شكّل "دعم الشركات الناشئة وإنشاء مدارس رقمية بالمغرب"، يوم الجمعة 2 يونيو الجاري بمراكش على هامش معرض "جيتكس إفريقيا 2023′′، محور توقيع اتفاقيتيْن رئيسيتيْن لتطوير التكنولوجيات الرقمية والشركات الناشئة في المملكة. الهدف الأساس لهذين الاتفاقيتيْن الرئيسيتين، حسب معطيات توفرت لهسبريس، يتمثل في "دعم الابتكار والتطوير في القطاع الرقمي بالمغرب". وأشرفت غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، على توقيع الاتفاقيتين بحضور فاعلين في القطاع الرقمي والتكنولوجي وطلبة باحثين مهتمين. الاتفاقية الأولى وُقعت بين وزارة الانتقال الرقمي و"تكنوبارك"، وتنص على "تعزيز قدرة تكنوبارك على تقديم دعم أفضل للشركات الناشئة ومساعدتها على الاندماج بسلاسة في الأسواق الوطنية والدولية". كما يهدف هذا التعاون، حسب لمياء بنمخلوف، المديرة العامة ل"تكنوبارك"، إلى "تحسين عرض للشركات الرقمية الناشئة، من خلال إنشاء مسارات دعم تتكيف مع احتياجاتها، طيلة مراحل تمتد من فكرة المشروع إلى خلق المقاولة الناشئة وتطويرها". وتابعت بنمخلوف، في تصريح لهسبريس على هامش التوقيع، أن هذه الاتفاقية "تشمل أيضا تنزيل استراتيجية توسّع جهوي لنطاق العرض الترابي لحظيرة تكنوبارك التي راكمت أكثر من 20 سنة، ليشمل مناطق وجهات أخرى من المغرب (وجدة، فاس، تيزنيت والصويرة)، مع الحفاظ على مستويات الجودة والمتطلبات نفسها". وأكدت أنه "بفضل هذه الاتفاقية، ستستفيد الشركات الناشئة الرقمية من البرامج المُمَوَّلة من الوزارة وتغطي جميع مراحل تطويرها، من الفكرة إلى الدمج، من خلال مسارات دعم تشمل ما قبل الحضانة، الحضانة، التطوير والتسريع". من جانبها، بدت غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، مسرورة بتوقيع الاتفاقية مع منظومة تكنوبارك بالمغرب، قائلة إن "أهميتها تكمن في تعزيز قدرات تكنوبارك ومواكبة الشركات المغربية الناشئة بجودة عالية"، واضعة سياقها في إطار فعاليات اليوم الثالث من معرض "جيتكس إفريقيا" في نسخته الأولى على أرض مغربية، بحضور رواد أعمال شباب مغاربة ومن إفريقيا والعالم. الاتفاقية الثانية جمعت بين الوزارة المذكورة ومبادرة "LEET" الشبابية. وأوضحت الوزيرة غيثة مزور في هذا الصدد أن هذه الاتفاقية "تنشئ شراكة استراتيجية لإنشاء وتفعيل عمل مدارس مختصة في البرمجة والترميز المعلومياتي تسمى YOUCODE خلال الفترة ما بين 2023–2026". وشرحت الوزيرة أنه "تم تصميم هذه المدارس خصيصاً لفائدة الشباب من مختلف جهات المملكة، ولا سيما من مدن صغيرة، بهدف تعزيز تطوير المهن الرقمية، والنهوض بفرص العمل في التقنيات الجديدة، فضلا عن تحفيز إنشاء النُّظم الرقمية الناشئة". وتسعى كل مدرسة إلى تكوين وتدريب ما لا يقل عن 50 طالباً في كل دُفعة، بمن فيهم شباب منقطعون عن الدراسة، طيلة مدة تكوين تصل إلى عامين، وفق إفادات المسؤولة الحكومية ذاتها، التي أكدت "ارتفاع نسبة إدماجهم في سوق الشغل ب97 في المائة". كما ستوفر هذه المدارس مساحة دعم للمتعلمين المبتدئين الراغبين في إطلاق مشاريعهم أو شركاتهم الناشئة في المجال الرقمي. وانتهزت الوزيرة فرصة حضورها فعاليات اليوم الأخير من أكبر معرض للتكنولوجيا والمقاولات الناشئة الرقمية للقاء طلبة مغاربة باحثين في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، قصد تبادل وجهات النظر والإجابة على الأسئلة التي تشغل بالهم.