من المنتظر أن تستمر الأمطار التي سجلت في عدد من مدن المملكة، مؤخرا، يوم غد بمناطق الأطلس الكبير والمتوسط والريف، في حين ستعرف باقي المناطق استقرارا في حالة الطقس، بحسب المعطيات التي توصلت بها هسبريس من مديرية الأرصاد الجوية. وتتوقع مديرية الأرصاد الجوية أن تستمر السماء غائمة مع تكون بعض الأمطار أو الزخات الرعدية في كل من مناطق الأطلس المتوسط والكبير، هضاب الفوسفاط، والماس، مناطق الريف وجنوب المنطقة الشرقية، وكذلك ستهم بعض الأمطار مناطق طنجة، السهول الداخلية والشمالية، مناطق الأطلس الكبير وجنوب شرق البلاد، وبعض التساقطات الثلجية بقمم الأطلس المتوسط والكبير، فيما سيظل الطقس باردا في المرتفعات والمناطق الشرقية. وتعليقا على الحالة الجوية العامة التي عرفها المغرب خلال اليومين الأخيرين، أوضحت المديرية أن ذلك نتيجة لمرور منخفض جوي، مقرون بكتل هوائية باردة في الأجواء العليا، بشمال البلاد، الذي أعطى أمطارا همت على الخصوص المناطق الشمالية والريف والأطلس المتوسط ومناطق سايس، كانت معتدلة وقوية في بعض المرتفعات. وتابع المصدر ذاته بأنه خلال 24 ساعة الأخيرة سجلت أمطار همت شمال غرب البلاد، حيث سجل أكثر من 21 ملم بالدار البيضاء، و19 ملم بالحسيمة، و17 ببوعرفة، و16 ملم بمكناس، و14 بميدلت، و11 ببني ملال، و10 ملم بكل من بنسليمان، القنيطرة وتازة، و8 ملم بالناظور والسطات، و7 ملم بخريبكة، و5 ملم بسيدي سليمان، و4 ملمترات بالجديدة، الرباط، وجدة والراشدية. محمد بنعبو، خبير مناخي، قال إن "هذه الأمطار والثلوج في النصف الثاني من شهر ماي تبقى ذات أهمية كبيرة، ومن المحتمل أن تحسن حقينة السدود ونسبة ملأ الفرشات المائية التي عرفت نوعا من العجز طيلة السنوات الماضية وخلال هذه السنة التي تعد سادس سنة جافة على التوالي". وسجل بعبو، في تصريح لهسبريس، بإيجابية حجم الثلوج التي عرفتها مناطق الجنوب الشرقي ومناطق سلسلة جبال الأطلس، مذكرا بالصعوبات التي كان يعيشها المغاربة في ظل درجة حرارة جد مرتفعة ناهزت 44 و45 درجة مئوية في مجموعة من المناطق في شهر أبريل، مبرزا أن "درجة الحرارة تعرف نوعا من الانخفاض، ونعيش على إيقاع ظروف مناخية شبيهة بفصل الشتاء منذ منتصف ماي". وتوقع الخبير المناخي أن تتحسن الفرشة المائية تدريجيا وكذا حقينة السدود، خاصة أنه "من المرتقب أن تشهد بعض مناطق المغرب خلال الأسبوع المقبل منخفضات رطبة، عبارة عن عواصف رعدية محملة بكميات مهمة من الأمطار، وهو ما سيؤثر ايجابا على حقينة السدود". من جهة أخرى، حذر بنعبو من الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن هذه التساقطات، مشيرا إلى تأثير السيول والفيضانات على مجموعة من المناطق بالقنيطرة وسيدي سليمان والخميسات، موردا أن "كميات التساقطات المطرية كشفت ضعف البنيات التحتية التي لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب لتصريف الفيضانات الناتجة عن الأمطار".