لا زالت محنة "إبا إجو" وزوجها مولاي أحمد مستمرة، حيث أكد ابنهما الحسين أن الأسرة لا زالت على موعد مع الاحتجاج أمام المحكمة الابتدائية بتيزنيت من أجل استرجاع مسكنها الذي استولى عليه أحد أصحاب النفوذ بمنطقة الأخصاص سيدي إفني، في وقت ساءت فيه حالة "إبا إجو" بشكل كبير جراء قضائها اليوم بطوله أمام المحكمة، حيث تمّ البارحة نقلها إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت. وأضاف الإبن الذي يدرس في السنة الثانية شعبة الدراسات الأمازيغية بجامعة ابن زهر، في تصريحات هاتفية لهسبريس، أن السبب وراء استيلاء عمه "ل.و" على منزل والده، هو رفض هذا الأخير الحضور كشاهد زور في ملف حول أرض معينة وعدم خوفه من تهديدات أخيه، ليقوم هذا الأخير، حسب أقوال الإبن، بتنفيذ تهديداته، ويستخدم عصابة إجرامية أرهبت الأسرة وطردتها من منزلها وأرضها يوم 21 من هذا الشهر. وأشار الإبن إلى أن "ل.و" يدّعي أنه اشترى هذا المنزل من صاحب عقار، في حين أن هذا الشخص الأخير، يسكن بالصويرة ولا علاقة له بالمنطقة، كما أن اسمه موجود في مجموعة من الملفات التي استولى بها "ل.و" على أراضي ومساكن. ويستند "ل.و" في ذلك، وفق أقوال الإبن، إلى نفوذه داخل الجماعة الذي يسمح له بتصحيح الإمضاءات في التاريخ الذي يريد، وتزوير الوثائق بالشكل الذي ينفع مصالحه. "لم يراعِ قرابة الدم بيننا، ولم يهتم أبداً لأواصر الدم الذي تجمعه بأخيه، فقد فضل على ذلك الترامي بشكل ظالم على مُلك ليس له" يقول الإبن، مؤكداً أن أسرته ليست سوى نموذج مُصغّر لضحايا هذا الشخص الذي قام بتشريد عشرات العائلات وبالترامي على عدة أملاك عن طريق التزوير، مبرزاً كذلك أن العائلات التي انضمت إلى احتجاج أسرته ضد "طغيان" هذا الرجل، تبقى مجرد أقلية إن هي قُورنت بالعدد الحقيقي لمن عانى من بطشه في عدة أماكن من المنطقة كأيت جرار، إفرض، إدياسين، الأخصاص، تكانت.. ولم تقدم المحكمة الابتدائية في تيزنيت حكمها النهائي في هذه القضية إلى حد اللحظة، إلا أن ما آلم الأسرة، حسب حديث الإبن، هو استماع القاضي إلى شهود "زور"، رغم اعتراض الأسرة عليهم ورغم كل الجدل الذي أثير حولهم بما أنهم سبقوا وأن شهدوا في عدة قضايا لصالح "ل.و". "لن نتحرك من أمام المحكمة حتى يعود إلينا منزلنا، ولن نسامح أبدا في حقنا، والدي ووالدتي في السبعيينات من عمرهما، وفي ذلك المنزل قضيا زهرة شبابهما وربيّاني رفقة أخوتي وأخواتي..لن يثنينا الوعيد ولا التهديد" يستطرد الإبن الذي ترك امتحاناته بالجامعة من أجل مساندة قضية والديه. وكان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتيزنيت، قد استطاع إقناع "إبا إجو" وزوجها بالمبيت في مقره، بعدما قضى العجوزان ليلة الثلاثاء أمام المحكمة، كما رفع المتضررون من "ل.و" تظلماً إلى وزير العدل والحريات من أجل التدخل لحمايتهم وإعادة أملاكهم، حيث أشارت جريدة المساء إلى أن هناك عريضة احتجاجية تحمل أرقام 19 قضية ضد المتهم ذاته، وأن هناك 165 توقيعاً بدوار إفرض وميرغت، و55 توقيعاً بدوار وعلكة في عرائض مماثلة. ومن القضايا الأخرى التي تداولها الرأي العام بالمنطقة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، قضية محمد سكري الذي يقال إنه تعرض لاختطاف من طرف عصابة إجرامية تعمل تحت إمرة المتهم المذكور، وأنه تعرض لتعذيب أنتج 15 يوما من العجز. هذا وقد تظاهر العشرات صباح اليوم أمام المحكمة الابتدائية بتيزنيت دعماً لملف الأسرة نزولا عند دعوة أطلقتها لجنة دعم ضحايا مافيا العقار بكل من الرباطوتيزنيت، كما تظاهر آخرون أمام مقر وزارة العدل والحريات بالرباط أول أمس الجمعة للغرض ذاته.