من جديد أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن "إصلاح المنظومة التعليمية أساسي ومحوري وتتفق عليه نقابات التعليم كلها مع الدولة". وقال متفاعِلًا مع مطالب الطبقة والشغيلة التعليمية إن بعضها "تظل مشروعة". وتابع "باشَرْنا العمل على هذه المطالب بشكل مشترك مع النقابات الأكثر تمثيلية، وهو ما تجسد في مخرجات اجتماع الأحد الماضي واتفاق 10 دجنبر". أخنوش، وهو يتحدث من منصة المنتدى الجهوي للمنتخبين الأحرار في محطته التاسعة بجهة مراكش- آسفي بحضور 15 عضواً من المكتب السياسي للحزب أمام 800 منتخب ومنتخَبَة، وصف الاتفاق بأنه "كبير ويُكلّف تمويلات كبيرة من الحكومة.. واللي قدِّينا عليه راه اعطيناه، واعطينا اللي غادي نقدو نعطيو لأنه لا يمكن أن نطلق وعوداً لرجال ونساء التعليم دون تنفيذها". وأشار رئيس الحكومة إلى أنه رغم حضوره هذا الصباح لنشاطٍ حزبي (منتدى المنتخبين الجهويين بمراكش)، فقد ظلَّ على تواصل مع وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى، لافتا إلى أنه يتتبَّع مجريات الحوار المنظّم مع النقابات وتطوراته "أولاً بأول". واكتفى أخنوش بالتلميح قائلا: "نتمنى قريباً أن تَكون هناك أخبار جيدة إن شاء الله، ولا يمكنني استعراض كل تفاصيل الحوار القطاعي هنا، لكني على أمل وثقة بأن هناك أخبارا جيدة قريباً". وزاد أخنوش مبرزاً اهتمام حكومته بهذا الملف الاجتماعي الحساس وضرورة الرقي به: "هاحنا كنْجْريو ونْحيدو من هنا ونْزيدو هنا وكنديرو هادشي كله ونحاوْلو لأنه بْغينا وْليداتنا يْقراوْ". "برنامج تأهيل مناطق الزلزال مأخوذ بالجدية اللازمة" وفي موضوع متصل بالتنمية الجهوية لجهة مراكش، لا سيما مناطقها القروية، أكد أخنوش أن "جهود النهوض بالتنمية بعد آثار زلزال الأطلس في ثامن شتنبر الماضي، لا تقتصر على إعادة بناء المنازل المتضررة فقط، بل تمتد إلى مشاريع تنموية مهمة في المناطق المتضررة"، مسجلا مراعاة "صفة الهشاشة" التي طالما لازمَتْها. "نحن نأخذ البرنامج الملكي (120 مليار درهم على 5 سنوات) وتعليمات الملك بكل الجدّية اللازمة، وهي لا تشمل فقط المباني المتضررة"، يقول رئيس حزب "الأحرار"، مضيفا أنها "مناسبة لتكون لهذه المناطق إمكانيات كبرى لإضافة عدد المدارس وشق الطرق وتشييد المدن الصغرى، وكل هذا سيتم في السنوات المقبلة، ونشتغل لرصد التمويلات اللازمة له". هذا "البرنامج الطموح"، وفق توصيف أخنوش، سيُشرَع فيه بخصوص محاور التأهيل والتنمية بالمناطق المتضررة ابتداءً من عام 2024، قبل أن يردف "نتعامل إيجابيا مع الزلزال وآثاره، والملك أصبح، اليوم، يُضرب به المثَل عالمياً بخصوص كيفية تسييره أزمة الزلزال، ونحن نفتخر كحكومة بأننا أداة لإيصال هذا الخير إلى المواطن". وقدم أخنوش معطيات بشأن جديد المؤسسات الدراسية المتضررة من الزلزال والبالغ عدَدُها قرابة 600 مؤسسة، مبرزا أنها "ستكون جاهزة لاستقبال التلاميذ في بداية الموسم الدراسي المقبل". وأضاف أن "المغرب تمكن من الخروج من أزمة الزلزال مرفوع الرأس". وقال: "يخصها الملك بعناية وعطف كبيرين"، وأن "تعليماته تنص على التفكير في مشاريع تنموية غير مقتصرة فقط على إعادة بناء المنازل المتضررة". تأهيل طرق ودعم فلاحين ونالت برامج مواجهة آثار الزلزال من كلمة رئيس التجمعيين قسطا وافراً خلال تحدثه إلى المنتخبين، حيث قال: "في الوقت الذي تتم إعادة تأهيل الطرق المتضررة من