى زمن الناس هذا؛ بالنظر إلى الطرافة العلمية والأهمية التي يشكلها التنقيب في موضوع "الراية"، ما هو سياق تشكّل فكرة هذا الكتاب؟ الفكرة بسيطة. فمن ناحية، يوجد هذا الموضوع في قلب انشغالاتي لأنني منذ سنوات أسبر أغوار الرموز والمؤسسات والأحداث، التي طبعت وما زالت تطبع السيرورة التاريخية للمغرب. وبما أن العلم هو أهم أداة بصرية في الفضاء العام، فقد كان حتميّا أن أهتمّ به وأفهم ما هو تاريخه وما هي رمزيّته. كما أنني، من ناحية أخرى، أحبّ كمواطن مغربي أن أتقاسم معارفي وخبراتي مع أكبر عدد من الناس لأنّ هذه هي الوظيفة الاجتماعية للمؤرّخ. فلم يعد مطلوباً من المؤرخين البقاء في برجهم العاجي، ولكن يتعين عليهم اليوم أن يتفاعلوا مع المواطنين والمواطنات لتمكينهم من معلومات موثقة وتحليل يتّسم بالرصانة العلمية، بما يخوّل لهم استيعاب الأحداث التي تتحرّك في محيطهم، لاسيما أن التاريخ هو العمود الفقري للمشترك المغربي. سببان، إذن، لا ثالث لهما، دفعاني إلى أن أشتغل هذه المرة على مؤَلّف من نوع آخر، تحديدا لكون موضوع العلم يحتل مكانة أساسية ومهمّة. فهو لا يشكّل قطعة قماش فقط، بل نافذة يمكن أن تساعدنا على القيام بإطلالة واضحة على مختلف جوانب التاريخ المغربي، سواء من النّاحية الدينية أو السياسية أو الاجتماعية أو الفنية أو لنقُل الثقافية عموما. ولذلك قمت في السنوات الأخيرة بالانكباب على التنقيب في هذا الموضوع. بدأ الأمر تدريجيا، بيد أن المسار الحاسم لهذا الكتاب، أي العمل بشكل دؤوب، استغرق سنتين ونصف السنة، خصوصا أن المصادر جد قليلة في المغرب، واضطررت إلى البحث عن مصادر خارج المملكة، في إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية وتركيا، لكي أجمع المادة التي يمكن أن تعكس الصيرورة المعقّدة للعلم من جهة، وللمملكة المغربية من جهة أخرى. بمعنى أن مسار البحث كان شاقّا ومكلّفا من الناحية الأكاديمية، فمسألة "صمت المصادر" تشير إليها كثيرا في الكتاب أيضا. بالفعل نواجه دائماً إشكالا منهجيا كبيرا يتعلق بصمت المصادر المحلية، عن عمد أو غير عمد، سواء كانت أدبية أو مادية، عن مجموعة من المواضيع التي يمكن أن تجعلنا نفهم جوانب كثيرة من تاريخ البلاد. لكن بفضل التقدم الذي همّ المنهجية العلمية، وظهور مصادر جديدة خارج المغرب، خصوصا في أوروبا وتركيا، وريثة الدولة العثمانية، صار بإمكاننا كمؤرخين أن نلقي أضواء جديدة على جوانب كثيرة من تاريخ المغرب اعتمادا على هذه المصادر، التي يتم تنقيحها وغربلتها ونقدها لأجل توظيفها ووضعها في السياق التاريخي بطبيعة الحال. تتحدث في الكتاب عن العلم الأبيض أو "العلم المنصور"، الذي اعتمده الموحدون والمرابطون والوطاسيون والزيدانيون، قبل أن يتخلى عنه العلويون. ما قصة هذا العلم؟ وهل الحمولة الأسطورية والأيديولوجية والثيوقراطية كانت السبب وراء استمراره، أم كانت هناك عوامل سياسية متحكّمة؟ علينا أن نشير إلى أنه في زمن الإمبراطوريات المتلاحقة في المغرب كانت هناك قطيعة مثلما كانت هناك استمرارية. وعلينا أن نبرز كذلك أن الدخول في التاريخ الكتابي، بالنسبة للمغرب، بدأ بفضل اللقاء مع الفينيقيين، بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. ومنذ ذلك الوقت بدأت تظهر كيانات سياسية ودينية في بلادنا، ابتداء من القرنين 4 و3 قبل الميلاد مع الموريين، حتى نصل إلى الإفرانيين في القرن 10، مرورا ببورغواطة وبني صالح وبني مدرار والأدارسة وبني أبي العافية إلخ. هناك شح كبير في المصادر، كما قلت قبل قليل، لذلك لم يكن ممكنا تتبع هذه الصيرورة التاريخية، لاسيما فيما يخص الرموز، التي منها العلم. ومن المؤكد أن كل هذه الكيانات كانت تمتلك أعلاما ورايات. لكن للأسف الشديد لا يمكننا تتبعها بشكل دقيق بسبب قلة المصادر. فالمؤرخ يبقى سجين المصادر. بطبيعة الحال يمكنه أن يقدم مجموعة من الفرضيات، غير أنه لا يمكن أن يقدم إفادات تاريخية مؤكّدة إذا لم تكن هناك مصادر مادية وأدبية. في حقيقة الأمر، التحول الجذري الذي سيعرفه المغرب سيكون في القرن 11 مع ولادة أولى إمبراطورية مغربية ستوحّد المغرب من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب: الإمبراطورية المرابطية. هذه الإمبراطورية ستؤسس أولى عاصمة لمغرب موحد هي مراكش، "حمى الله" أو "مدينة الله". (مقاطعا) دولة ثيوقراطية.. نعم. دولة ثيوقراطية كانت تبحث عن الشرعية عن طريق التحالف مع فقهاء المالكية وممارسة الجهاد والارتباط الرمزي بالعباسيين. فقد بايعوا خلفاء بغداد للحصول على صكّ حكم المغرب وملحقاته بكامل الحرية، وهو ما كان. صار إذن من حقّ الأمراء المرابطين ارتداء الملابس السوداء، وهو لون العباسيين الرسمي، كما حملوا علما أسود تتوسطه الشهادة بخط كوفي مذهّب. وبذلك غدت هذه الأداة أولى شارة للمغرب الموحّد. مع الموحدين في القرن 12 سيحدث نوع من القطيعة، يمكننا أن نطلق عليه "قطيعة إبستمولوجية" لأن المهدي بن تومرت وخلفاءه لم يكونوا يعتبرون أنفسهم ملوكاً على المغرب فقط، ولكن ملوكا للعالم الإسلامي قاطبةً. كما يعتبرون أنفسهم ورثةً حصريين للخلافة على غرار الفاطميين وأمويّي الأندلس. لذلك تبنوا اللون الأبيض كلون رسمي للدولة. وهذا هو الأصل التاريخي للملابس المغربية البيضاء، التي ما زلنا نرتديها بشكل رسمي حتى زمن الناس هذا في الأعياد أو حتى في المآتم. ومن بين الأدوات التي عرفت بلونها الأبيض العلم المعروف ب"العلم المنصور" لأنه يُحمل أساساً في ساحة المعارك. كانت هذه الشارة مزينة بالشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، بالإضافة إلى تعبير سيصبح مشهورا وذائعاً في المغرب وفي الأندلس ألا وهو "لا غالب إلا الله". سيصبح هذا العلم أداة أساسية، بل مركزية في منظومة شرعنة الموحدين. لذلك ستعمل الدول اللاحقة كالمرينيين والوطاسيين والزيدانيين، المعروفين بالسعديين في التاريخ التقليدي، على تبني العلم نفسه، الذي سيصبح شارة لإبراز مركزيّة وتسامي السلطة وطموحاتها الثيوقراطية. دعني أضرب لك مثلا بسيطا. دشّن السلطان المريني أبو عنان تقليدا ما زال ساريا إلى يومنا هذا في العديد من مناطق المملكة، فقد قرر أن يرفع نسخا من "العلم المنصور" فوق جميع مساجد السلطنة يوم الجمعة صباحا لإظهار قوة ونفوذ وتسامي دولته. دعنا نمرّ مباشرة إلى العلم الوطني المعمول به اليوم، والذي يعود إلى ظهير 17 نونبر 1915، الذي أصدره السلطان يوسف، وقد أشرتَ إلى أنه تم وضعه ب"توافق بين السلطات الاستعمارية والسلطان". هناك نقاش حول هذا الموضوع بكون سلطات الحماية هي التي وضعته، في حين هناك من يرى أن السلطان اقترح النجمة