ارتبط اسم كرة القدم بالمتعة، والتشويق، كما ارتبط في الوقت نفسه بأعمال الشغب والأحداث الدامية التي تسببت في قتل العديد من الأبرياء. كرة القدم، كباقي الرياضيات، لا بد لها من غالب ومغلوب الأمر الذي لا يتقبله بعض المشجعين المتعصبين، وهو ما يجعلهم، يعبرون عن غضبهم بأفعال لا مشروعة كالهجوم على اللاعبين كما حدث منذ أيام مع فريق الوداد البيضاوي الذي تعرض لمداهمة بالأسلحة خلال حصة تدريبية، والأمر مماثل لما تعرض له فريق وداد فاس بعد أن هاجم بعض من مشجعي النادي اللاعبين بالدخول إلى أرضية ملعب التداريب، وتوجيه السباب إلي الفريق ولاعبيه. عدم الشعور بالرضى على مستوى الفريق بات يتخذ أشكالا معينة للتعبير عنه، فالبعض يفضل أن يعكس وجهة نظره بشكل متحضر من خلال إدلاء برأيه عبر الشبكات الاجتماعية أو من خلال اللوحات التعبيرية في المدرجات لتمرير رسائل خيبة أمله على الفريق، والبعض الآخر يختار مقاطعة مشاهدة مباريات فريقه من الملعب إلى حين تحسن الأوضاع، بينما قلة تقرر تفجير ما بداخلها عن طريق افتعال الشغب وخلق أكبر عدد من الخسائر المادية والبشرية. مجزرة بورسعيد تُعد أحداث ملعب بورسعيد التي وقعت مساء الأربعاء الأول من فبراير عام 2012 أكبر مجزرة دموية رياضية عرفتها بلاد الكنانة، والتي شهدت هجوم الجماهير على أرضية الملعب بالعصي والأسلحة البيضاء، خلال المقابلة التي كان من المفترض أن يواجه فيها فريق الأهلي نظيره المصري. الحادث عرف وقوع العديد من الجرحى والقتلى قدر عددهم ب 73 قتيلا لتصنف من بين أخطر عمليات العنف الرياضي في السنوات الأخيرة. الهوليغنز الإنجليزي أبريل 2013 كان شاهدا على عودة قوية للهوليغنز الإنجليزي من خلال اللقاء الذي جمع بين سندرلاند ونيوكاسل يونايتد في ملعب هذا الأخير. أصحاب الأرض لم يتقبلوا الخسارة من عدوهم اللدود فحولوا غضبهم إلى أعمال عنف، تسببت في إلحاق الأذى بالعديد من الأشخاص ومقتل آخرين، كما أنها عرفت إصابة خطيرة لأربعة من رجال الشرطة. دربي تركيا المخيف مجرد التكلم عن ديربي تركيا يخطر بالبال التعصب والشغب والانفلات الأمني، الذي يذهب ضحيته العديد من الشباب اليافعين. ففي أواخر العام الماضي قتل شاب من مشجعي فريق فنربخشة التركي بعد ديربي إسطنبول بين غلطة سراي وفنربخشة، عندما تعرض للطعن بالسكاكين من مجموعة من مشجعي غلطة سراي. العنصرية الإيطالية لطالما عرفت إيطاليا بدعمها الكبير لكرة القدم وحبها لهذه الرياضة التي تلقى شعبية وجماهيرية كبيرة عند الإيطاليين، لكن ولعهم هذا بالساحرة المستديرة يرافقه تعصب لا محدود بأنديتهم المحلية التي يرغبون دائما في رؤيتها منتصرة. دوري أبطال أوروبا العام الماضي عرف حربا دامية راح ضحيتها ثلاثة من أنصار فريق اياكس أمستردام الهولندي الذين تعرضوا للطعن، عندما حلوا ضيوفا على مدينة ميلانو لمشاهدة مبارة فريقه أمام إي سي ميلان. الجماهير الطائشة تلقى الحكم الإماراتي الدولي محمد الجلاف العام الماضي ضربة غادرة بجسم معدني من طرف أحد المشجعين ما أدى لإصابته بنزيف في الرأس، وغيابه عن الملاعب لمدة طويلة. وهذه ليست المرة الأولى التي تعرف فيها الملاعب الإماراتية هذا النوع من الاعتداء، بل لطالما تعرض العديد من اللاعبين لضربات في الرأس لم يعرف مصدرها الشيء الذي دفع بالسلطات الإماراتية إلى مراقبة الملاعب من خلال طائرة بدون طيار لوضع حد لهذه الظاهرة التي أسالت العديد من الدماء .