قال الدكتور منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية، إن موقف المغرب بعدم الترشح لتنظيم كأس إفريقيا سنة 2019 خلفا للكاميرون، ذكي جدا ومكسب سياسي له نتائج مستقبلية على المدى البعيد. وأوضح اليازغي في اتصال هاتفي ل"هسبورت" أن المسؤولين المغاربة، سواء من الوزارة الوصية أو الجامعة الملكية لكرة القدم، لم يدلوا طيلة السنتين الأخيرتين، بأي تصريحات رسمية، تؤكد نيته للترشح لاحتضان هذه البطولة، وتسريبات التقارير الإعلامية المحلية التي كانت تفيد بذلك تقبل الخطأ والصواب، ولا يمكنها اعتبارها رسمية، بل بالعكس، دائما ما فضل المغرب أن يلعب دور المساند للكاميرون من خلال إعلان ذلك السنة الماضية، والمساهمة في نجاح تنظيم هذه الدورة لوجيستكيا وبشتى الوسائل. وأبرز المتحدث ذاته، أن اتخاذ قرار بهذا الحجم لا يخص شخصا بعينه أو مسؤولا عن القطاع، بل هو قرار سيادي يتعدى الحكومة إلى أعلى سلطة في البلاد، ألا وهو القصر الملكي، مع الأخذ بعين الاعتبار ظرفية إجراء البطولة وتأمينها من الناحية الأمنية والترتيبات الخاصة بها، إلى جانب توفير البنية التحتية التي تتجاوز إيجاد ملاعب جيدة إلى توفير فنادق الإقامة والطرقات والمرافق الضرورية. وقال اليازغي: "خلفيات عدم الترشح لها دلالات قوية، فالمغرب تبنى استراتيجية إيجابية في إفريقيا في العشر سنوات الأخيرة، ولا يمكن أن يضحي بهذه العلاقة من أجل نشاط رياضي، كما تعد الكاميرون حليفا أساسيا في خارطة طريق المغرب نحو تقوية حلفائها قاريا، وهو محتاج إلى الجميع في الوقت الراهن، وراغب في تطوير علاقاته بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي". وأضاف: "صحيح أن المغرب بإمكانه لعب دور المنقذ، خاصة وأن الدول المرشحة لتنظيم كأس إفريقيا أبدت اهتمامها فقط، فمثلا جنوب إفريقيا وإعلامها المحلي بدأ يتحدث عن صعوبة التنظيم بحكم الكلفة المالية الكبيرة، فيما يبقى الإشكال الأمني يهدد ترشيح مصر لاحتضان البطولة، وتأكد ذلك من خلال التخوف الكبير للجهات المسؤولة عن تنظيم ذهاب دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، وعدد التذاكر المحدود للجماهير المحلية". وأوضح اليازغي أن المغرب من الممكن أن يكون منقذا كما وقع مطلع السنة الجارية في كأس إفريقيا للمحليين، كبديل لكينيا بسبب عدم جاهزيتها، خاصة مع التطور الكبير الذي شهده على مجموعة من الأصعدة، وثقة الكونفدرالية الإفريقية في قدراته على تنظيم أقوى البطولات القارية، باعتباره شريكا في تنمية الكرة في شمال إفريقيا. وأَثَارَ تصريح رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة المغربي، أمس الأربعاء، بخصوص عدم ترشح المغرب لاستضافة كأس إفريقيا لسنة 2019، نقاشا مستفيضا حول البلد الذي بإمكانه تعويض الكاميرون التي لا تتوفّر على الإمكانيات لتنظيم الحدث، ليفتح الباب أمام دول أخرى للمنافسة على تقديم ترشيحها.