دعا رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال، اليوم الأحد، ألمانيا إلى تعزيز دعمها العسكري لأوكرانيا، على الرغم من أنه أقرّ بالجهود المبذولة؛ وذلك أثناء زيارة إلى برلين، ترمي إلى طي صفحة التوترات الأخيرة بين البلدين. وأثار موقف ألمانيا المتردد تجاه موسكو، في أعقاب اندلاع الحرب قبل ستة أشهر وعدم تقديمها الدعم العسكري لكييف في مرحلة أولى، غضبا شديدا لدى حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ ولكن الأمور تغيرت بعد ذلك. وترمز زيارة شميهال إلى برلين، وهي الأولى لمسؤول أوكراني بهذا المستوى منذ بدء الحرب مع روسيا في فبراير من السنة الجارية، إلى "انفراج في العلاقات بين البلدين". وشكر رئيس الوزراء الأوكراني ألمانيا ل"دعمها العسكري والمالي والإنساني والسياسي"؛ لكنّه أشار إلى "ضرورة تزويد كييف بالمزيد من المعدّات العسكرية الثقيلة"، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي. وقال شميهال، وفق ما نقل عنه ضمن البيان نفسه، إن "قاذفات الصواريخ من طراز 'مارس 2' و(مدافع) 'بانزرهابيتز 2000'، التي قدّمتها ألمانيا، كانت فعّالة في ميدان القتال ونأمل في زيادة الإمدادات بالأسلحة الثقيلة". وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، منذ أسبوع في براغ، أن ألمانيا ستتحمّل "مسؤولية خاصة" لمساعدة أوكرانيا على تعزيز أنظمة المدفعية والدفاع الجوي. وقال رئيس الوزراء الأوكراني اليوم الأحد: "نأمل في أن تصبح ألمانيا أحد الرواد في عملية تطوير الدفاع الجوي الأوكراني"، حسب تعبيره. وتستضيف ألمانيا، الخميس المقبل بمبادرة أمريكية، اجتماعا لوزراء دفاع الدول الحليفة لأوكرانيا. وهذا اللقاء، الذي يجمع نحو 40 دولة في قاعدة "رامشتاين" الأمريكية، مخصص لتنظيم دعم الإمكانات العسكرية الأوكرانية في مواجهة الروس. وفي روسيا؛ اتهم دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، اليوم الأحد، ألمانيا بشن "حرب هجينة" على روسيا، مبررا وقف شحنات الغاز إلى برلين بسلوكها "غير الودي" في خضم الحرب مع أوكرانيا. ميدفيديف، في رسالة نشرت على "تلغرام"، قال: "أولا، ألمانيا بلد غير صديق؛ وثانيا، فرضت عقوبات على الاقتصاد الروسي بأكمله (...) وتسلم أوكرانيا أسلحة فتاكة". تقارب واضح حلّ شميهال اليوم الأحد، أيضا، خلافا آخر بين كييف وبرلين، عندما التقى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وكان الرئيس شتاينماير دعم سياسة التقارب مع روسيا أثناء تولّيه منصب وزير الخارجية مرتّين، في عهد المستشارة أنغيلا ميركل، قبل أن يعترف بارتكابه "خطأ". وصنّفت حكومة زيلينسكي، لفترة من الوقت، شتاينماير "شخصا غير مرغوب فيه"، حتى أنه اضطرّ إلى إلغاء زيارة إلى كييف في منتصف أبريل الماضي. وأكد شتاينماير لرئيس الوزراء الأوكراني أن "ألمانيا ستواصل الوقوف بطريقة موثوقة إلى جانب أوكرانيا"، وفق ما نقل المتحدث باسم الرئيس الألماني. ويُعقد مؤتمر خبراء بشأن إعادة إعمار أوكرانيا يوم 25 أكتوبر المقبل في برلين، بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فن دير لايين. قبل وصوله اليوم الأحد، أشار دنيس شميهال إلى "التقدّم الهائل" الذي حقّقته ألمانيا في المساعدة العسكرية لأوكرانيا. وقال رئيس الوزراء، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية نشرها مكتبه الإعلامي: "في البداية، كانت تقدّم فقط معدّات الحماية أو خوذات واقية. والآن تقدّم معدّات حربية متطورة من قاذفات صواريخ متعدّدة ومدفعية". وأشار شيمهال إلى أن "ألمانيا أعلنت أيضا تسليم أوكرانيا أنظمة دفاع جوي 'إيريس-ت'"، متوقعا أن يحصل ذلك "في الخريف"، على حد قوله. في دليل جديد على أنّ "حقبة جديدة في العلاقات الثنائية أقلّ توتّرا تبدأ"، يُفترض أن يصل قريبا سفير أوكراني جديد إلى برلين. وكان أندريه ميلنيك، السفير السابق، هاجم بشدة، لأشهر متتالية، الموقف الألماني المتحفظ تجاه روسيا. بعد زيارته برلين ينتقل شميهال، غدا الاثنين، إلى بروكسل. ومن المقرر أن يدير مع جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اجتماعا لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا. كما سيشارك في مؤتمر حول "الجرائم الروسية في أوكرانيا" مع روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي. وفي أوكرانيا أعلنت السلطات المحلية، اليوم الأحد، أن "القوات الروسية واصلت، منذ الليلة الماضية، قصف منطقة ميكولايف في الجنوب؛ ما أسفر عن مقتل طفل إثر انهيار منزله، وامرأة، وإصابة ستة آخرين". وعلى صعيد عملية تصدير المنتجات الزراعية، التي عرقلتها الحرب لأشهر واستؤنفت مؤخرا بعد التوصل إلى اتفاق لتجنب حصول نقص في الأغذية عبر العالم، غادرت 13 سفينة محمّلة في المجمل ب282 ألفا و500 طن من المواد الغذائية، اليوم الأحد، المرافئ الأوكرانية متوجّهة إلى 8 دول، وفق ما أعلنت الحكومة الأوكرانية.