كشف المدرب الاسباني لبايرن ميونيخ الالماني جوسيب غوارديولا بانه اتخذ قرار الرحيل عن فريقه السابق برشلونة بعد خسارة الاخير امام تشلسي الانكليزي في الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا عام 2012، وذلك لانه فقد "الاتصال" بلاعبيه. "عندما تفقد الاتصال بلاعبيك، فيجب عليك كمدرب الادراك بان الوقت حان للرحيل"، هذا ما قاله غوارديولا في النشرة السنوية للشركة الالمانية لصناعة السيارات "اودي" التي ترعى بايرن ميونيخ، مضيفا "رؤية برشلونة يخرج على يد تشلسي في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا كانت من تلك اللحظات (التي تشير الى فقدان الصلة بلاعبيه)". وتابع "كنا افضل من منافسينا لكنا تلقينا هدفا في لقاء الاياب وقبل ان ندرك اصبحنا خارج المسابقة". وكان برشلونة خسر لقاء الذهاب على ارض تشلسي صفر-1 ثم تقدم ايابا في الشوط الاول 2-صفر قبل ان تهتز شباكه بهدف قبل استراحة الشوطين بثوان ثم اخر في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع عبر الاسباني فرناندو توريس، ما ادى الى تنازله عن اللقب وانتهاء مشواره عند دور الاربعة. وتحدث غوارديولا عما اختبره حينها، قائلا: "كانت هذه الهزيمة قاسية فعلا بالنسبة لي. شعرت بانه لم يعد بامكاني المحافظة على الصلة التي تربطني بفريقي". وقرر غوارديولا بعد الخروج على يد تشلسي ان يضع حدا لمغامرته الرائعة مع برشلونة الذي توج بقيادة لاعب وسطه السابق ب14 لقبا خلال اربعة مواسم، بينها لقبان في دوري ابطال اوروبا، علما بانه كان ايضا اول مدرب للنادي الكاتالوني يتمكن من الفوز على الغريم الازلي ريال مدريد في اربع مناسبات على التوالي. "14 لقبا خلال فترة اربعة اعوام فقط، كانت تلك افضل فترة في تاريخ النادي"، هذا ما قاله غوارديولا عن الفترة التي امضاها كمدرب في "كامب نو"، مضيفا "لكن هذا الامر (هذه الالقاب في فترة زمنية قصيرة) قد شكل ايضا نقطة تحول. بدأت اعاني تدريجيا من ناحية التحفيز، ان كان على الصعيد الشخصي او على صعيد الفريق". وتحدث غوارديولا عن الضغط الذي يواجهه المدرب على رأس فريق يضم العديد من النجوم الدوليين الكبار، قائلا: "عندما اضطريت في بعض الاحيان الى ابقاء ليونيل ميسي على مقاعد الاحتياط، فكانت الضجة تعم برشلونة (المدينة) باكملها". ومن المؤكد ان مهمة غوارديولا مع فريقه الحالي بايرن ميونيخ ليست سهلة على الاطلاق خصوصا انه استلم المنصب في بداية الموسم خلفا ليوب هاينيكس الذي قاد النادي البافاري الى احراز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري ابطال اوروبا الموسم الماضي. لكن المدرب الاسباني البالغ من العمر 43 عاما كان موفقا منذ بداية مشواره البافاري اذ دخل تاريخ كأس العالم للاندية بعدما اصبح اول مدرب يتوج باللقب مع فريقين مختلفين بقيادة بايرن الى لقب النسخة العاشرة في المغرب بالفوز على الرجاء البيضاوي (2-صفر). وكان لقب المغرب 2014 الثالث لغوارديولا في المونديال العالمي بعدما قاد برشلونة الى لقبي 2009 في ابو ظبي و2011 في اليابان. وحقق غوارديولا ما عجز عنه مواطنه رافايل بينيتيز الوحيد الذي خاض مباراتين نهائيتين في مونديال الاندية مع فريقين مختلفين حيث خسر مع لفيربول الانكليزي نهائي عام 2005 امام ساو باولو البرازيلي، وتوج بلقب عام 2010 مع انتر ميلان الايطالي على حساب مازيمبي الكونغولي الديموقراطي 3-صفر. ويتوجه غوارديولا ايضا لاحراز لقب الدوري الالماني في موسمه الاول مع النادي البافاري اذ يحتاج الاخير لخمس نقاط من مبارياته التسع المتبقية لكي يحتفظ باللقب وذلك لانه يتقدم بفارق 23 نقطة عن اقرب ملاحقيه، كما انه ما زال يدافع عن لقبيه في مسابقتي الكأس المحلية ودوري ابطال اوروبا، حيث بلغ نصف النهائي في الاولى (يلتقي كايزرسلاوترن في 16 نيسان/ابريل المقبل) وربع النهائي في الثانية على حساب ارسنال الانكليزي (2-صفر ذهابا و1-1 ايابا). ويأمل غوارديولا ان يختبر نفس السيناريو الذي حصل عام 2009 مع برشلونة عندما توج النادي الكاتالوني بسداسية تاريخية مع اسلوب لعب جعله مضرب مثل في الاداء الهجومي السلس والنتائج على حد سواء.