بعد توقف دام سنتين جراء تفشي وباء كورونا، تقام الدورة السابعة عشرة من مهرجان "تيميتار علامات وثقافات" يومي الجمعة والسبت 15 و16 يوليوز الجاري بمدينة أكادير، تحت شعار "الفنانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم". وتتميز الدورة الحالية من هذا الحدث الفني، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بتنظيم 16 حفلة موسيقية. وحسب جمعية مهرجان تيميتار، فإن الموعد يبقى وفيا لهويته بعرضه برنامجا موسيقيا غنيا يروج لقيم التسامح والعيش المشترك، إذ كشفت لائحة الفنانين المشاركين في هذه الدورة عن تنوع العرض الموسيقي؛ بدءا بالأمازيغية، موسيقى الأجداد، إلى موسيقى الشباب (البوب)، مرورا بإيقاعات "السلسا" الكولومبية، والإيقاعات الشعبية المغربية الأصيلة، فضلا عن عرض تراث أحواش بشتى ألوانه. وقال إبراهيم المزند، المدير الفني لمهرجان تيميتار، ضمن تصريح لهسبريس، إن "المهرجان عاد بعد توقف لمدة سنتين كغيره من المهرجانات الوطنية والدولية، وهي عودة منتظرة، وكان الفريق جاهزا لتنظيم هذه الدورة، على الرغم من عامل الزمن لتقديم دورة خاصة واستثنائية، بحكم مدتها المحددة في يومين، في انتظار العودة التدريجية للمهرجان في شكله العادي السنة المقبلة". وتابع إبراهيم المزند أن هذه الدورة تعرف "مشاركة أزيد من 20 فنانا مغربيا ومن خارج المغرب، وهي دورة غنية أيضا بأنشطة موازية؛ ضمنها تقديم كتاب بديع حول فن الروايس ودعم فن الهيب هوب بالأمازيغية، فضلا عن أنشطة مسرحية وفكاهية، إلى جانب البرنامج الموسيقي الغني التي تشهد ساحة الأمل وساحة الوحدة فعالياته". وخلال اليوم الأول من فعاليات الدورة ال17 من مهرجان تيميتار، شهدت سينما صحراء، في إطار البرنامج الموازي، تقديم أمسية فكاهية مع الفنانين الكوميديين رشيد أسلال وحميد أشتوك وشاوشاو ومحمد بودرقة وحسن عليوي وقيمرون وزهرة تمكرودت وآخرين. أما سهرة الليلة الأولى، فقد تميزت بمشاركة كل من الفنانة الأمازيغية الرايسة فاطمة تبعمرانت، إمدوكال تافراوت، والفنان يوسف أقديم (لا رتيست)، في جي كلامور، دي دجي سوراج، فضلا عن الفنانة الشعبية زينة الداودية، التي ألهبت حماس الجمهور. أما في الجانب الأمني، فقد عبأت ولاية أمن أكادير مصالحها لتأمين فعاليات مهرجان تيميتار، حيث اتخذت كافة الترتيبات الكفيلة بضمان مرور هذه الاحتفالات في ظروف أمنية جيدة. وقد وضعت ولاية الأمن بحاضرة سوس مخطط عمل خاصا بهذه المناسبة ارتكز بشكل أساسي على تدبير الحشود بشكل يضمن مرور السهرات الفنية في جو احتفالي والحيلولة دون وقوع ما من شأنه المساس بالسلامة الجسدية للمتجمهرين أو بممتلكاتهم، أو الإخلال بالنظام العام، فضلا عن تعزيز الدور الوقائي المبني على تكثيف الحضور الأمني بمختلف مواقع الاحتفال وباقي نفوذ المدينة لمحاربة بعض الظواهر الإجرامية التي تصاحب مثل هذه المناسبات. وقد تمت لهذه الغاية تعبئة موارد بشرية مهمة من عناصر الأمن الوطني بمختلف تشكيلاتهم إلى جانب أفراد القوات المساعدة، فضلا عن تسخير وسائل لوجيستيكية كبيرة من مختلف الأصناف؛ وذلك بغرض ضمان أمن المواطنين وسلامتهم، سواء على مستوى أماكن الاحتفالات ومحيطها أو بباقي أرجاء المدينة وكذا بمختلف الحواضر المشكلة لأكادير الكبير.