أثار مشهد إقامة موكب زفاف في نفق الموحدين بمدينة الدارالبيضاء خلال الأيام الماضية، في ساعة متأخرة من الليل، موجة استنكار وسط مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى تسبب المحتفلين في فوضى كان بإمكانها أن تخلف حوادث سير مميتة. وأظهر شريط مصور، اطلعت عليه هسبريس، العديد من السيارات التي اجتمعت بنفق الموحدين في الفترة الليلية، وقام أصحابها بتصرفات اعتبرها كثيرون "غير مسؤولة"، كإشعال الشهب الاصطناعية والرقص وسط الطريق. وانتقد العديد من الأشخاص، في تعليقات متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي، تلك السلوكيات التي كان بإمكانها التسبب في حوادث سير خطيرة، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالمعدات اللوجستيكية المثبتة بهذا النفق الذي جرى افتتاحه منذ سنة تقريبا. وحسب إفادات مصدر مسؤول في شركة الدارالبيضاء للتهيئة، للنسخة الفرنسية من جريدة هسبريس الإلكترونية، فإنه يتم تسجيل العديد من هذه المشاهد بنفق الموحدين في الفترة الليلية من الصيف الجاري. وأوضح المصدر عينه أن "الشهب الاصطناعية التي أشعلها البعض في موكب الزفاف كادت أن تشعل نظام الكشف عن الحرائق، وما يرافق الأمر من عمليات تقنية تخص تحرك الوقاية المدنية في تلك الفترة". وتابع المتحدث ذاته بأن "الحادثة جرى تسجيلها بواسطة كاميرات المراقبة التابعة للشركة بنفق الموحدين، وستتم إحالة التسجيلات على الأمن الوطني بغية اعتقال الأشخاص الذين قاموا بهذا السلوك الفوضوي"، بتعبيره. وتحول نفق الموحدين، خلال الفترة الأخيرة، إلى مصدر قلق أمني للساكنة المجاورة، بسبب تكرار تلك "المشاهد الفوضوية" في ساعات متأخرة من الليل بعد إغلاقه في وجه المركبات. وتلجأ مجموعات من المراهقين أيضا إلى هذا النفق للقيام ب"سباق الدراجات النارية"، مستغلة توقف حركة السير به، ما قد يتسبب في حوادث سير خطيرة بهذه المنطقة الحيوية. وخفف النفق الضغط على شارع الموحدين، وشارع سيدي محمد بن عبد الله، ومحج زايد أوحمد، وصولا إلى شارع القوات المسلحة الملكية، بعد ملتقى الطرق زلاقة. ووصلت الكلفة الإجمالية للمشروع إلى 860 مليون درهم، ساهمت فيها وزارة الداخلية ب310 ملايين درهم، وجماعة الدارالبيضاء ب60 مليون درهم، و"وصال كابيتال آسيت" ب250 مليون درهم، وشركة "المنار للتنمية" ب240 مليون درهم.