لأول مرة، يحل الجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، بإسرائيل، مرفوقا بوفد عسكري هام، للمشاركة في المؤتمر الدولي الأول حول التجديد العسكري. وتندرج المشاركة في هذا المؤتمر الدولي المخصص للعديد من قادة الجيوش ووكالات التجديد في مجال الدفاع ضمن إطار متعدد الأطراف، يروم تشجيع تبادل المعارف والخبرات بين الجيوش المشاركة. كما تهدف هذه المشاركة إلى إرساء أسس تعاون متين في مجال الدفاع متعدد الأبعاد والتجديد العسكري. وعلى هامش المؤتمر، يرتقب أن تجري محادثات ولقاءات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقيادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي. ويعتبر محمد الطيار، الخبير في الشأن الأمني، أن "مشاركة الوفد المغربي في هذا المؤتمر الدولي الذي يجمع عددا مهما من قادة الجيوش تهدف إلى تبادل الخبرات والمعارف مع المشاركين، وإقامة أسس التعاون في مجال الدفاع متعدد الأبعاد والتجديد العسكري". وشدد الطيار، في تصريح لهسبريس، على أن "مساهمة المغرب بتجربته الرائدة في المجال العسكري، وفي القطاعات المرتبطة به، ستعطي دفعة قوية للمستوى الذي بلغته العلاقات المغربية–الإسرائيلية". وسبق لإسرائيل أن شاركت في فعاليات تبادل التجارب والخبرات والتدريبات المشتركة، التي ضمتها مناورات "الأسد الإفريقي 2022′′، المنظمة من قبل المغرب والولايات المتحدة. وأورد الخبير المذكور أن مشاركة المغرب في هذا المؤتمر "تدخل أيضا في إطار الشراكة الإستراتيجية الأمنية والعسكرية التي أصبحت تربط بين المغرب وإسرائيل، وترمي إلى تعزيز التعاون المشترك من أجل بناء صناعات مغربية دفاعية متطورة في المجال العسكري". وستكون هذه التمارين محطة مهمة لبحث فرص تطوير التعاون في مجالات التكوين، والتكنولوجيا والأمن السيبراني، والتعاون بين أجهزة الاستخبارات العسكرية، وتطوير الروابط الصناعية، وتقاسم التجارب والخبرات بشكل عام بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلّحة الإسرائيلية. ويفسر الطيار تسارع وتيرة التقارب بين المغرب وإسرائيل بتقارب مصالحهما المشتركة في الشرق الأوسط، خاصة بسبب التهديد المشترك الذي أصبحت تشكله إيران وأذرعها؛ فقد استطاعت التغلغل في المحيط الإقليمي للمغرب، خاصة في الجزائر، كما تورطت بشكل كبير ومباشر في النزاع الإقليمي المفتعل في الأقاليم الجنوبية المغربية.