تستمر فرق الإنقاذ في محاولات انتشال جثث مرشحين للهجرة السرية غرقوا في انقلاب قارب بمنطقة مير اللفت جنوب مدينة تيزنيت نهاية الأسبوع الماضي، بعد محاولة فاشلة للوصول إلى جزر الكناري. سالم أبردام، رئيس الجماعة الترابية لمير اللفت، قال إن السلطات انتشلت، صباح اليوم الأحد، جثة جديدة قرب شاطئ الشيخ لأحد المفقودين. كما لفظ البحر، أمس السبت، جثة أخرى. وأكد رئيس الجماعة الترابية لمير اللفت، في تصريح لهسبريس، أن أعداد المفقودين وفق المستجدات الحالية هو ثمانية أشخاص. وأضاف أبردام أن المنتشلين يتم توجيههم نحو مدينة أكادير للخضوع لاختبار الحمض النووي والتأكد الفعلي من هوياتهم، وزاد: المنتشل أمس عرض أمام الاختبار والثاني ينتظر أوامر النيابة العامة لتوجيه الجثة. وبذلك ارتفعت حصيلة ضحايا حادث انقلاب قارب الهجرة إلى 15 شخصا، من بينهم امرأة ورجل مسن؛ فيما بلغ عدد المرشحين الذين تم إنقاذهم 24 شخصا، كلهم في العشرينيات من العمر، إضافة إلى قاصر يبلغ 16 سنة وعشرة أشهر، فيما فر خمسة آخرون، من بينهم شخص يشتبه في كونه من منظمي العملية. إلى ذلك تمكنت مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي لمير اللفت بإقليم سيدي إفني، الخميس، من فك لغز الشبكة المنظمة لعملية الهجرة غير النظامية. وحسب المعطيات المتوفرة لجريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر مطلعة، فقد مكنت التحريات الميدانية التي باشرتها فرقة دركية من توقيف شاب يبلغ من العمر 26 سنة ويتحدر من جماعة اصبويا بإقليم كلميم، يشتبه في تورطه في تنظيم العملية غير القانونية سالفة الذكر. وأضافت المصادر ذاتها أن الأبحاث المعمقة، التي باشرتها عناصر الضابطة مع الموقوف، أسفرت عن تحديد هوية أربعة أشخاص آخرين يتحدرون من كلميم يشتبه في تورطهم في العملية ذاتها، وتجري التحقيقات لتوقيفهم قصد الكشف عن جميع ظروف وملابسات القضية وتحديد كافة الامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الشبكة الإجرامية. وفي السياق ذاته، حاصرت الأحداث المأساوية لانقلاب قارب للهجرة غير النظامية التي عرفتها جهة كلميم واد نون مؤخرا وزيرَ الشغل تحت قبة البرلمان، إذ دق نواب ناقوس الخطر بشأن وضعية البطالة بالجهة التي تؤدي بالشباب إلى رمي أجسادهم في عرض البحر. في المقابل، حمّل يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، المسؤولية للحكومات السابقة، رافضا استغلال الفواجع في السياسة. وقال السكوري: "هي أحداث مأساوية تترك أثرا كبيرا في نفوس جميع المغاربة، والكل معبأ من أجل حل مشاكل المغاربة"، معتبرا أن "الحكومات السابقة لم تقدم شيئا لجهة واد نون". وأضاف أن الحكومة الحالية لها "مجهود وصدق، ولا نريد استعمال الفواجع لأغراض سياسوية، بل العمل في إطار جدي وأن نقول الحقيقة كاملة، وليس فقط جزءا منها".