رَافق اللغط عملية انتقاء المدربين الذين سيخضعون لتكوين نيل شهادة التدريب "كاف برو"، التي أطلقها "كاف" من المغرب الشهر الماضي، إذ لم تقف الأصوات المطالبة بحقّها في اجتياز فترة التكوين أو المشكّكة في نزاهة اللجنة المشرفة على العملية، حتى بعد الكشف عن القائمة الرسمية، والتي ضمّت 22 مدرّبا وطنيا و4 مدربين من دول إفريقيا غير المغرب اختارتهم "كاف"، وهم السنغالي سيسي أليو، وإيبنج فلورون من الكونغو الديمقراطية، والجنوب إفريقي بيتسو موسيمان والمصري حسن شحاتة. ولم تكف الخرجات الإعلامية المتكرّرة لناصر لارغيت، رئيس الإدارة التقنية الوطنية، أو بلاغات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الرامية إلى توضيح الشروط الخاصة باجتياز اختبار نيل شهادة "كاف برو"، لإخماد نار الريبة والشك في نفوس بعض الأطر الوطنية، الذين تواصلوا مع "هسبورت" في وقت سابق، مؤكّدين عدم رضاهم عن طريقة الاختيار وكذا المعايير التي تم وضعها، "تماشيا مع مصالح البعض"، حسب وصف أحد المدربين. شرط "الممارسة" وفاخر استثناء وضعت لجنة اختيار الأسماء التي ستجتاز اختبار "كاف برو" والمكوّنة من ممثل "الكاف"، وعضو من المكتب المديري للجامعة، والكاتب العام للجامعة، والإدارة التقنية الوطنية، ووزارة الشباب والرياضة، وممثل المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد، وممثل المركز الوطني لكرة القدم وخبير في القانون شرطا أساسيا في مجموعة الخصائص التي من الواجب توفّرها في المرشح، وهو "الممارسة". واعتبرت اللجنة قيادة "المرشح" لأحد الأندية في القسمين الوطني الأول أو الثاني أمرا أساسيا من أجل قبول اجتيازه لفترة التكوين، لكنها رخّصت في المقابل للإطار الوطني محمد فاخر، والذي لم يشرف على أي فريق منذ الموسم الرياضي الماضي، بعد انفصاله عن الرجاء البيضاوي وإلى حدود اللحظة، في وقت تلقّت "هسبورت" تبريرات لذلك بكون أن فاخر يعد من المدربين الأكثر تتويجا على المستوى المحلي، إضافة إلى قيادته للمنتخبات الوطنية في أكثر من مناسبة. وضمّت اللائحة مجموعة من المدربين، الذين يشرفون في الوقت الحالي على تدريب أندية في القسمين الأول والثاني، وآخرين دون فريق، إذ اعتمدت اللجنة في دراستها لملفات المرشحين على الاستجابة لشرط الممارسة منذ بداية الموسم الكروي، رغم انفصالهم عن أنديتهم في وقت لاحق، وهو ما ينطبق على مدرّبين مثل فؤاد الصحابي وبادو الزاكي وعزيز العامري على سبيل المثال. الخلط بين التجربة والشباب أكّدت مصادر مسؤولة داخل لجنة اختيار أسماء المدرّبين، أن الأخيرة ارتأت توزيع المقاعد المتاحة بين "بروفايلات" مختلفة للمدربين، مركّزة على الخبرة والتجربة التي راكمها بعض المدربين من جهة، والروح الحيوية والنشطة لعدد من المدربين الشباب، شريطة أن يتوفّروا على أحد الشروط المنصوص عليها من قبل اللجنة. السكتيوي، الميلاني..! في الوقت الذي وجدت فيه بعض الأسماء الكبيرة والوجوه المألوفة من مدربين أمثال بادو الزاكي وعبد الرزاق خيري وفتحي جمال ومصطفى مديح موطئ قدم في اللائحة الأولى في إفريقيا، التي ستخضع لتكوين نيل شهادة التدريب "كاف برو"، وجد فيه البعض الآخر منهم عبد الهادي السكتيوي، الذي درّب أندية كثيرة لسنوات طويلة إلى جانب جواد ميلاني أنفسهم خارج القائمة بداعي "الشوماج". ورغم تقلّده مهمّة الإدارة الرياضية في نادي الوداد البيضاوي قبل شهرين، إلا أن ذلك لم يشفع للسكتيوي بأن يكون إلى جانب أخيه الأصغر طارق في القائمة، بحجة غيابه عن الساحة التدريبية منذ الموسم الفارط، وأن منصب المدير