فاجأ الناخب الوطني، الفرنسي هيرفي رونار، الجميع بتشكيلة غير متوقعة خلال مباراة المنتخب أمام منتخب مالاوي خلال ثاني جولات اقصائيات كأس إفريقيا، والتي انتهت بفوز مهم بثلاثة أهداف نظيفة. واعتمد رونار على خطة جديدة بإقحامه لعناصر في غير مكانها الأصلي، باعتماده على الحارس ياسين بونو كرسمي، وهو الأمر الغير معتاد على مدرب "الأسود" بحكم الاعتماد دائما على الحارس منير المحمدي. التشكيلة عرفت تواجد يوسف أيت بناصر كمدافع أوسط، والمعروف أنه يلعب كمتوسط ميدان مع "موناكو" الفرنسي وفرقه السابقة، فيما شهد خط الوسط دخول فيصل فجر كرسمي، بينما كان يحبذه رونار كاحتياطي في أغلب المباريات، باستثناء آخر جولة في دور مجموعات كأس العالم الأخيرة بروسيا. أما باقي التغييرات، فقد فضل مدرب "الأسود" إقحام يوسف النصيري كرسمي وهو ما استغله بشكل جيد بتسجيله لهدفين ساهما بهما بانتصار جيد، وأظهر أنه المهاجم الذي يعول عليه في انتظار أن يواصل التألق مستقبلا، بعد أن كسب الثقة وسجل في مناسبتين، الأمر الذي جعله نجم المباراة بامتياز . وإن تحدثنا عن أبرز الأسماء التي تألقت في اللقاء، فلابد أن نذكر أشرف حكيمي، لاعب "بروسيا دورتموند" الألماني، إذ ظهر بوجه متميز سيمنحه جرعة كبيرة من الثقة، وظهر ذلك من خلال تحركاته الجيدة وتمريرته الحاسمة التي أهدت الهدف الثاني، فيما يؤكد حكيم زياش أن صنفه نادر في كرة القدم المغربية، بلمساته الساحرة وهدف افتتح به نتيجة المباراة في بداية المباراة. "الثعلب" كان ذكيا في الشوط الثاني بمنحه الفرصة للاعبين آخرين، إذ أشرك نصير المزراوي مكان نبيل درار في مركز مدافع أيمن، وظهر أن اللاعب يلزمه وقت إضافي حتى يكشر عن أنيابه ويخلق التجانس المطلوب مع خط الدفاع، فيما غير بناصر بنايف أكرد، المنتقل حديثا إلى "ديجون" الفرنسي، وحقق المطلوب منه من خلال حماية معترك العمليات من هجمات المالاويين. في خط الهجوم، عاد رونار ليمنح الثقة لأيوب الكعبي كمهاجم صريح، وأعاد النصيري إلى الجناح الأيسر، لكن الدولي المغربي المنتقل إلى الصين لم يقدم أية إضافة وظهر تائها أمام حارس ضعيف، هزت شباكه في ثلاث مناسبات. وحقق المنتخب الوطني انتصارا هاما في طريقه نحو التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا المقررة العام القادم بالكاميرون، إذ بات يحتل الثاني خلف الكاميرون المتصدر الحاصل على أربع نقاط أي بفارق نقطة وحيدة ، في المجموعة الثانية من الاقصائيات.