لاث مباريات ونصف، 315 دقيقة، والكثير من الصبر احتاجه ليو ميسي، ليتخطى واحدا من الحواجز القليلة التي كانت تعانده، التسجيل في مرمى العملاق جيانلويجي بوفون، ولم يكن بهدف واحد بل باثنين، خلال اللقاء الذي جمع برشلونة بيوفنتوس، أمس الثلاثاء، بدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، والذي انتهى بثلاثية نظيفة للفريق الكتالوني. الأسطورة الإيطالية سيصبح بإمكانه الآن أن يقص لنجله، الذي يظهر علنا إعجابه الشديد بصاحب القميص رقم "10" في البلاوجرانا، كيف استقبلت شباكه هدفي ميسي. بإمكان ميسي الآن أن يتخلص من الغصة التي كانت في حلقه، منذ نهائي التشامبيونز في 2015، حينما توج فريقه وقتها باللقب الخامس، بالفوز على "السيدة العجوز" 3-1، لكنه فشل وقتها في التسجيل، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل في نهائي نسختي 2009 و2011. عاد يوفنتوس وبرشلونة للالتقاء في نسخة العام الماضي بأعرق البطولات القارية، وكان في ربع النهائي، وأهان بطل إيطاليا وقتها الفريق الكتالوني، بانتصار ساحق بثلاثة أهداف دون رد ذهابا في تورينو، وتعادل إيابا بدون أهداف في كامب نو. لم ير نيمار أو سواريز مرمى بوفون، وكذلك ميسي، الذي روضه المدرب أليجري بدفاع محكم من حوله، ليرى كيف يودع فريقه التشامبيونز ليج من ربع النهائي للموسم الثاني. ولكن جاءت المواجهة الرابعة لتميل نحو كفة برشلونة، بدون نيمار ولكن في حضور ديمبيلي للمرة الأولى كأساسي، وفيها قاد "البرغوث" سفينة برشلونة للانتقام، ولتحقيق فوز كبير على وصيف بطل التشامبيونز، الذي سقط للمرة الأولى في أولى مبارياته بالبطولة على مدار تاريخه. ورغم أن اليوفي كان يبدو في الدقائق ال45 الأولى أنه يسيطر أكثر، ليس فقط على برشلونة بل على ميسي أيضا، الذي كان يضطر للابتعاد عن المنطقة لاستلام الكرة، بعيدا عن ضغط الدفاع الإيطالي، وهو ما أدى لضعف التواصل بينه وزميليه سواريز وديمبلي. ولكن قبل ثواني على نهاية الشوط الأول، نجح البرغوث في التواصل مع سواريز بكرة سريعة، على حدود المنطقة، ليخدع بوفون بتسديدة يسارية ماكرة، مرت بين ساقي مهدي بن عطية، لتسكن الشباك في الزاوية البعيدة للحارس الإيطالي. تنفس برشلونة الصعداء بعد الهدف وذهب للاستراحة وهو متقدم، ليستمر أدائه في التحسن مع بداية الشوط الثاني، وكيف لا يتحسن وميسي موجود، بتسديدة رائعة نحو الشباك تصدى لها القائم الأيسر، قبل أن ترتد لترتطم بجسد بوفون، لكنها تعاند دخول المرمى. وبدا الغضب ظاهرا على وجه ميسي، خاصة بعدما نال بطاقة صفراء للاحتجاج على قرار حكم اللقاء، ليرد سريعا بانطلاقة بالكرة من الجانب الأيمن، الذي كان يحتله ديمبلي، ويخترق المنطقة بحثا عن سواريز، لكن تمريرته أبعدها الدفاع الإيطالي بصعوبة، لتصل إلى الكرواتي إيفان راكيتيتش الذي لم يتوان في إيداعها المرمى، مسجلا الهدف الثاني للفريق الكتالوني. لم تنته الليلة الرائعة لميسي بعد هذا الهدف، حيث بحث النجم الأرجنتيني عن هدف ثالث للفريق وثان له، وهو ما تحقق بعدها من تسديدة رائعة، عقب مراوغته لاثنين من لاعبي البيانكونيري، ليضعها بمكر في الزاوية المغايرة لوجهة بوفون. هدفان وكرة في القائم وعرض قوي أظهره ميسي في لقاء التشامبيونز ليج، ليؤكد انطلاقته الرائعة لهذا الموسم، رغم الخسارة في بدايته خلال كأس السوبر الإسباني، أمام الغريم ريال مدريد. فميسي سجل في الإجمالي ثمانية أهداف في ثماني مباريات حتى الآن، منها خمسة في الليجا واثنين في التشامبيونز، إضافة لآخر في السوبر المحلي، ليعادل أفضل انطلاقاته. فالفيردي يتنفس الصعداء وكذلك برشلونة، بعد رحيل نيمار وخسارة السوبر، لكن الفريق الآن يعود بمستوى مميز، ويحافظ على نظافة شباكه للمباراة الرابعة تواليا. في المقابل بدأ ميسي في الابتسام، فعلها أمس مرتين، ليفوز فريقه ويستقبل تهنئة شخصية من بوفون.