الرياضي لا يخوّل له اجتياز التكوين الجديد، على الأقل حاليا. سياسة الضغوط والتدخلات.. نفى ناصر لارغيت، رئيس الإدارة التقنية الوطنية وعضو لجنة اختيار مجتازي التكوين الجديد، أن تكون عملية اختيار الأسماء قد رضخت لأي ضغوط كيفما كان نوعها، أو انحدرت لمستوى الاستجابة إلى بعض التوصيات أو الطلبات الشخصية أو التدخّلات، مؤكّدا أن لائحة ال 22 اسما تم اختيارها من قبل لجنة مكوّنة من مجموعة من المتدخّلين بالإجماع، وفقا للضوابط والشروط التي تم تحديدها مسبقا بالتنسيق مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وشدّد لارغيت في تصريح ل"هسبورت" على أن ال 22 اسما الذين وقع عليهم الاختيار قد تمت مراسلتهم قبل 48 ساعة لإخطارهم بذلك، بغية الشروع في أولى الحصص التكوينية، اليوم، مردفا "لم تكن هناك أي قائمة أولية حتى يقال إننا عدلناها في آخر اللحظات، وأضفنا أسماء جديدة؛ صحيح أن التوجّه كان يرمي لتحضير لائحة من 20 اسما، إلا أن وجود كل من جمال سلامي، فتحي جمال ومصطفى مديح، يعد إضافة رمزية فقط بالنظر إلى اشتغالهم داخل الإدارة التقنية الوطنية ومشاركتهم في تكوين بقية الأطر، ليكون الرقم هو 19". التنقيط ومبدأ الشفافية لم يحمل بلاغ جامعة كرة القدم تفاصيل دقيقة تهم عملية اختيار أسماء المدربين، الذين توفّرت فيهم "الشروط"، مكتفية بنشر أسمائهم دون ترتيب ولا أرقام تظهر محصلة تنقيط كل إطار على حدة، ما من شأنه زيادة شفافية اللجنة ومن ثمة إبراز الأسماء التي يمكن لها أن تكون ضمن الفوج الثاني الذي سيخضع لفترة التكوين. لارغيت كان له رأي آخر معتبرا أن نشر تفاصيل وأرقام خاصة، دون موافقة الأطر الوطنية، يعد أمرا لا أخلاقيا ومن شأنه نشر "سموم وحزازت"، مشيرا في الآن ذاته إلى أن الإدارة التقنية الوطنية تحتفظ بجميع التفاصيل، "وفي مقدور أي إطار وطني الاطلاع عليها بشكل منفرد من أجل العمل على نقاط ضعفه وتصحيح مساره المهني، حتى يستجيب مستقبلا لشروط اختبار كاف برو، بعد أن توصلنا بقائمة ضمت 33 اسما اخترنا منها في الأخير 22"، يضيف رئيس الDTN. 10 أشهر لدبلوم "كاف برو" والفوج الثاني العام المقبل ستخضع الأسماء المختارة لاجتياز تكوين الحصول على شهادة "كاف برو" لعشرة أشهر من التكوين المستمر، ينقسم إلى 10 وحدات، بمعدل وحدة في كل شهر، على أن تنتهي مدّة التكوين عند نهاية العام الجاري، إذ وضعت اللجان المكلّفة هذا البرنامج لمراعاة التزام الأطر الوطنية مع أنديتهم، حيث سيكون الالتزام بمعدل 3 أيام شهريا، مع برمجة معسكرات للمدرّبين في أندية خارجية بمختلف القارات، في أوقات ستحدد لاحقا. وستعطي اللجنة المشرفة على توزيع "دبلوم كاف برو" الأولوية عند بداية تكوين الدفعة الثانية في يناير أو فبراير المقبلين للأسماء التي لم يتم اختيارها في السنة الجارية، شريطة الحفاظ على "شرط الممارسة" بالنسبة إلى البعض، في وقت يمكن العمل بشروط أو معايير أخرى للاختيار، مثلما تم تفعيله مع مصطفى الحداوي، مدرب منتخب الكرة الشاطئية، الذي سيجتاز اختبارات "كاف برو" بالنظر إلى مساره الكروي وعدد مبارياته مع المنتخب الوطني الأول. وهذه قائمة 22 مدربا وطنيا الذين سيجتازون تكوين CAF PRO: الحسين عموتة، عبد العزيز العامري، بادو الزاكي، محمد أمين بنهاشم، حسن بنعبيشة، عبد المالك العزيز، مصطفى الحداوي، امحمد فاخر، فتحي جمال، منير الجعواني، عبد اللطيف جريندو، هشام الدميعي، عبد الرزاق خيري، مصطفى مديح، وليد الركراكي، عبد الإله صابر، فؤاد الصحابي، طارق سكتيوي، جمال سلامي، عبد الرحيم طاليب، رشيد الطاوسي، يوسف فرتوت.