الخماسيّة. هلا توسعنا أكثر في هذا النقاش. قبل أن أجيبك عن السؤال، أريد أن أوضح أن "العلم المنصور" بقي أكثر من 500 سنة، وبالتالي هو العلم الذي طبع الفضاء المغربي أطول مدة. هذا هو علم ملوك وسلاطين وخلفاء المغرب بامتياز. ولكن بعد وفاة مؤسس المخزن أحمد المنصور الذهبي سنة 1603، عمّت المغرب فوضى عارمة، لاسيما بسبب تناحر أبنائه على السلطة. وستبقى البلاد مقسمة ومضطربة إلى أن تم توحيدها من جديد على يد السلطان العلوي الرشيد بين سنتي 1660 و1670 ميلادية. خلال مرحلة الفوضى هاته تلاشت مجموعة من التقاليد المخزنية، لاسيما "العلم المنصور"، حيث اتخذ العلويون علما أخضر يُنسب إلى البيت النبوي أو الخِضر محاكاة للعديد من الطرق الصوفية التي تبنته بين القرنين 16 و17. أراد سلاطين هذا البيت أن يحتكروا هذا اللون، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب عوامل عديدة بسطتها في كتاب "أعلام ورايات المغرب"، مما أجبرهم على اقتباس علم قراصنة الرباط الأحمر. وقد استعمل العلويون هذه الأداة كراية بحرية في أول الأمر قبل أن يكرسوها علما سلطانيا. بين القرنين 17 و19 صار لملوك المغرب علمان رسميان: أحمر يدل على سلطتهم السياسية، وأخضر يعكس سيادتهم الدينية، وهذا أمر فريد. لكن بفعل الاحتكاك بالأوروبيين في القرن 19، حين بدأ مفهوم الدولة القومية يظهر، اضطر القائمون على المخزن إلى أن يتبنوا العلم الأحمر كعلم خاص بالدولة ابتداء من عهد الحسن الأول، وسيصبح معروفا عند الأوروبيين ومنتشرا في جميع مناطق الإيالة الشريفة. (مقاطعا) علي زنبير أيضا أعطى هذا العلم بعدا مغايراً.. بالفعل. تعتبر رسالة علي زنيبر، أحد أساطين الحركة الوطنية، أول نص مغربي يشير بوضوح إلى العلم ليس فقط كشارة سلطانية أو دولتية، بل كشعار وطني يجب على المغاربة أن يلتفوا حوله كي يحافظوا على استقلال بلدهم وسلامة أراضيه. أمسى إذن العلم الأحمر علما دولتيا، ثمّ وطنيا بين بداية سبعينيات القرن 19 و1915. سيخضع المغرب لنظام الحماية الفرنسي الإسباني سنة 1912، وسيقوم ممثلو باريس بأمور عدة، لاسيما في المجال الرمزي، لإبراز انتقال مركز الثقل من طرف إلى آخر. وابتداء من سنة 1913 أراد موظفو الجمارك تمييز علم البحرية المغربية، فوضعوا في ركن العلم الفرنسي راية حمراء مصغّرة وداخلها نجمة خضراء خماسية. هذا التغيير سيثير غضب المغاربة والقائمين على المخزن لكونه لا يحترم روح معاهدة الحماية ولا نصها الذي يعتبر المغرب دولة ذات سيادة. بدأت المفاوضات بين الإقامة العامة ورجالات المخزن من أجل إيجاد اتفاق وتوفير أرضية ترضي جميع الأطراف، وقد استغرقت هذه المفاوضات سنتين، واتفق الطرفان على الاحتفاظ بالعلم الأحمر كشارة للدولة، مع إضافة نجمة خماسية خضراء. لكن لماذا النجمة الخماسية؟ بكل بساطة لأن النجوم كانت معروفة في التاريخ الفني والسياسي الخاص بالمغرب منذ أقدم العصور، منذ العصر الموري حتى بداية القرن العشرين، مرورا بكل الفترات الإسلامية. وقد كنا نستعمل في المغرب أساساً ثلاث نجوم: الخماسية والسداسية والثمانية. وهذه النجوم نجدها في الزليج والجبس والخشب والمسكوكات والنسيج والمخطوطات إلخ. هذه النجوم كانت لها رمزية مقتبسة من القرآن. ف"للكوكب الدري" وظيفة عادية ألا وهي إرشاد المسافرين في البر والبحر، لاسيما