حلّت مجموعة من المنظمات اليابانية بمنطقة الحوز من أجل التعرف على البيئة الجيولوجية للزلزال، وكذا تقديم الإرشادات الأساسية للمهندسين المغاربة بخصوص الطرق السليمة لإعادة الإعمار في المناطق النشيطة زلزاليا. وتزعمت مؤسسة "مياموتو" العالمية للإغاثة من الكوارث الوفد الياباني الذي قام بجولة ميدانية في مختلف القرى المتضررة من الزلزال طيلة الأيام الماضية، بهدف تحديد مميزات الزلزال الذي هزّ أقاليم تارودانتوالحوز وشيشاوة وورزازات. وتضمن الوفد سالف الذكر العديد من المهندسين اليابانيين المتخصصين في الهندسة المقاومة للزلازل والحد من مخاطر الكوارث، حيث راكموا تجربة مهمة في تصميم المباني المقاومة للهزات الأرضية بالمناطق النشيطة عبر دول العالم. في هذا الصدد، قال كيت مياموتو، الرئيس التنفيذي لشركة "مياموتو" الدولية، إن "الزلزال خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة بالمغرب؛ ما يتطلب أهمية الاستعداد القبلي لهذه الكوارث الطبيعية التي أضحت تهدد مناطق جديدة بخلاف السابق". وأضاف مياموتو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذه المنطقة عرفت مجموعة من الزلازل في العصور القديمة؛ الأمر الذي جعلها تحتفظ بذاكرة الزلزال"، مؤكدا أن "المنظمة تواصلت مع المهندسين المغاربة بخصوص طرق إعادة الإعمار". وأردف المهندس الياباني أن "أفضل طريقة لتشييد المنازل الجديدة سيكون عبر استعمال المواد الطبيعية الأولية بالمنطقة، ولا يفضل استعمال المواد الإسمنتية المستوردة من الخارج"، مبرزا أن "الصخور المتوفرة بالمنطقة أحسن من المواد الإسمنتية". وتابع شارحا بأن "المعرفة الأولية للبناء المقاوم للكوارث متوفرة لدى الساكنة المحلية التي توارثت مجموعة من الممارسات الإيجابية؛ لكن يجب فقط تحسينها من خلال إدراج التقنيات العلمية والهندسية الحديثة في المباني الجديدة لتفادي الكوارث المستقبلية". ولفت المتحدث إلى أن "المهندسين اليابانيين الذين حلوا بالمنطقة لهم تجربة طويلة في تشييد المباني المقاومة للزلازل، خاصة أن اليابان عبارة عن منطقة نشيطة زلزاليا"، خاتما بأن "تقاسم المعارف والتجارب ضرورة ملحة لتجاوز الكوارث الطبيعية". جدير بالذكر أن عشرات المنظمات الأجنبية قد حلت بمناطق الزلزال منذ أسبوع تقريبا، حيث قدم بعضها للساكنة المساعدات الإنسانية والاجتماعية المطلوبة، بينما تطوع البعض الآخر لمساعدة السلطات المحلية في إنقاذ المصابين؛ فيما جاء آخرون لدراسة مستويات الزلزال.