أجمع المشاركون في مؤتمر جنيف 2، الذي افتتح أشغاله يوم الأربعاء بمنتجع مونترو السويسرية، على ضرورة إيجاد حل سلمي لأزمة الصراع في سوريا، فيما تباينت مداخلات الوفود ورؤاهم بخصوص تدبير المرحلة الراهنة والمستقبلية في أفق حل هذا الصراع الممتد منذ سنتين. وكان لافتا مطالبة المملكة العربية السعودية بانسحاب الإيرانيين ومن يواليهم، مثل حزب الله اللبناني، من الأرض السورية، كأحد الشروط الضرورية لاستتباب السلام والأمن هناك، فيما رد وزير في النظام السوري على مطالب رحيل الرئيس بشار الأسد بأن "الرئيس لن يرحل"، وأن الحديث عن القتل والقصف ليس سوى "عملية تضليلية". السعودية: انسحاب الأجانب من سوريا وطالب سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، في مداخلته بالمؤتمر ذاته، بانسحاب القوات والعناصر الأجنبية من سوريا، من الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، فضلا عن فك الحصار، ووقف القصف، وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات بإشراف دولي يضمن ذلك". وأفاد الفيصل بأن بلاده "استمرت دون كلل مع أشقائها في تقديم مقترحات لحل الأزمة بسوريا، إلا أن جهودها تحطمت في ظل إصرار النظام على حل الأزمة عسكريا، حتى لو تطلب الأمر بالاستعانة بالمرتزقة"، في إشارة إلى التواجد الإيراني وحزب الله في سوريا. وشدد المسؤول السعودي على ضرورة تنفيذ مقررات جنيف 1، وأهم مضامينها تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية يمكنها إدارة البلاد في مختلف شؤونها"، مبرزا أنه "من البديهي ألا يكون لبشار الأسد، ومن تلطخت أيديه بدماء السوريين، أي دور في هذه المرحلة". النظام السوري: لن نرحل وفي أول رد فعل رسمي سوري على انعقاد هذا المؤتمر، ومطالب البعض برحيل الرئيس الأسد، أكد وزير الإعلام، عمران الزعبي، أن "بشار الأسد لن يرحل عن الحكم"، مضيفا أن "نجاح المؤتمر غير مرتبط بأسبوع أو وقت، بل بمسار وخطوات سياسية تحتاج إلى وقت وإجراءات". ونفى الزعبي، في لقاء صحفي اليوم، ما يقال عن مجازر للنظام السوري، وقصفه بالبراميل المتفجرة"، معتبرا أن بعض وزراء الخارجية العرب "يساهمون في تضليل العالم والمجتمع الدولي، ويكرسون هذا التضليل". مطالب بتنفيذ مقررات جنيف1 وأكد وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، في كلمته بالمؤتمر، على أن المرحلة "وصلت على أعتاب عملية سياسية لحل الأزمة المستمرة منذ عامين، مع جلوس طرفي النزاع على طاولة واحدة"، مطالبا ممثلي الحكومة السورية "بإخلاص النوايا للوصول إلى حل، وهذا أمر غير مستحيل". وضمن مداخلته في مؤتمر جنيف 2، شدد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، على أن "المجتمعين لم يأتوا لترديد كلمات بلا معنى، بل للبحث عن حل جدي للأزمة السورية"، مبرزا أنه "لا أحد يمكنه نسيان الجرائم المرتكبة باستخدام الأسلحة الكيمياوية". ومن جهته نبه وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، إلى خطورة عدم الوصول إلى حلول سلمية للنزاع في سوريا، حيث أكد أنه "إذا فشلت عملية السلام الجارية الآن، فإنها ستعني التضحية بأرواح المزيد من السوريين". وأفاد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بأن "هدف المؤتمر هو تطبيق نص دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، لتنفيذ كامل مقررات مؤتمر جنيف 1، وأهمها تشكيل هيئة حكم انتقالية، ذات صلاحيات تنفيذية كاملة"، باعتبار هذه المقررات هي "الحل الوحيد المتاح والضروري لإنهاء الأزمة السورية".