ليلا، مثلما له وظيفة رمزية هي إرشاد الناس إلى الصراط المستقيم بما أنه يعكس النور الإلهي. من ناحية أخرى، كانت هذه النجوم تستعمل بكثافة في مجال السحر وتنسب إلى النبي. لهذا نطلق عليها النجوم السليمانية حتى الآن بدون تمييز. نلاحظ إذن أن استعمال النجوم كان شيئا عاديا، خصوصا النجمة الخماسية، التي نجدها مثلا على قطع نقدية معروفة باسم الموزونات، وقد ضربت قبل الحماية من طرف السلطان عبد الحفيظ. يمكن القول إن الفرنسيين لم يطبقوا، حتى وإن كان لهم زمام المبادرة، سوى مقولة شعبية معروفة: "من لحيّتو لقّم ليه". وهي المسألة نفسها التي استعملوها في الكثير من المجالات، حيث يقومون بتثمين أو إعادة تدوير واستثمار أشياء موجودة ويضفون عليها بعدا جديدا يعطيها نكهة تبدو إبداعية. ولكن في الحقيقة هذه الرموز تنخرط في التاريخ الطويل للمغرب. لكنك تشير إلى مسألة جد هامة، هي أن السلطة المخزنية التقليدية لم ترض بفرض سلطات الحماية العلم الجديد، ووضعت علما أخضر تتوسطه نجمة خماسية، ظل، حتى اليوم، حاضراً في خرجات الملوك العلويين. هل هذا راجع إلى كون الأخضر رمزا للنبي فقط كما رأينا، أم أن القصر يبرز أن احتلال "الدولة الوطنية" لم يستطع بالضرورة اقتلاع البنية المخزنية التقليدية؟ ابتداء من سنة 1915 سيصبح للمغرب علمان: علم خاص بالدولة، الذي هو الأحمر الذي تتوسطه نجمة خضراء، وعلم خاص بالأسرة الحاكمة، وهو الأخضر الذي تتوسطه نجمة خضراء مذهبة. أسباب تبني العلم الأخضر يمكننا تلخيصها في عاملين اثنين لا ثالث لهما: الأول أن الدوائر المقرّبة من السلطان يوسف كانت لديها معرفة بما يجري في المشرق وما يجري في أوروبا، لاسيما نتائج ظهور الدولة الوطنية الحديثة، فتولد لديها رفض لتبني رمز يتعالى على المؤسسة السلطانية. من ناحية أخرى، فهم السلطان أنه فقد السلطة السياسية، التي يشير إليها العلم الأحمر، لذلك اقتصر على السلطة الدّينية بصفته شريفاً وحاملا للبركة حتى بدأت هذه الأداة تظهر في كل المراسم والمحافل الرسمية. لم يتغير هذا المعطى، كما أبين ذلك بجلاء في الكتاب، إلا عندما أدرك السلطان محمد بن يوسف أن الدولة القومية أصبحت حقيقة متجذرة، وأن مستقبل المؤسسة الملكية مقترن بالتّحالف مع الحركة الوطنيّة. (مقاطعاً) التي تبنت العلم الأحمر بدورها ابتداء من سنة 1933.. بالفعل. منذ هذه السنة بدأ العلم الأحمر يظهر بكثافة في كل المحافل والتظاهرات التي تنظمها فصائل الحركة الوطنية. نجحت عملية التملك تلك حتى صار الفرنسيون يحاربون هذه الشارة عن طريق التهميش والمنع والمصادرة ابتداء من منتصف الأربعينيات. لماذا؟ لأنّ العلم الأحمر الذي تتوسطه النجمة الخماسية الخضراء أضحى يعكس تطلع المغاربة إلى التحرر والاستقلال. فطن السلطان محمد بن يوسف إلى كلّ هذه التغيرات فقرّر مواكبتها. وبعد أسابيع قليلة على خطاب طنجة الشهير سنة 1947، تمرد العاهل على التقاليد المخزنية والاستعمارية، وأمر برفع العلم الأحمر فوق أحد أجنحة القصر السّلطاني. لذلك يمكن اعتبار هذا التاريخ مفصليّا لكونه يعبر عن التحام المؤسسة الملكية بالمطالب الشعبية الملحّة التي تمثلها الحركة الوطنية. واتحاد اللونين الأحمر والأخضر مرة أخرى يبين التطلع إلى عودة السلطة السياسية في زواجها التاريخي بالسيادة الدينية. (يتبع...)