تتواصل جهود ساكنة دوار تنيرت بجماعة "أكوز" بإقليم الحوز، بمعية أفراد من المجتمع المدني، لانتشال جثتين، إحداهما لطفلة تبلغ من العمر تسع سنوات. ووفق تصريحات بعض من الساكنة لهسبريس فإن "الحصيلة الحالية للوفيات بدوار تنيرت وصلت إلى 53، فيما تتسارع الجهود حاليا لانتشال جثة امرأة أربعينية، وأخرى لفتاة تبلغ من العمر تسع سنوات". ولم تنجح محاولات الأفراد وحتى هيئات المجتمع المدني في الوصول إلى الجثتين في اليومين الماضيين بفعل "عمق الحطام"، وكذا بسبب الخوف من مواصلة البحث بقوة والتسبب في انهيار أجزاء المنازل المتبقية. مسؤولة بجمعية مدنية مغربية مختصة في مجال الإنقاذ قالت: "إن عمليات الحفر معقدة، والحطام كثيف، لكن رائحة الجثتين القوية تشجعنا على مواصلة البحث بهدف انتشالهما". وأوردت المسؤولة ذاتها لهسبريس أن "الساكنة تحرص بدون توقف على انتشال الجثث المتبقية"، كاشفة أن "قيم التضامن بتنيرت ملهمة، وتشجع على البقاء هنا ومساندة الساكنة رغم صعوبة الظروف". في المقابل مازالت حافلات جمعيات المجتمع المدني تتقاطر على الدوار المعزول سالف الذكر، مقدمة مختلف وسائل الإغاثة، من أفرشة وأغطية ومواد غذائية متنوعة. ورصدت هسبريس توفير الساكنة مخزنا للأغذية خوفا من ضياعها في حالة تساقط الأمطار في الأيام المقبلة، وهو "الاحتمال المخيف" الذي تتناقله ألسنة الساكنة بكثير من الحذر. أما في ما يخص الدواوير المجاورة فإن الساكنة حرصت على توفير شاحنة تقوم بنقل المساعدات التي قدمها المغاربة وأفراد المجتمع المدني من مختلف المناطق، وذلك بشكل منتظم كل يوم. وفي ما يتعلق بمخزون الأغذية المتوفر في دوار تنيرت فإن أفرادا من الساكنة أكدوا أنه "وفير نوعا ما، ويمكن أن يكفي لما يزيد عن أسبوع". وأضاف أفراد دوار تنيرت في تصريحات لهسبريس أن "نوعية الأغذية المتوفرة تتمثل في قنينات المياه والعصائر وعلب الحليب والشاي، إضافة إلى علب السردين، وقطع خبز، وأكياس الطحين...". غير أن إشكال استحالة تبريد قنينات العصائر يزيد من مخاوف الساكنة من التعرض للتسمم، ما يستدعي تعجيل استهلاكها أو الاقتصار على الماء والشاي في وجباتها اليومية. ورغم قوة زلزال الحوز فإن حقول التفاح والتين لم تتضرر بدوار تنيرت، فيما تنحصر الأضرار في المجال الفلاحي الذي يعد "المورد الأول" للساكنة في "تسجيل خسائر مهمة في قطيع الماشية". ورصدت هسبريس خلال تجولها في أزقة تنيرت وجود "إصابات طفيفة" في صفوف الأطفال، بعضها بدأ في مرحلة "التورم"، فيما فضل بعض الشباب رغم وجود كسور في أجسامهم الانخراط في عمليات البحث عن الجثث المتبقية. وعمدت الساكنة في وقت سابق من يوم أمس إلى دفن الموتى الذين تم العثور عليهم، فيما يتم الاستعداد لعملية دفن جديدة اليوم في حالة العثور على الجثث المتبقية.