رحّب الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء، خلال لقائه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بأي "موقف إيجابي" يصدر من الدول العربية، التي قطع عدد منها علاقته مع دمشق منذ بداية النزاع في سوريا. ومنذ وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من الشهر الحالي، تلقى الأسد سيلاً من الاتصالات من قادة دول عربيّة، في تضامن قد يسرّع عملية تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي، وفق ما يرى محللون. وقال الأسد، وفق ما نقلت حسابات الرئاسة، إن "الشعب السوري يرحب ويتفاعل مع أي موقف إيجابي تجاهه، وخاصة من الأشقاء العرب"، مشددا على "أهمية التعاون الثنائي بين سورياوالأردن". وزيارة الصفدي هي الثانية منذ وقوع الزلزال لوزير خارجية عربي إلى دمشق، حيث توجه نهاية الأسبوع الماضي وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الذي تقود بلاده جهود الإغاثة الإقليمية. وأودى الزلزال بحياة نحو أربعين ألف شخص في سوريا وتركيا، بينهم أكثر من 3600 شخص في سوريا. وإثر اندلاع النزاع عام 2011، قطعت دول عربية عدة، خصوصاً الخليجية، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية دمشق. لكن الأردن كان من الدول العربية القليلة التي أبقت على علاقاتها مع اتصالات محدودة. وتوقّفت الزيارات الرسمية بين البلدين لسنوات عدة قبل أن تُستأنف في العام 2021. كما التقى وزير الخارجية الأردني نظيره السوري على هامش اجتماعات دولية. وتوج التقارب السوري الأردني أول اتصال هاتفي منذ 2011 بين الأسد والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في أكتوبر 2021. واتصل الملك الأردني بالرئيس السوري مرة ثانية بعد وقوع الزلزال. وكانت الأردن من بين أولى الدول التي أرسلت طائرات مساعدات إلى سوريا، وقد وصلت ثلاث طائرات على الأقل، عدا عن عشرات الشاحنات التي دخلت سوريا عبر معبر نصيب الحدودي. وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال وداعه نظيره الأردني في مطار دمشق، في تصريحات لقناة المملكة الأردنية: "نتعاون منذ وقت طويل، لكن نقدر عالياً هذه الزيارة لأنها تأتي في وقت مناسب". وأضاف: "نشعر بالامتنان على المساعدات السخية التي أرسلتها الدولة الأردنية والمواطنون الأردنيون إلى سوريا". من جهته، أكد الصفدي أنه "لا يمكن للأردن إلا أن يقف جنباً إلى جنب مع سوريا بعد حدوث الزلزال". وتابع: "نحن في لحظة إنسانية يعاني منها الشعب السوري الشقيق، ورسالتا الوقوف إلى جانبه". وبرزت مؤشرات انفتاح عربي على دمشق خلال السنوات القليلة الماضية، وبدأت مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق عام 2018 ثم زيارة الأسد إلى الإمارات في مارس الماضي. والثلاثاء، هبطت طائرة مساعدات سعودية في مطار حلب الدولي، هي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.