لا تزال "الشكوك" تحوم حول إمكانية فتح المعابر الجمركية بين المغرب وإسبانيا عبر مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، على الرغم من كل المحاولات التي أطلقتها حكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز. وكشفت صحيفة "إلباييس" الإسبانية عن "مراسلات رسمية" بين حكومتي البلدين تبين "وجود صعوبات عديدة في إعادة فتح المعابر الجمركية"، الأخيرة التي يعول عليها الحزب الحاكم في الانتخابات. وأضاف المصدر عينه أن "الرباط تضع شروطا صارمة أمام الحكومة الإسبانية من أجل إعادة فتح الجمارك"، مبينا أن "المفاوضات استغرقت أكثر من عام وسط غياب أي مؤشرات على انتهائها". وأشارت إحدى المراسلات، التي اطلع عليها المصدر سالف الذكر، إلى أن "مدريدوالرباط لم تتفقا على تحديد مهاة زمنية محددة من أجل فتح المعابر، كما أن الموعد الزمني الذي سبق أن تم تحديده هذا الشهر لم يتم الوفاء به من كلا الطرفين". جدير بالذكر أن حكومتا البلدين اتفقتا على إجراء ثلاث تجارب هذه السنة، آخرها كان خلال أواخر الشهر المنصرم والتي لم يعلن عن نجاحها بعد. و"تضغط" الحكومة الإسبانية على الرباط من أجل فتح المعابر الجمركية، والتي يتزامن "فشل" خروجها إلى الحياة مع قرب الانتخابات التشريعية التي ستشهد خلالها مواجهة مع اليمين المنتعش بفوزه الكبير في الانتخابات البلدية. وسبق أن اتفقت مدريدوالرباط، خلال القمة الثنائية الأخيرة، على العمل سويا على فتح المعابر الجمركية؛ وذلك وفق الجدول الزمني المتفق عليه، مع مواصلة الاختبارات المشتركة. وبعد نهاية القمة الثنائية، شكل حاكما مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين "سلسلة ضغط" على حكومة سانشيز من أجل إعادة فتح المعابر الجمركية مع الرباط؛ وهو ما حاول خوسي مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، تخفيفه عبر طمأنتهما بوجود التزام مغربي في هذا الشأن. ويهدف كلا البلدان إلى تشكيل جمارك منظمة، وفتح سلاسل التوريد والتصدير بشكل قانوني، بهدف مواجهة التهريب الذي كانت تشهده المدينتين المحتلتين. وكان المغرب قد أغلق بشكل رسمي الجمارك بسبتة ومليلية، جراء تفشي فيروس كورونا؛ غير أن اندلاع أزمة إبراهيم غالي ساهم في إغلاقهما، إلى حدود الساعة.