منذ شهر نونبر 2022، يحتضن مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بالرباط المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية، تحت رعاية الملك محمد السادس، بشراكة استراتيجية ثلاثية بين الإيسيسكو، ورابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء. وقد كان عدد زواره كبيرا وقياسيا، إذ بلغ 3 ملايين زائر في أقل من سنة، من مختلف الفئات الاجتماعية، خاصة أطفال المدارس الذين وفدوا من مختلف جهات المغرب، بالإضافة إلى عدد كبير من الوزراء والسفراء والخبراء والقيادات الدينية، ومثقفين ومبدعين وإعلامين من داخل المغرب وخارجه. وحسب بلاغ للإيسيسكو، يتضمن برنامج الاحتفالية كلمات لرؤساء المؤسسات الثلاث المشاركة في إقامة المعرض والمتحف، ولكبار المسؤولين الحاضرين، بالإضافة إلى استعراض رحلة إنشاء المعرض والمتحف في الرباط، ومراحله المختلفة، وتقديم فقرات إنشاد ديني لنخبة من مشاهير المنشدين من دول مختلفة، وفقرة شعرية، وعرض أفلام وثائقية حول المعرض والمتحف. ولعل من بين أسباب هذا الإقبال المكثف لزوار المعرض، استعمال أحدث التقنيات التي تجعل الزائر يعيش أبعاد السيرة النبوية والمشاهد والآثار التاريخية بتقنيات العرض ثلاثي الأبعاد، الذي يبرز بشكل مشوق وممتع جوانب من المشاهد والمعالم التاريخية والمقتنيات التي وردت في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبع لغات عالمية، هي: العربية والإنجليزية والإسبانية والأوردية والفرنسية والتركية والإندونيسية. ويعد المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية مبادرة حضارية راقية للتعريف بشخصية رسولنا الكريم، ويتكون المعرض من قسم بعنوان: "النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه"، ومن موضوعاته الحديقة المحمدية، وطعام النبي وشرابه ولباسه وأثاثه، وقسم بعنوان "النبي صلى الله عليه وسلم كأنك معه"، ويعرف بآداب النبي صلى الله عليه وسلم الكريمة وأخلاقه العظيمة وقيم الحوار والتعايش والعفو والرحمة والتسامح، وقسم آخر خاص بالتعريف بفضائل ومكانة آل البيت. كما يضم المعرض "أعظم منبر"، وهو نموذج يحاكي منبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، من حيث تصميمه ونوع الخشب المصنوع منه، ونموذج الكعبة المشرفة كما كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم "بانوراما الحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول"، الذي يعرض لأول مرة في التاريخ بتقنيات ثلاثية الأبعاد وتقنيات الواقع الافتراضي، ومفردات الحياة اليومية للرسول صلى الله عليه وسلم في حجرته الشريفة. وحيث إن المعرض يقام لأول مرة في المملكة المغربية، فقد تم تخصيص جناح أشرفت عليه الرابطة المحمدية للعلماء تحت اسم "صلة"، تعبيرا عن صلة المغاربة بالجناب النبوي الشريف.