وقع النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، والشيخ أحمد بايّه، رئيس الجمعية الوطنية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الإثنين بنواكشوط، مذكرة تفاهم تشير في مادتها الأولى إلى أن "الطرفين يتعهدان بإقامة علاقات متميزة بينهما، تقوم على مبادئ المساواة والمعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة والالتزام بالمضي قدما في التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك". وتأتي مذكرة التفاهم هذه بين الطرفين " وعيا منهما بأهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية البرلمانية في التقريب بين الشعوب"، "واستحضارا لتمسك البلدين بقيم الحرية والديمقراطية، وبالروابط التاريخية والثقافية التي تجمعهما، مما يجعل من المناسب إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون بينهما، خصوصا بين المؤسستين التشريعيتين". كما تأتي المذكرة "اعتبارا لتطابق مواقف البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية"، و"إدراكا لأهمية إرساء آليات منتظمة وفعالة للتشاور وتبادل الآراء كأدوات للتعاون بين المؤسستين البرلمانيتين"، و"مراعاة للظرفية الإقليمية والدولية الراهنة وما تفرضه من تحديات مشتركة". وتشمل هذه المذكرة "تنمية التعاون في مجال العلاقات البرلمانية من خلال تبادل الخبرات في مجالات التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومية والدبلوماسية البرلمانية والإدارة البرلمانية وتقنيات التواصل البرلماني والتعاون مع المجتمع المدني، وأي مجالات أخرى تدخل في اختصاصهما"، و"العمل على تجسيد المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي". ويمكن أن تتخذ الشراكة بين الطرفين "تنظيم اجتماعات دورية بين المؤسستين، ولاسيما بين اللجان البرلمانية، بهدف تبادل الخبرات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك"، و"تنظيم مؤتمرات ومنتديات وندوات وورشات عمل بالتناوب بين المؤسستين حول القضايا الثنائية الرئيسية أو القضايا الإقليمية والدولية التي تحظى باهتمامهما"، و"وضع برامج للزيارات الدراسية والإعلامية والإدارية لتعزيز القدرات بين أطر المؤسستين". وورد ضمن المذكرة أن "وفود الطرفين يتشاورون خلال مشاركتهما في اجتماعات المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية التي يكون البلدان عضوين فيها"، و" يجوز لكلا الطرفين اقتراح تعديلات على هذه المذكرة التي تدخل حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ التوقيع عليها من قبل الطرفيْن". وفي سياق متصل، قال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، في كلمة ألقاها أمام أعضاء الجمعية الوطنية الموريتانية: "لسنا في هذا المقام في حاجة إلى جرد ما يجمعنا، ولا الحديث عن مؤهلاتنا وإمكاناتنا الطبيعية الهامة، وطاقاتنا البشرية الواعدة، بل التفكير في كيفية استثمار كل هذا في مشاريع سياسية واقتصادية مدارها الإنسان وغايتها التنمية". وأضاف ميارة: "ننظر بأسف شديد إلى واقع استمرار تعطل مشروع الاندماج المغاربي، هذا الحلم الكبير الذي صاغ الآباء معالمه الأولى وفشل الخلف في الدفع بها نحو خلق كيان جهوي قوي، يضاهي نظيره في الضفة الأخرى من المتوسط، أو مثيله تكتل دول غرب إفريقيا". وشدد رئيس مجلس المستشارين على أن "عالم اليوم لم يعد عالم الدول القطرية، ولا عالم الدول الخطأ، ولا عالم الدول الفاشلة، ولا عالم الكيانات الوهمية الموجودة في تراث الحرب الباردة...، وإنما عالم التكتلات المجمعة للقدرات والإمكانات، المتوفرة على سوق واسعة للعرض وللطلب، القادرة على مقاومة ومجابهة تقلبات اقتصادية ومالية عاصفة".