مازال جدري القردة يعرف ارتفاعا ملحوظا على الصعيد العالمي، إذ أعلنت الولاياتالمتحدة الأميركية حالة طوارئ صحية عامة بسبب تفشي الفيروس. وفي المقابل تؤكد معطيات حصلت عليها هسبريس أن الوضعية مستقرة في المغرب، حيث لا وجود لحالات مشتبه فيها. وفي هذا الإطار قال مصطفى فهيم، مدير المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، إن "الوضعية لا تدعو للقلق"، مؤكدا أن حالة اليقظة على الصعيد الوطني مستمرة. وأضاف فهيم، ضمن تصريح لهسبريس: "من المفروض حينما تكون هناك حالة مشتبه فيها إجراء التحاليل اللازمة لها، فنتوصل بعينة لتحديد نوع الفيروس، لكنه إلى حد الساعة، ومنذ أكثر من شهرين، لم نتوصل بأي عينة لإثبات نوعية الفيروسات في هذا الصدد". وأشار المتحدث ذاته إلى أن "المراقبة من طرف وزارة الصحة مستمرة"، موجها دعوة إلى أخذ الحيطة والحذر، خاصة بالنسبة للمسافرين إلى البلدان التي ينتشر فيها الوباء. ونبه المختص إلى أن جدري القردة ليس فيروسا ينتشر عن طريق الهواء، مثل كوفيد، بل ينتشر عن طريق الملامسة، داعيا إلى ضرورة العمل بالاحتياطات اللازمة، وخاصة الحفاظ على النظافة. ووضعت مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بتنسيق مع الهياكل الصحية والعمومية والخاصة والعسكرية، خطة وطنية للمراقبة والتصدي لمرض جدري القردة. وأشارت الخطة الوطنية إلى أن الحالات المشتبه فيها تتعلق بأي شخص يظهر عليه طفح جلدي أو حويصلي أو حويصلي-بثري، مع ارتفاع في درجة الحرارة إلى أكثر من 38 درجة مئوية، وكذا الحالات التي تم استبعاد الأسباب المعتادة لديها، ولاسيما جدري الماء والحصبة والهربس أو أي رد فعل تحسسي محتمل. وأوضحت مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض أن الحالات المؤكدة هي كل حالة محتملة تأكدت لديها الإصابة بفيروس جدري القردة عن طريق التقنية الجزيئية في المختبر، مشددة على أنه "يجب الإبلاغ عن أي حالة مشتبه فيها أو محتملة على الفور إلى السلطة الصحية الإقليمية التي تعتبر الوحدة الصحية (عمومية أو خاصة) التي أجرى فيها الطبيب عملية التشخيص تابعة لها". وأكدت الخطة الوطنية أن المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية تأمر، على وجه السرعة، إلى جانب المصلحة الجهوية للصحة العمومية، بالتحقق من الحالة، والقيام بالتحقق الوبائي، بمجرد تصنيف الحالة على أنها مشتبه فيها.