اقتنص الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب وسط ريال مدريد الإسباني، لقب أفضل لاعب في 2018 خلال حفل جوائز "الأفضل" للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أمس الاثنين في العاصمة البريطانية لندن. وتفوق وصيف بطل العالم مع منتخب كرواتيا خلال عملية التصويت على النجمين المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني سابقا الذي غاب عن الحفل. تغير الموقف تماما في عام غير مبهر لكريستيانو وميسي. وثمن المدربون جودة اللعب. الإيقاع. الأداء. الإبداع. الجماليات التي يبدو أنها فقدت الأب الروحي لها في كرة القدم العالمية بعد رحيل تشافي هرنانديز من برشلونة، لكنها عادت من جديد للقمة في حفل جوائز الاتحاد الدولي في لندن بمنح جائزة أفضل لاعب للوكا مودريتش. طور مودريتش (33 عاما) مستواه عاما بعد عام. كان انتقاله إلى ريال مدريد من توتنهام بداية لرحلة صعود ذات اتجاه واحد، ساهم في الارتقاء بمستوى فريقه الجديد بفضل موهبته في التمرير والإبداع وجودة سيطرته على الكرة ونقل محاور اللعب، وهي إمكانات ساهمت في إثراء خزائن النادي الملكي بمجموعة متنوعة من الألقاب في الأعوام الأخيرة. قيادة الدفة تفوق تسجيل الأهداف. كانت هذه هي الرسالة التي بثتها جوائز (فيفا) هذا العام، والتي لم يحضرها كريستيانو رونالدو، الذي غاب أيضا عن حفل جوائز الاتحاد الأوروبي، والأرجنتيني ليونيل ميسي. لم يكن غياب رونالدو مفاجئا هذه المرة. وكان قد أثار قدرا كبيرا من الجدل في جوائز (يويفا) بعد أن تعذر عليه لقاء زملائه السابقين في ريال مدريد. لكن الفائز لوكا مودريتش، فإن الجائزة تمثل له في المقام الأول تعويضا جديدا، ولو على الجانب الشخصي، للإخفاق في قيادة بلاده نحو الفوز بمونديال روسيا قبل أسابيع معدودة. وكان مودريتش قد توج بجائزة أفضل لاعب في مونديال روسيا 2018 لكنه بدا حزينا لخسارة فريقه في نهائي كأس العالم أمام فرنسا، وكانت جائزة أفضل لاعب في أوروبا بلسما مثلما كانت جائزة أفضل لاعب في العالم الليلة. لم يكن مودريتش مثل أقرانه من الصغار الذين ينعمون بحياة هادئة وطفولة بريئة، حيث اعتادت أذناه على سماع أصوات القنابل ودوي الرصاصات، أثناء فترة حرب كوسوفو، ليعيش حياة اللاجئين، متنقلا من بلدة لأخرى ومن مدينة لأخرى. إلا أن شخصيته ساعدته على تخطي كل هذه الصعاب، ليصبح فيما بعد أحد أفضل من لمست أقدامهم كرة القدم في مركز خط الوسط، ويتهافت عليه الكبار في القارة العجوز، لينتهي به المطاف في النهاية داخل صفوف "الميرينجي". وعلى الرغم من قصر قامته، إلا أن مودرتيش لم يلتفت لهذا الأمر، واستطاع بموهبته الكبيرة أن يتفوق على الكثير من أقرانه في مركزه.