تفاعل جمهور كرة القدم في المغرب، في اليومين الماضيين، بشكل واسع مع تدوينة للحارس الدولي المغربي السابق عبد اللطيف العراقي، الذي أعلن من خلالها عرضه قفازات منها الجديد ومنها من احتضن أصابعه لسنوات عند الذود عن مرمى الفريق الوطني المغربي في العديد من المباريات الرسمية منها والودية. العراقي الذي خاض عشرات المباريات مع الفريق الوطني الأول ومباريات كثيرة أخرى مع الفئات السنية للأسود، صار اليوم عاطلا عن العمل ودون دخل قار يتيح له عيشا كريما له ولأسرته، التي تقطن سكنا متواضعا في مدينة المحمدية، المدينة التي احتضنت موهبة العراقي منذ الصغر، ليحرس مرمى شباب المحمدية لعقود. النبش وراء تفاصيل الوضعية الاجتماعية القاسية التي يمر منها الحارس الدولي السابق، قادتنا لحدث مفصلي في حياة العراقي قبل قرابة السنة ونصف من الآن، حيث تم اتهامه بمحاولة التلاعب بمباراة شباب المحمدية والاتحاد الإسلامي الوجدي في القسم الشرفي، حينما كان مدربا لحراس المحمدية، عبر محاولة تحريض بعض اللاعبين على "التساهل" أمام الخصم الوجدي، كما جاء في الاتهامات الموجهة إليه. رد جامعة كرة القدم لم يكن رحيما بالدولي السابق، بعد أن قضت بتوقيفه لثلاث سنوات نافذة من مزاولة أي مهام لها علاقة بكرة القدم، قبل أن يتلقى صدمة أخرى بعدها بساعات، عبر فصله من عمله دركيا، بشكل نهائي، لارتباط اسمه بشبهة فساد في عالم كرة القدم. دوليون سابقون وأسماء كروية رنانة حاولت قبل شهور التدخل لدى فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، من أجل التخفيف أو إلغاء العقوبة المسلطة عليه، على اعتبار أن الدخل الذي يتلقاه من مزاولة مهامه مدربا لحراس المرمى، هو فقط ما تبقى له من مشواره الرياضي إلى جانب وظيفة في الدرك الملكي، دون أن يتلقى "مأذونية" على غرار بقية الدوليين القدامى، لكن دون فائدة. "هسبورت" طرقت باب مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، من أجل تقصي أسباب غياب اسم عبد اللطيف العراقي عن قائمة الرياضيين أعضاء المؤسسة، التي أكدت عبر مديرها التنفيذي سعيد بلخياط، أن العراقي لا يستجيب لأي شرط من الشروط التي تتيح له الانخراط في المؤسسة واكتساب صفة "بطل". وأكد بلخياط أن الحارس العراقي ورغم خوضه عدد من المباريات رفقة المنتخب المغربي وسنوات طوال رفقة شباب المحمدية، إلا أنه لم يشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا أو نهائيات كأس العالم، ولم يحرز أي ميدالية أولمبية، كما لم ينل أي لقب خارجي يذكر طيلة مساره مع الأندية، الأمر الذي يمنع عنه الاستفادة من التغطية الصحية أو مصاريف تمدرس أبنائه. من جهته أوضح العراقي، في تواصل مع "هسبورت" أنه آثر البحث عن لقمة عيش شريفة بعد تشاور مع عدد من الأصدقاء، ليقرر عرض "قفازات" لحراس المرمى للبيع، قصد تغطية جزء من مصاريفه الخاصة وحاجيات أسرته اليومية، بعد أن تخلي عنه الجميع، مشددا على أنه لا ينتظر شيئا من أحد سوى تدخل الملك محمد السادس من أجل إنصافه، شاكرا في الآن ذاته بعض الدوليين القدامى الذي آزروه في محنته. ونفى العراقي جملة وتفصيلا كافة الاتهامات التي وجهت له من قبيل "التلاعب" أو "الارتشاء" و"الفساد الرياضي"، معتبرا أنه راح ضحية تصفية حسابات من قبل أشخاص معينين حاولوا إحباطه و"إقباره حيا" رغم مساره المحترم في عالم المستديرة، حارسا للمرمى، قبل أن يشتغل مدربا للحراس في عدد من الأندية الوطنية. وتأسف المتحدث ذاته لتوقيفه لمدة طويلة من قبل جامعة الكرة وحرمانه من وظيفته، داعيا الجميع إلى مؤازرته في أزمته الخانقة ومحاولة التدخل في أقرب وقت، قبل أن تسوء الأمور أكثر، مردفا "كنطلب من سيدنا يشوف من حالي.. لعبت كرة القدم على أعلى مستوى وجاورت لاعبين مغاربة كبار في المنتخب الوطني.. حرام ما أعيشه اليوم من تهميش وقصر ذات اليد".