من مراكش على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، المستمرة إلى غاية ال15 من أكتوبر الجاري، كشف رئيس مجموعة البنك الدولي، أجاي بانغا، جانباً من نوعية محادثاته وأجندة نقاشه مع السلطات المغربية، موردا أنها انصبّت على الخصوص مع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش حول موضوع "تنمية الرأسمال البشري والبطالة في علاقة بتنمية طاقات الشباب في دول الجنوب عموما". وقال بانغا ضمن "المؤتمر الصحافي الافتتاحي للاجتماعات السنوية 2023′′، الذي عقد في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء: "إنني أتحدث مع رئيس وزرائكم (يقصد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش) عن هذا الموضوع وتفاصيله منذ أيام"، مسجلا أن "الجهود المبذولة في هذا المجال مهمّة للغاية. وتضمنت كلمة رئيس البنك الدولي إشادة لا غبار عليها بالمملكة المغربية، قائلا: "قامت (المملكة) بعمل جيد واتباع سياسات هادفة في السنوات السابقة، وأعتقد أنكم تستطيعون القيام بالمزيد". رئيس مجموعة البنك الدولي، الذي أشاد بما رآه من صمود ومرونة خلال زيارته لمدارس إقليمالحوز، لم يفته، في مستهل لقائه مع وسائل الإعلام الدولية، "شُكر المغرب على استضافة فعاليات الاجتماعات وعلى التنظيم الرائع الذي رأيناه رغم مرور فقط شهر على تداعيات زلزال عنيف غير بعيد من هنا". وتابع بانغا شارحاً استراتيجية البنك الدولي من أجل تنمية وتثمين الرأسمال البشري: "من بين ما أثرته في حديثي مع رئيس الحكومة بالمغرب أن الشباب في دول الجنوب، ومنها المغرب، أن هذا ما يجب أن نفعله لأجلهم من أجل خلق فرص للعمل لهم عبر البدء بضمان التعليم الجيّد، ثم المهارات الصحيحة لتوفير مناخ أعمال وريادتها للازدهار". وزاد: "كما ناقشنا عدة أفكار مثيرة للاهتمام ونأمل التوسع في قضايا التعليم العالي والابتكار، وأيضا المهارات في غيرها من المجالات"، معتبرا أن هذا هو طريق تعبيد "التقدُّم في تنمية الرأسمال البشري في دول الجنوب الزاخرة بطاقات شبابية كبيرة". "بنك للمعرفة" في السياق ذاته، وتفاعلاً مع سؤال إعلامية مغربية، شدد رئيس مجموعة البنك الدولي على أن "الأخير ليس مجرد بنك أموال فقط، وإنما بنك معرفة أيضا، حتى نستخدم الأموال بشكل جيد، وفق مبادئ صحيحة لخلق أسس سليمة، ثم بعدَها تُستخدَم هذه التمويلات لإحداث النمو"، على حد تعبيره. "هناك أصحاب مهارات كبيرة لدينا، وأودّ أن أجعلهم يركزون على الشراكة مع البلدان، بما في ذلك مع المغرب"، يورد بانغا متفاعلا مع الإعلاميين، قبل أن يؤكد أن "أولوياته هي الاتفاق على الأمور المهمة للسنوات الثلاث القادمة". وأضاف: "نحاول أن نَبْني من مؤسستنا المالية الدولية نموذجَ بنك للتنمية يقوم على ركائز البشر، الرخاء، الأرض، البنية التحتية، فضلا عن التحول الرقمي"، معدداً في هذا الصدد بضع آليات لتحقيق هذه الغاية، ك"تسهيل الولوج للتمويلات والحصول عليها، تخفيف مخاطر التغير المناخي، والرقمنة". في موضوع ذي صلة، قال رئيس مجموعة البنك الدولي، أجاي بانغا، إن "استئصال الفقر وشمول النساء والشباب جزء من رسالة البنك الدولي، فنحن نعمل من أجل بنك دولي أفضل، معتبرا أن "الأمر يحتاج الصبر؛ قد يستغرق ذلك نحو 10 سنوات". وخلال المؤتمر الصحافي ذاته، أعلن المسؤول المالي العالمي "سعي البنك الدولي إلى زيادة الطاقة الإقراضية إلى 150 مليار دولار في العقد المقبل"، مشيرا إلى أن "المشاورات والجهود لا تفتر في إقناع القوى الكبرى أو الصاعدة منها".