بدءا من اليوم الإثنين، تنطلق في مقر الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي "أمسنور" (AMSSNuR) بالرباط، أشغال ورشة عمل وتدريب إقليمية تهدف إلى التعرف على "توصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز أمن مفاعلات البحث وتطوير المهارات من أجل دعم قدراتها فيما يتعلق بالمراقبة التنظيمية لهذا النوع من المرافق النووية". وفي دورتها الثالثة المنعقدة بالمغرب، أوضح الطيب مرفق، رئيس قسم الأمان النووي بالوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الورشة "تأتي في إطار برنامج الوكالة للتعاون الجهوي في إفريقيا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنتدى الهيئات التنظيمية النووية في إفريقيا"، مضيفا أنه "مسار تكويني وتدريبي يستكمل سيرورة ومضامين دورتين سابقتيْن في 2018 و2020". وتابع رئيس قسم الأمان النووي ب"أمسنور" بأن موضوع الرقابة التنظيمية لمفاعلات الأبحاث في دول إفريقيا يعرف هذه الدورة مشاركة خمسة وعشرين ممثلا من سلطات الأمن النووي الإفريقية وكذا من المغرب، قصد "تبادل الخبرات والدروس المستفادة في هذا المجال، لاسيما أن المغرب يتوفر على مفاعل نووي للبحث العلمي ابتدأ العمل به منذ عام 2009، ويقع تحت تدبير المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، كما يسهر عليه هذا الأخير تنظيميا وبحثيا". كما يهدف التدريب، حسب المسؤول ذاته، إلى "تزويد ممثلي الدول الأعضاء في منتدى الهيئات التنظيمية النووية في أفريقيا بالمعرفة والمعلومات العملية"، استنادا إلى معايير أمن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالمراقبة التنظيمية لمفاعلات البحث وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى في هذا الصدد. وتركز ورشة العمل أيضا على التفتيش التنظيمي وعملية إعداد المتطلبات التنظيمية المتعلقة بأمن مفاعلات البحث، لاسيما من خلال استخدام البنى التحتية الوطنية التي يقدمها المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية و"أمسنور". في هذا الصدد، من المتوقع أن يقوم المشاركون بزيارة إلى مفاعل الأبحاث الذي يديره المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية للوقوف عند الدروس المستفادة من برنامج التفتيش لهذه المنشأة، الذي وضعته "أمسنور"؛ وهو ما أوضحه مشارك في الدورة من ساحل العاج تحدث إلى هسبريس، مؤكدا أن الاستفادة من التجربة المغربية وتوجيهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال تأمين مفاعلات البحث النووية، "تظل أحد أبرز دواعي المشاركة في هذا النشاط ذي البعد الإقليمي والدولي". وعلاوة على المشاركة الوطنية، يشارك خمسة وعشرون ممثلا عن سلطات الأمن النووي الأفريقية في هذا التدريب، خاصة من 15 بلدا في القارة؛ أبرزها بوركينا فاسو، وساحل العاج، ومصر، وإثيوبيا، وغانا، وكينيا، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والسنغال، وتونس. ومن خلال استضافة هذه الورشة للمرة الثالثة في المغرب، تهدف "أمسنور" إلى "تعزيز مكانتها وتموقُعها كسلطة رائدة ونموذجية للدول الإفريقية والعربية"، والمساهمة بشكل أكبر في الهياكل الإقليمية للتعاون متعدد الأطراف في مجالات الأمن والسلامة والضمانات النووية. يشار إلى أن فعاليات هذه الدورة الثالثة التي يحتضنها مقر الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي بالرباط، تستمر إلى غاية 31 غشت الجاري.