الزلزال سيتم الشروع في شق طرقات ومسالك قروية جديدة لم تكن مبرمجة قبل الزلزال"، لافتا إلى أن "الدعم الذي خصصته الدولة للفلاحين بالأقاليم المتضررة يهم أعلاف المواشي ورؤوس الأغنام لتمكينهم من استرجاع مواردهم (500 ألف قنطار دعم مجاناً و70 ألف قطيع غنم لإعادة المشهد الزراعي)". واسترجع أخنوش مع منتخَبِي حزبه الملتئمين بجهة مراكش على طريق أمزميز (إحدى الجماعات المتضررة بقوة من زلزال الأطلس) "ذكريات العام الماضي"، حين كانت مراكش متضررة من آثار "جائحة الوباء"، قائلا: "في فبراير 2022 كانت مراكش لا تزال مُغلَقة ولم تكن فيها أنشطة سياحية ولم يكن أحد يشتغل"، قبل أن يضيف "وفي ظرف وجيز فتحت الفنادق وعاد الجميع للاشتغال وأنعَم علينا الله باجتماعات البنك الدولي، التي ساهمت في إعادة تمركز مكانة المدينة وإطلاق أوراش فيها، فأصبحت كأنها لم تتضرّر". كما أشار إلى أن الزلزال دفعّ حزبه إلى تأجيل هذا اللقاء (منتدى المنتخبين الذي كان مرتقبا في شتنبر 2023)، "لكن كتَبتِ الأقدار حدوثه ليكون هناك برنامج كبير لإعادة التأهيل، مراعين خصوصيات مناطق وأقاليم هذه الجهة، التي تحظى بعناية ملكية خاصة، وهو ما ترجمته إمكانيات رصدت للسكان لدعمهم عبر منحة سنوية مقسمة على 12 شهرا لتجاوزهم هذه المحنة، يضيف أخنوش. وأشار إلى أنه بعد الدفعة الأولى للمستفيدين من منح تعمير الزلزال، فإن "اللوائح توجد تحت الدراسة واللي استحقوا خذاو ومازال غايكونو ناس آخرين سيستفيدون"، مبرزا أن "الحكومة تُرافق الساكنة المحلية في تصميم المنازل المشيَّدة بمعايير حديثة وكذا في منح ترخيصات، كما تتم إعادة تأهيل وتجديد مآثر دينية وثقافية". "دْرْنا ماشي عاد غانْدِيرو" رئيس "الأحرار" لم يُغفل كعادته بعث رسائله القوية إلى "بريد الخصوم السياسيين وباقي المتدافعين على الساحة السياسية بالمغرب"، قائلا: "رغم أن هذه أول مرة يقود فيها حزب الأحرار حكومة ومن موقع التدبير الحكومي، فقد نجَح في ظرف سنتيْن كأغلبية متماسكة ذات برنامج حكومي منبثق من برامج الأحزاب الثلاثة في تنفيذ عدد مهم من الوعود والبرامج"، لافتا إلى أنه "فيما تبقى سنقوم بواجبنا لتوصيل الوعود للمواطنين وضمان تحقيقها". وضرب رئيس الحكومة المثل بثلاثة مؤشرات هامّة (دعم السكن، مبالغ الدعم الاجتماعي المباشر، أَمُو تضامن)، قبل أن يتابع شارحا "منذ مجيئنا إلى الحكومة ونحن نشتغل بصمت لإخراج الدعم الاجتماعي المباشر عبر العمل على مسار التقييد وتحديد الفئات المستهدفة"، التي ستتوصّل فعليا آخِرَ الشهر بالمبالغ. هذه ثورة اجتماعية قام بها الملك". "البرامج الثلاثة المذكورة هي مشاريع اجتماعية كبرى.. ماشي عاد غا نديرو، حْنَا دْرْنا"، يقول رئيس حزب التجمع، مؤكدا أن "المهندس الأول لهذه المشاريع هو صاحب الجلالة". وكرّر أخنوش في نبرة فخر: "نحن أكبر حكومة قامت بمنجزات في القطاعات الاجتماعية. هناك فرق بين رفع شعار الدولة الاجتماعية وتنفيذها على أرض الواقع". وفي ردّ مبطَّن على خصوم حزبه، قال إن "المواطنين يريدون آش نْزّلتي. مزيان تكون إيديولوجيات، لكن الإيديولوجية لا تنفع لأن الأهم هو الإنجاز والعمل". واعتبر أخنوش حضور 3 وزراء و15 عضوا من المكتب السياسي للحزب "مؤشرا على القيمة والأهمية التي نعطيها للجهة ونحن سعداء بالمجيئ إليها". وخاطب منتخبي حزبه قائلا: "نحن معكم كمسؤولين وجينا باش نسمعو ليكم ولمشاكل المواطنين لنبتكِر حلولا لها".