تحقق، أخيرا، حلم المغاربة باستضافة نهائيات كأس العالم، بعد الترشح بملف ثلاثي إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، وبعد سنوات من الفشل أمام العديد من الدول. قدّم المغرب، خمس مرات سابقة، ترشيحاته للاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل احتضان أقوى تظاهرة كروية في العالم؛ لكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك الحلم، قبل أن يتفطن لتقديم ملف ثلاثي مع جاريه الأوروبيين، وينال دعما دوليا ساهم فيه بالخصوص إرادة الدولة بقيادة الملك محمد السادس وحلم الشعب المولوع ب"الجلد المدور". مونديال 1994 بدون تجربة أولى محاولات المغرب لتنظيم المونديال كانت سنة 1994، أمام منافسة قوية من البرازيل والولايات المتحدةالأمريكية وكذا شيلي؛ لكن قلة التجربة وعدم توفر البنيات التحتية اللازمة مقارنة بأمريكا فرضا على "فيفا" منح هذه الأخيرة لحق تنظيم البطولة. 1998 فرنسا تفوز على المغرب في التصويت آلت أصوات المكتب التنفيذي للجهاز الدولي الوصي على كرة القدم، في ثاني ترشيح للمغرب، لصالح فرنسا، بعدما انسحبت سويسرا قبل مرحلة التصويت؛ ليتبخر الحلم لثاني مرة على التوالي. 2006.. الإقصاء من المرحلة الأولى استبعدت المملكة من سباق التنظيم في المرحلة الأولى من التصويت، بعدما تحصلت على 3 أصوات فقط، ويشتد الصراع بين ألمانياوجنوب إفريقيا في الأمتار الأخيرة، قبل أن تظفر ألمانيا بشرف التنظيم. شبهة الفساد لاحقت تنظيم جنوب إفريقيا لنسخة 2010 من جديد، عاد المغرب ليجرّب حظّه في نيل هذا الشرف، ونافس دولا قوية تتميز بعلاقاتها المشبوهة مع السويسري جوزيف بلاتير، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق، وعرف منافسة حسم أمرها في الكواليس قبل الإعلان الرسمي. المغرب أراد، من خلال ترشيحه لاستضافة كأس العالم، أن يكون البلد العربي الأول؛ غير أن السياسة والمصالح تدخّلت في إبعاده عن الأراضي المغربية بعدما حاز فقط على 10 أصوات في مقابل 14 لجنوب إفريقيا، على الرغم من الجهود الكبيرة التي قامت بها اللجنة المشرفة على الملف المغربي في إقناع أعضاء "فيفا"، إضافة إلى تكليف الأمريكي آلان روزنبيرغ، رئيس الملف الأمريكي الذي فاز بتنظيم مونديال 94 ورئيس لجنة التفتيش التابعة للاتحاد الدولي سنة 2000، من أجل البحث عن إقناع "الكونكاكاف" بالتصويت للمغرب؛ لكن انقلبت الأوضاع في حين كانت تسير في صالحه في آخر لحظة. 2026 التاسك فورس يقضي على آمال المملكة المعايير الجديدة التي حددها "فيفا" لتنظيم كأس العالم 2026 أرخت بظلالها على عدم استضافة المغرب لهذه البطولة. ومن بين المعايير الجديدة التي أخذها تقييم "Task Force" بعين الاعتبار توفّر كل مدينة مرشّحة لاحتضان مباريات كأس العالم على تعداد سكاني يبلغ 250 ألف نسمة، وضرورة استقبال مطارات البلد المرشح ل60 مليون مسافر على الأقل سنويا؛ وهو ما أثر بشكل واضح على حظوظ المغرب في نيل هذا الشرف، ليتم التصويت على الملف المشترك للولايات المتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، بعد حصوله على 134 صوتا مقابل 65 صوتا للمغرب. 2030 حلم الشعب وإرادة ملك عاد المغرب، من جديد، للترشح لاستضافة هذا الحدث؛ فقد أعلن الملك محمد السادس، يوم 14 مارس الماضي بكيغالي، عن ترشح المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030، وهو أمر نابع عن إرادة وطنية من الملك إلى الشعب من أجل احتضان هذا الحدث لتأكيد الصورة الإيجابية للكرة الوطنية ولما وصلت إليه في السنوات الأخيرة. وأبرز نتائجها احتلال المركز الرابع في "مونديال قطر 2022". زف العاهل المغربي، يوم الرابع من أكتوبر من السنة الجارية، الخبر السعيد للشعب، بمنح "فيفا" المملكة إلى جانب إسبانيا والبرتغال بالإجماع لاستضافة بطولة انتظرها المغرب لسنوات طويلة. وكان الملف المغربي والإسباني والبرتغالي قد لقي ردود فعل مشجعة من جياني إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأعضاء مجلس "فيفا"، حيث نافس الملف الثلاثي للأوروغواي والباراغواي والأرجنتين، قبل الانسحاب لاحقا، مقابل تنظيم الثلاث مباريات الأولى لمنتخبات هذه الدول الأخيرة في هذه البطولة.