حرص الملك السادس، في كلمته بمناسبة اختتام أشغال الدورة العشرين للجنة القدس اليوم بمراكش، على إبراز "تشبثه بنصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف"، مضيفا أن "بلوغ هذا الهدف الأسمى يتطلب وحدة الصف، والتحرك الفعال، مع التحلي بأعلى درجات التضامن والالتزام". وشدد الملك على أنه سيسعى لتجسيد هذا الهدف "كرئيس للجنة القدس، ووفاء لعهدنا لإخواننا الفلسطينيين، ولسلطتهم الوطنية الشرعية، برئاسة أبو مازن" حاثا على "مواصلة الجهود لدعم صمودهم، والمضي قدما بعملية السلام، وجوهرها التسوية المنصفة لقضية القدس الشريف". ولفت خطاب الملك إلى كون "طريق السلام شاق وطويل، ويتطلب تضحيات جسام من جميع الأطراف، كما يقتضي التحلي بروح التوافق والواقعية، وبالشجاعة اللازمة لاتخاذ قرارات صعبة وحاسمة، ينتصر فيها منطق العقل والحكمة والأمل والحياة، على نزوعات الحقد والتطرف واليأس والعدوان". وأثنى العاهل المغربي على الأجواء التي مرت فيها اجتماعات اللجنة العشرين للجنة القدس، حيث طبعتها " مشاورات بناءة، ومصارحة أخوية صادقة"، معربا عن تقديره لغيرة كافة أعضاء اللجنة على صيانة القدس الشريف، والتعبئة القوية لنصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني الشقيق". وأفاد الملك، في خطاب اختتام أشغال لجنة القدس، أن اجتماع لجنة القدس "يعد رسالة للعالم مفادها أننا أمة متعلقة بالسلام، حريصة على تحالف الحضارات والثقافات"، مضيفا أن "تشبثنا بهوية القدس ليس فقط لأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين، ولكن أيضا لتظل رمزا لوحدة الأديان السماوية، وفضاء للتعايش بين أهلها في جو من السلام والوئام". وكان الملك محمد السادس قد استقبل لأول مرة منذ سقوط نظام حسني مبارك، على إثر رياح ما سمي بالربيع العربي، وزيرا مصريا رفيع المستوى متمثلا في وزير الخارجية، نبيل فهمي، كما صافح لأول مرة مسؤولا إيرانيا رفيعا، وهو حميد رضا دهقاني، السفير والمندوب الدائم لدولة إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي بالمغرب، وذلك منذ قطع المملكة لعلاقاتها الدبلوماسية مع طهران سنة 2009.