عمت مظاهر فرحة عارمة غير مسبوقة شوارع مدينة كلميم وأحياءها، كما في باقي المدن المغربية الأخرى، حيث عاشت المدينة على إيقاع أجواء احتفالية رائعة ابتهاجا بالتأهل المستحق ل"أسود الأطلس" إلى دور ثمن نهاية مونديال قطر 2022 للمرة الثانية في تاريخه بعد إنجاز مكسيكو 1986. فمباشرة بعد إطلاق الحكم البرازيلي رافائيل كلاوس صافرة نهاية المباراة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الكندي لحساب الجولة الثالثة من دور مجموعات كأس العالم "قطر 2022′′، والتي شهدت فوز "أسود الأطلس" بهدفين لهدف واحد، تدفقت الجماهير مزينة بالأعلام الوطنية وأقمصة المنتخب المغربي على مختلف شوارع وساحات وأحياء مدينة كلميم باب الصحراء، مرددة الهتافات والأهازيج احتفالا بالإنجاز التاريخي. وغصت جنبات شارع محمد السادس بأبناء المدينة، الذين أبدعوا في إضفاء أجواء حماسية على هذه الاحتفالية العفوية التي أثثها الشباب والأطفال كما الرجال والنساء. وتعالت الزغاريد داخل البيوت ومن على سطوح العمارات والمنازل تحيي المواكب السائرة على الطريق من حشود وسيارات ودراجات نارية وهوائية أطلقت العنان للمنبهات احتفاء بهذا بالإنجاز الرياضي الكبير الذي تم تحقيقه بفضل جدية ومثابرة اللاعبين والطاقم التقني للمنتخب، وقتاليتهم على أرضية الملعب وتحليهم بالروح الوطنية العالية. وفي تصريحات صحافية، عبر عدد من المواطنين عن سعادتهم الغامرة بتأهل المنتخب المغربي إلى دور الثمن متصدرا ترتيب المجموعة التي تأهل عنها أيضا منتخب كرواتيا الذي احتل الرتبة الثانية، منوهين بالأداء المميز للاعبي المنتخب المغربي والروح القتالية العالية التي أبانوا عنها في مباراة اليوم. ولم يفت هذا الجمهور استحضار ذكريات المشاركة التاريخية ل"أسود الأطلس" سنة 1986 حينما تأهل أصدقاء العميد بادو الزاكي إلى الدور الثاني، محققين إنجازا لم يسبقهم إليه أي منتخب عربي أو إفريقي. وبتأهله محتلا صدارة المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط، متقدما على المنتخب الكرواتي الذي حل المركز الثاني ب5 نقاط، سيلاقي "أسود الأطلس" في دور ثمن نهائي المونديال أحد الفريقين المتأهلين من المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات إسبانيا وألمانيا واليابان وكوستاريكا.