قبل نحو سبعة عقود، صنع استاد "ماراكانا" الشهير في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لنفسه تاريخا من خلال بطولة كأس العالم 1950، التي استضافتها البرازيل وفازت أوروغواي بلقبها، إثر تغلبها على أصحاب الأرض في المباراة الختامية التي ظلت محفورة في ذاكرة التاريخ بسبب ما سببته من صدمة هائلة ل"راقصي السامبا". وعلى مدار عقود تالية، وعلى الرغم من المكانة الهائلة التي يحظى بها استاد "ماراكانا" في عالم كرة القدم وفي عقول وقلوب عشاق اللعبة في كل مكان في العالم، ارتبط اسم هذا الاستاد بالهزيمة التي مني بها المنتخب البرازيلي في المباراة الختامية لمونديال 1950 والتي وصفت تاريخيا بأنها فضيحة "ماراكانازو". وبعد مرور 64 عاما على هذه الواقعة، كانت البرازيل قادرة على محو هذه الذكرى السيئة في معبد كرة القدم الملقب ب"ماراكانا" وانتزاع اللقب العالمي السادس عندما استضافت نهائيات كأس العالم 2014. ولكن بلاد السامبا كانت على موعد مع كارثة كروية جديدة حيث مني المنتخب البرازيلي بهزيمة فادحة 1 / 7 أمام نظيره الألماني في الدور قبل النهائي وفشل في بلوغ النهائي على "ماراكانا". وأضافت هذه الهزيمة إلى سقطة 1950 حيث ارتبطت أيضا باسم استاد "مينيراو" في مدينة بيلو هوريزونتي وأطلق عليها فضيحة "مينيرازو". ورغم المأساة الكروية التي ارتبطت بكل من الاستادين، لم يتردد منظمو كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) 2019 في البرازيل في إدراجهما ضمن قائمة الملاعب المضيفة لفعاليات هذه النسخة من كوباأمريكا. وقد تكون الفرصة سانحة الآن أمام البرازيل لمحو هذه الذكريات المؤلمة وكتابة أكثر من قصة نجاح عبر مجموعة الاستادات التي تشارك في استضافة مباريات هذه البطولة، علما بأن بعض هذه الاستادات شاركت أيضا في استضافة فعاليات بطولتي كأس القارات 2013 وكأس العالم 2014. وفي ما يلي نبذة عن كل من الاستادات الستة المشاركة في استضافة كوباأمريكا 2019 في البرازيل: استاد "ماراكانا" في ريو دي جانيرو: أنشئ هذا الاستاد عام 1950 باسم "ماريو فيليو" في مدينة ريو دي جانيرو تخليدا لاسم الصحفي البرازيلي الشهير واستعدادا لبطولة كأس العالم 1950 بالبرازيل حيث استضاف هذا الاستاد المباراة الختامية المثيرة بين منتخبي البرازيل وأوروغواي والتي انتهت بفوز أوروغواي 2 / 1 أمام نحو 200 ألف مشجع (رقم قياسي). وهو أكبر الاستادات التي تستضيف فعاليات كوباأمريكا 2019 حيث تبلغ سعته الرسمية بعد أعمال التحديث التي سبقت مونديال 2014 وكأس القارات 2013 نحو 77 ألف مقعد. وشملت التجديدات في الاستاد إزالة المدرج السفلي بأكمله حيث استبدل بمدرج آخر يوفر رؤية أفضل طبقا لما أكده الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) كما جرى توسيع الممرات واستبدال المقاعد وبناء سقف جديد يسمح بتجميع مياه الأمطار واستخدامها وقت الحاجة. ويستخدم هذا الاستاد لاستضافة مباريات فريقي فلامينغو وفلومينينسي العريقين. واستضاف هذا الاستاد ثلاث مباريات في كأس القارات منها المباراة النهائية للبطولة كما استضاف سبع مباريات منها النهائي في مونديال 2014. وسبق لهذا الاستاد أيضا أن استضاف فعاليات كوباأمريكا 1979 و1989 كما شارك في استضافة فعاليات مسابقة كرة القدم بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 ليكون شاهدا على فوز المنتخب البرازيلي على نظيره الألماني في النهائي وتتويجه بذهبية الأولمبياد للمرة الأولى في التاريخ. ويستضيف هذا الاستاد خمس من مباريات كوباأمريكا 2019 من بينها المباراة النهائية المقررة في السابع من يوليوز المقبل. استاد "مينيراو" في مدينة بيلو هوريزونتي: أنشئ هذا الاستاد في عام 1965 حيث يمثل مقرا لمباريات فريقي كروزيرو وأتلتيكو مينيرو الشهيرين وتبلغ سعته الرسمية 62 ألف و547 مقعد. وأجريت تجديدات شاملة على الاستاد ليكون مطابقا لمواصفات الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) حيث جرى تسليمه في نهاية عام 2012 ليستضيف بعض مباريات بطولة كأس القارات كما استضاف ست من مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل بما فيها أيضا مباراة المنتخبين البرازيلي والألماني في المربع الذهبي. كما شارك هذا الاستاد في استضافة فعاليات كرة القدم بأولمبياد 2016. ويستضيف هذا الاستاد خمس من مباريات كوباأمريكا 2019 من بينها إحدى مباراتي المربع الذهبي. استاد "فونتي نوفا" في سالفادور: أقيم هذا الاستاد مكان استاد "فونتي نوفا" القديم الذي أقيم في 1951 والذي أزيل بعد الحادث المروع الذي شهده في 2007 بانهيار جزء من مدرجاته مما أسفر عن مقتل سبعة مشجعين. وتبلغ سعة الاستاد الجديد نحو 50 ألف مقعد واستضاف هذا الاستاد ثلاث من مباريات كأس القارات 2013 منها مباراة إيطاليا مع البرازيل في الدور الأول للبطولة ومباراة تحديد المركز الثالث بالبطولة. كما استضاف خمس من مباريات كأس العالم منها ثلاث مباريات في الدور الأول للبطولة ومباراة في كل من دوري الستة عشر والثمانية. استاد "كورينثيانز" في ساو باولو: استضاف المباراة الافتتاحية للمونديال في 12 يونيو 2014 عندما تغلب المنتخب البرازيلي على نظيره الكرواتي 3 / 1. ويعرف هذا الاستاد أيضا باسم "إيتاكويراو". وإلى جانب المباراة الافتتاحية، استضاف هذا الاستاد ثلاثا من مباريات دور المجموعات بمونديال 2014 وإحدى مباريات دور الستة عشر وإحدى مباراتي المربع الذهبي للبطولة. وشارك هذا الاستاد في استضافة فعاليات مسابقة كرة القدم بأولمبياد 2016. استاد "دو مورومبي" في ساو باولو: افتتح هذا الاستاد في 1960 وخضع بعدها لأكثر من عملية تحديث وتجديد كان آخرها في 2016. وتبلغ السعة الرسمية للاستاد أكثر من 67 ألف مقعد. ويستضيف مباريات فريق ساو باولو. استاد "آرينا دو غريميو" في بورتو أليغري: استاد متعدد الأغراض وهو من أحدث الاستادات ليس في البرازيل فقط وإنما في كل أنحاء أمريكا الجنوبية. افتتح هذا الاستاد في الثامن من دجنبر 2012، ويستخدم كمقر لمباريات فريق غريميو الشهير بدلا من استاد "مونومينتال الأولمبي" ... وتبلغ سعته نحو 55 ألف مقعد.