ثمة حالة من تضارب الآراءبين القائمين على شؤون الإفتاء للمسلمين،حيال مدى جوازتأجيل أداء فريضةالحج ومناسك العمرة إلى مكة، خوفاً من انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير. "" حالة البلبلة الفقهية نجمت بداية نتيجةالفتوى التي صدرت عن مستشار شيخ الأزهر لشؤون الفتوى، الشيخ علي أبو الحسن، بجواز تأجيلالحج والعمرة،منعاً لانتشار المرض. وسارعكبير المفتين بإمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة،الدكتورأحمد الحداد، بدعم الشيخ أبو الحسن، ودعاإلى "التوقف عن أداء العمرة لأسبوعين أو ثلاثة"، والتخفيف من تكدس المصلين بالمساجد، وذلك "لحين استقرار الوضع الصحي العالمي"، في ظل انتشار الفيروس، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية. ولكن مثل هذه الفتاوىلاقت معارضة من بعض المجاميع الفقهية، إذخالفه الشيخ نوح سلمان، مفتي الأردن، قائلاً إن بلاده لن تصدر مثل هذه الفتوى، "لأن هذا القرار يتعلق بالمملكة العربيةالسعودية، وبعلمائها وأطبائها." ورأى مفتي الأردن، بحسب جريدة "الغد"، في عددهاالثلاثاء، أن" منع السفر للعمرة يكون بأحد أمرين، الأول قرار من أطباء السعودية، إذا فرض الحجر الصحي، خوفاً على صحة الناس، والثاني إذا حظر بلد من البلدان على مواطنيه السفر، خوفاً من نقل المرض، فيكون من جملة المحظور عليهم السفر المعتمرون." واأضاف: "أما أن يخص المعتمرين بهذا الحظر، فهذا صد عن سبيل الله." من جهته، دعا مفتي الجمهورية المصرية،علي جمعة، الخميس، إلى ضرورة الوصول إلى اجتهاد جماعي حول المسألة، بين كل المجامع الفقهية المعترف بها، وذلك للوصول إلى رأي موحد حول مدى جواز مثل هذا التأجيل. أماوزير الصحة المصري، حاتم الجبلي، فقال في حوار مع صحيفة"روز اليوسف" المصرية،إن "هناك خشية من انتشار الوباء، وخاصة في مصر، حيث يكثر ذهاب الكثير من أهلها لأداء الحج والعمرة، وأنهم يعودون بشتى أنواع الفيروسات من رحلاتهم هذه." وأبدى الجبلي خشيته من عودة الحجاج والمعتمرين "بكوكتيل فيروسات"، بحسب وصفه،والذي من الممكن أن يشمل فيروس "أنفلونزا الخنازير." ولا تزال القضية متفاعلة حتى الساعة، حيث لم يتم حسم الجدل الفقهي حولها، وسط تضارب الآراء بشأن شرعية تأجيل الحج والعمرة أم عدمه. يذكر أن فريضة الحج، وهي الركن الخامس من أركان الإسلام،تجري فقط خلال أواخر النصف الأول من شهر "ذي الحجة" بحسب التقويم الهجري، أما مناسك العمرة فيمكن أداؤها في أي وقت من العام.