انْتهت مباراة "السوبر" الإسباني، بفوز نادي برشلونة بالكأس الممتازة على حساب إشبيلية، أمس الأحد، في المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب ابن بطوطة في طنجة، وانتهى معها أرق المنظّمين، والاستنفار الذي وسم تأهّب المسؤولين لاستضافة الحدث، الذي اعتُبِر "بروفة" لتنظيم تظاهرات أكبر، رغم المؤاخذات الكثيرة والملاحظات التي سجّلت سلبا على إمكانيات المغرب التنظيمية، قياسا بمباراة دولية من قيمة "السوبر"، في وقت نافس فيه المغرب قبل شهرين ليستضيف كأس العالم 2026. تسلق "الكرياج".. صور صادمة! تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع انطلاق العد العكسي للمباراة بين برشلونة وإشبيلية، شرائط فيديو توثّق لاجتياح عشرات الجماهير ملعب ابن بطوطة لضمان متابعتهم اللقاء من المدرجات، وذلك عبر تجاوز نقاط المراقبة، وتسلق السياجات الفاصلة بين النقاط المذكورة ومداخل الملعب. ونقلت الصور المذكورة، صورة طبق الأصل لواقع مرحلة الولوج لأغلب الملاعب الوطنية، التي يعتبر فيها تسلق السياجات والقفز على الجدران الفاصلة بين الجهتين الخارجية والداخلية للملعب، عرفا ما زال الاستغناء عنه بعيدا عن مفكرة الأنصار، بتواطؤ مع "تهاون" المسؤولين عن الأمن. صفوف ب"الكيلومترات"! في الوقت الذي انتظر فيه جل الأنصار الذين اقتنوا تذاكرهم بأثمنة باهظة، أن يشاهدوا عرسا كرويا بامتياز، ويتذوقوا طعم احترافية التنظيم ويتلذذوا لحظة دخول الملعب بارتياح، فوجئ هؤلاء بمئات الأمتار من الطوابير، تفصلهم عن ولوج الملعب، بداعي وجوب مراقبة وتفتيش الأنصار من طرف أمنيي الملاعب، الذي يتجاوز الدقيقة في كل مناصر، الأمر الذي أثار استياء وتذمّر جل الجماهير، بل وأفقد بعضها السيطرة على أعصابها مع اقتراب موعد إطلاق صافرة المباراة. وعبّر معاذ حجي، العضو الجامعي والمسؤول التنظيمي للمباراة، في تصريح ل"هسبورت"، عن أسفه للصور المتداولة، مؤكدا أنه وقف شخصيا، من خلال اجتماعات متكرّرة مع أمنيي الملاعب، على أن تكون نقطة المراقبة الخارجية، خاصةً بالتأكد من توفر المشجع على تذكرة دون تفتيش، على أن لا تتجاوز العملية ثوانٍ قليلة عن كل مناصر، غير أن الأمور خرجت عن السيطرة، بعدما اعتمد الأمنيون مقاربة أكثر حزمًا، ما استنزف وقتًا كثيرًا وساهم في تجميع الجماهير أمام الملعب بشكل مسيء. مسؤولون يتسولون الدعوات لأبنائهم! عبّر أعضاء جامعيون، في تصريحات متفرقة ل"هسبورت"، عن استيائهم من إقدام بعض المسؤولين الكرويين وحتى في عالم السياسة وباقي المجالات، على تسوّل بطائق الدعوات لهم ولأبنائهم، لضمان متابعة المباراة من المدرجات، الأمر الذي وضع اللجنة المنظمة في موقف محرج، وأربك عملها العادي. وأكّدت المصادر نفسها أن أسماء وازنة كان منتظرا أن تساهم بمواقعها الاجتماعية في عكس صورة حضارية عن المناصر المغربي، أبت إلا أن تحصل على دعوات للجلوس في منصات الشخصيات الهامة، قبل أن تثور بالتهديدات عندما عمدت اللجنة المنظمة إلى شرح استحالة حصولهم على استثناءات، ذلك أن بطائق الدعوات كانت محدودة، وتم توزيعها بشكل عقلاني، عكس ما جرت به العادة في مباريات أخرى. "قمعة" ميسي قيد التحقيق! رصدت عدسات كاميرا القناة التي نقلت المباراة إلى العالم، لقطة مذلة لشخص، مغربي، كان إلى جانب المسؤول الجامعي السابق، نور الدين البوشحاتي، في منصة التتويج، إلى جانب كبار الشخصيات عندما صعد نجم برشلونة، ليونيل ميسي، باعتباره عميدا للفريق، من أجل تسلم الكأس. ففي الوقت الذي فضّل فيه ميسي السلام على طابور الشخصيات الواقفة، بمن فيهم البوشحاتي الذي لا يتوفر على صفة الوجود هناك، والشخص "المجهول" بجانبه، عمد هذا الأخير إلى جر النجم الأرجنتيني من يده في محاولة منه لتوقيفه من أجل التقاط "سيلفي" معه، وهو ما لم يستجب له ميسي، في لقطة مشينة. وكشفت مصادر جامعية، في تصريح ل"هسبورت"، أنه تم فتح تحقيق للتعرف على هوية الشخص المعني، بما أن اللجنة المنظمة لم تتعرّف عليه، ولم تأذن له ولا للبوشحاتي، بالتنقل إلى منصة تسليم الدرع. تسلّق حافلة إشبيلية.. ومُحاولات الحريڭ! تناقلت صحف العالم صور الأطفال الصغار، في مدينة طنجة، ملتصقين بحافلة نادي إشبيلية، قبيل موعد مباراة الفريق الأندلسي أمام برشلونة، لحساب نهائي "السوبر" الإسباني، في واحدة من مظاهر غياب الوعي التي أساءت للصورة العامة التي نقلها العالم عن المغرب، الذي اختار "بروفة" الكأس الممتازة للجارة الأوروبية، من أجل تبيان مدى أحقية البلاد بتنظيم تظاهرات أكبر. وما هي إلا ساعات حتى انتشرت صورة أشد صدمة، لرجال الأمن وهم يسحبون شابا مغربيا من تحت الحافلة نفسها، وهو يحضّر نفسه للعبور عبرها إلى الضفة الأخرى، في واحدة من الصور التي ترجمت واقعًا أسود لأحلام الشباب المغاربة، خاصةً منهم أولئك الذين يستنشقون نسيم "أوروبا" في طنجة.