قام وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أمس السبت، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بجماعة ثلاث نيعقوب (إقليمالحوز)، بزيارة ورش إعادة تأهيل مسجد تينمل، الذي يعد مهد الدولة الموحدية، والوقوف على مدى تقدم الأشغال الخاصة به. وتمتد أشغال إنجاز مشروع ترميم وتثمين مسجد تينمل (أو المسجد الأعظم الذي بناه الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي في عام 1156 م)، من خلال مديرية المساجد التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على مدى 18 شهرا. وأكد بنسعيد، في تصريح للصحافة، أن مسجد تينمل يعكس حضارة الموحدين، مشيرا إلى أهمية الجانب الأركيولوجي، الذي ينجح عمليات الترميم، من خلال الأبحاث والدراسات التي تتم في هذا الباب. وأوضح أن غايات الترميم تتجلى في التعريف بحضارة الدولة الموحدية والأدوار التي لعبتها تاريخيا، لاسيما في غرب إفريقيا والأندلس، لافتا إلى الزيارة التي تتوخى الوقوف عند مدى تقدم الأشغال المتصلة بالترميم والتثمين. وكشف، من جهة أخرى، أن العمل ينكب أيضا على تشييد متحف بجانب مسجد تينمل، بغرض التعريف بالدور الذي لعبته المنطقة وتسليط المزيد من الضوء عليه، مضيفا أن عمليات الترميم، التي تعتمد على الجوانب الأركيولوجية، تعزز الصناعة الثقافية، وتثمن عوائدها السياحية، من حيث جذب السياح والاستفادة من التطور الاقتصادي الذي يشهده المغرب. وخلص بنسعيد إلى أن من شأن الصناعة الثقافية أن تساهم في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي بالمنطقة، على الخصوص، وبجهة مراكش-آسفي عموما. من جهته، قال التوفيق إن "مسجد تينمل يوجد في طور الترميم بمبادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية"، مذكرا بأن تاريخ بنائه "يرجع للقرن السادس الهجري، الثاني عشر ميلادي، ومن هذه المدينة انطلقت الدولة الموحدية، التي كان لها شأنها في تاريخ المغرب والعالم". وأوضح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن "هذا المسجد يستحق أن يرمم"، مذكرا بأنه كانت قد تمت مباشرة أعمال الترميم في التسعينات من القرن الماضي. وتابع: "نستأنف هذا الترميم للحفاظ على هذا المسجد وفق القواعد المصطلح عليها في الترميم، وبمواكبة علمية وفنية من وزارة الثقافة".