عَرف الدوري الإسباني هذا الموسم تألق مجموعة من الأسماء المغربية التي تَنشُط في مجموعة من أندية الدرجة الأولى، أسماء اختلفت مراكزهم بين الدفاع والوسط والهجوم، اكتسحوا أحد أقوى البطولات الأوروبية. أغلبهم استطاع فرض اسمه في التشكيل الأساسي لناديه، والبعض الآخر بات مُرادفاً للعطاء السَّخي، في ما لا زال قلة منهم يَتلمّس أولى الخطوات.تألق ظهر جَلياً إلى حدود الجولة الثامنة والعشرين بتسجيل الدوليين المغاربة ل 19 هدفاً، منها 11 ليوسف العربي الذي يُبدع هذا الموسم رفقة نادي غرناطة، مُكسراً رقمه التهديفي في الموسم الفارط بثمانية أهداف. عطاءات "أسود الأطلس" وإقبال البطولة الإسبانية على جَلب لاعبين مغاربة عَلَّق عليها الدوليان السابقان صلاح الدين بصير وحسن ناضر في تصريحات ل"هسبريس الرياضية" واللذان مَرّا بالبطولة الإسبانية ولَعِبا على التوالي لكل من ديبورتيفو لاكورونيا وريال مايوركا. الرجاوي بصير أحد أفضل المهاجمين الذين مَرّوا بالمنتخب الوطني والذي قضى قُرابة الموسمين بنادي ديبورتيفو لاكورونيا الذي كان يعيش أزهى فتراته كقائد للكرة الإسبانية، أكد أنه ليس من السهل على أي لاعب مغربي الاحتراف بدوري من حجم "الليغا"، مُضيفاً أن إقبال الأندية الإسبانية على جلب لاعبين مغاربة يُظهر مدى ارتفاع قيمة اللاعب المغربي في السوق الأوروبية. صلاح الدين أشاد كثيراً بعطاءات كل من نور الدين أمرابط المنتقل حديثاً إلى نادي ملقا الإسباني وكذا زميله بالفريق منير الحمداوي "الذي يُعتبر هدافاً من طينة الكبار، لكن لعنة الإصابات حرمته من الظهور بوجهه الحقيقي والتعبير عن كل ما يملكه من إمكانيات في المستطيل الأخضر"، يُضيف بصير. مُردفاً أن انتقال زكرياء بركديش إلى بلد الوليد سيُطور أكثر من إمكانياته، حيث بات يشغل عدة مراكز بين الظهير والجناح الأيسر دون مشاكل. هداف الأسود السابق نَوه بالعمل الذي يقوم به عصام العدوة، وتمكنه من اللعب في البرتغال ثم إسبانيا رغم مروره من تجربة بالخليج، مُضيفاً في الوقت نفسه أن تألق مغاربة المَهجر في إسبانيا ودول أخرى لا يعني بتاتاً تَقدم الكرة الوطنية، "حيث تعجز أبرز الأندية المغربية عن صناعة نجوم قادرين على اللعب في بطولات أوروبية كبرى". وأرجع المحترف السابق في السعودية وفرنسا واليونان تراجع مستوى لاعبي البطولة الوطنية إلى غياب الجِدية في التداريب والرغبة الجامحة التي كانت عند لاعبي الأجيال الماضية في البروز والتألق مَحلياً من أجل حمل القميص الوطني ثم الاحتراف في الخارج، مشيراً إلى أن الاحتراف ليس فقط في الجانبين التقني والبدني، بل كذلك في شخصية اللاعب وكيفية اختياره للمحيط الذي يعيش فيه، مبرزاً في الوقت نفسه أهمية مراكز التكوين في النهوض بكرة القدم الوطنية وتفريخ نجوم جُدد. من جانبه اعتبر ناضِر، الهداف السابق لنادي مايوركا الإسباني، والذي جاوره لموسمين قبل الانتقال إلى البطولة البرتغالية أن البطولة الوطنية لا تتوفر حالياً على أسماء قادرة على الاحتراف والتألق على أعلى مستوى بإسبانيا إلا القليل، وأن ما قَدمه العربي هذا الموسم رفقة غرناطة والزهر مع ليفانتي شيء يحسب لهما. واستبعد ناضر إمكانية استفادة المنتخب الوطني من تألق هذه الأسماء رغم ممارستها في دوريات كبرى كإسبانيا وإنجلترا، مردفاً: "أداء مُعظمهم مع المنتخب يقل بكثير عما يقمدوه رفقة أنديته، وهذا راجع لعدة اعتبارات، لكنه يبقى شرف للمغاربة أن يحمل لاعب مغربي قميص أحد الأندية الكبرى". الودادي السابق تكلم عن دور البطولة الوطنية في تقوية المنتخب الوطني، وعن مدى تأثير توفر المغرب على أندية قوية تنافس على المستوى القاري، معتبراً ذلك أساس وعِماد تَقدم الكرة في المغرب وأن تألق مغاربة تكونوا ومارسوا في دوريات هولندا وفرنسا وبلدان أخرى لا يفيد تِقنياً مثلما يفيد في الجانب المعنوي. ومر بالدوري الإسباني عدد كبير من اللاعبين المغاربة الذين استهلوا مشوارهم بالدوري المغربي أو المحترفون بالخارج وتألقوا بشكل مُلفت رفقة مختلف أندية "الليغا" مثل نور الدين النيبت، صلاح الدين بصير، سعيد شيبا، حسن ناضر، حسن فاضل، نبيل باها، موحى اليعقوبي، مصطفى حجي، وليد الركراكي وآخرون. وتَعرف "الليغا" الإسبانية هذا الموسم وجود 6 لاعبين مغاربة وهم يوسف العربي رفقة غرناطة، ونور الدين أمرابط ومنير الحمداوي رفقة ملقا، وزكرياء بركديش مع بلد الوليد، ثم نبيل الزهر وعصام العدوة رفقة نادي ليفانتي.