لم تنتظر الصحافة الأمريكية طويلا للرد على السويسري جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي كرة القدم "فيفا"، عبر شَنّها حملة عنيفة ضد "الحاكم" السابق للكرة العالمية، بعد توظيفه المغرب للرد بطريقة "ماكرة" على الضغوطات التي فرضتها أمريكا في السنتين الماضيتين على "فيفا"، وذلك لكشف فساد المؤسسة المشرفة على اللعبة الأكثر شعبية في العالم. وانتقدت صحف أمريكية واسعة الانتشار مثل "واشنطن بوست" اعتبار بلاتر المغرب الأحق والأجدر باستضافة نهائيات كأس العالم سنة 2026، معلنا أن النسخة المذكورة هي لصالح إفريقيا منطقيا، حسب وصفه، عبر تغريدة على صفحته الشخصية على "تويتر"، سُمِع صَداها دوليا، عبر تسجيل ردود أفعال مختلفة. ولم يَتقبّل رواد مغاربة لمواقع التواصل الاجتماعي موقف بلاتر تجاه المغرب، خاصة بعد وقوف الأخير إلى جانب ملف جنوب إفريقيا، التي ظفرت بشرف تنظيم "مونديال" 2010، قبل أن تكشف الأيام تدبير مؤامرات في الخفاء من قبل شخصيات نافذة داخل "فيفا" أعادت توجيه الأصوات، لصالح بلاد مانديلا، الذي حضر إلى صالة الكشف عن هوية البلد المنظم، بعد أن حُضِّر سلفا في الكواليس. وخاب أمل المغاربة رفقة بلاتر في محاولات عدة سابقة لتنظيم المونديال، مثل نسخة 2006، التي نظمتها ألمانيا، قبل أن تبرز في السنوات الأخيرة مجموعة من الدلائل على وجود رشاوى وشبهات فساد لمسؤولين كبار داخل "فيفا" وخارجها من أجل توزيع الأصوات بشكل يمنع حلم المغرب من التحقق، بعد محاولتين سابقتين لتنظيم كأس العالم 1994 ثم 1998. ويبدو أن الصفعة التي تلقاها بلاتر من أمريكا و"فضحت" ممارسات الفساد داخل "فيفا" وأطاحت بصورة "إمبراطور" الكرة العالمية السابق، الذي سيطر على الاتحاد الدولي 18 عاما، لم يهضِمها بعد العجوز السويسري، الذي تم إيقافه عن مزاولة أي نشاط مرتبط بالإدارة الرياضية لثمان سنوات قبل تتقلص العقوبة لسِتّ فقط. وتُفَضّل أمريكا الهجوم على كل من يعارض أو يشكّك في أحقيتها بتنظيم نهائيات "المونديال"، حيث لم تتوان في وضع بلاتر أمام أسهم الانتقاد، بل تجاوزت ذلك إلى حد التشكيك في قدرة المملكة المغربية على احتضان كأس العالم والتبخيس من البنيات التحتية التي تتوفر عليها، في وقت تؤكد جاهزيتها الكاملة من خلال توفرها إلى جانب المكسيك وكندا على ملاعب جاهزة وفنادق وشبكة طرقية ومطارات كافية لاحتضان وفود 48 بلدا مشاركا في النهائيات. وأعدت لجنة ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026 ملفا من 1000 صفحة تقريبا، حسب ما علمته "هسبورت" من مصادر مطلعة، بأربع لغات، على أن تعرضه على "فيفا" يوم 16 مارس المقبل، بسويسرا، يعقب ذلك زيارات للجان تفتيش إلى المغرب من أجل الاطلاع على البنيات التحتية الحالية وإمكانية تطبيق المشاريع المدرجة في ملف الترشح على أرض الواقع، علما أن التصويت الرسمي للاتحادات ال 207 الأعضاء بالاتحاد الدولي سيجرى يوم 13 يونيو المقبل، يوما واحدا قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.