حسم فريق سريع واد زم لكرة القدم، الصراع المشتد بين العديد من الفرق الوطنية في بطولة القسم الثاني لحسم بطاقتي الصعود إلى القسم الأول، وذلك بعد تمكنه من إنهاء الموسم في صدارة دوري هذا القسم وتحقيق الصعود إلى قسم الأضواء رفقة "الراك"، بعد موسم استثنائي ومثالي للسريع، جاء فيه الصعود سريعا بعد موسم واحد فقط في بطولة القسم الثاني، إذ صعد من قسم الهواة في الموسم الماضي. واتسم مسار موسم سريع واد زم في بطولة القسم الثاني بمراحل وفترات مختلفة، حيث خاض أبناء المدرب محمد بكاري، أشطر البطولة بهواجس متنوعة وتذبذب كبير في النتائج بين الشطر الأول والثاني، وتحديدا بين الثلث الأول، الثاني والثالث، إذ لعبت العديد من العوامل دورا هاما في تحسين نتائج الفريق مع مرور هذه المراحل، ليسهم ذلك في إنهاء البطولة في الصدارة وكسب تأشيرة الانضمام إلى بطولة الكبار. هاجس البقاء يتحول إلى تحقيق الصعود خاض فريق سريع واد زم، أولى جولات بطولة القسم الثاني خلال الموسم الكروي المنقضي، بهاجس وهدف محدد بين كل مكونات الفريق في البحث عن أكبر عدد من النقاط التي ستمكنهم في نهاية الموسم من ضمان بقائهم في القسم الثاني، خصوصا بعد أول موسم في القسم الثاني حيث حققوا الصعود من بطولة الهواة خلال الموسم الماضي. غير أن توالي خوض رفاق رشيد السليماني، لمباريات مرحلة الإياب، وحصدهم لبعض النتائج الإيجابية أمام فرق تقليدية تلعب من أجل الصعود، أحدث تحولا في تفكير جل مكونات سريع واد زم، تحول على إثره هاجس ضمان البقاء إلى حلم تحقيق الصعود واللعب من أجله، ليزداد ذلك جولة بعد أخرى، قبل خوض الجولات الستة الأخيرة بشعار لا شيء آخر غير الصعود إلى بطولة الكبار. منعرجات أذكت الحلم ودفعت الRCOZ للبحث عن الصعود اتسم موسم صعود فريق سريع واد زم، بمراحل مختلفة وفترات متنوعة كما سبقت الإشارة، إذ أنهى مرحلة الذهاب في المركز العاشر برصيد 18 نقطة فقط بفارق 7 نقاط عن المتصدر "الراك"، غير أنه مباشرة بعد بداية مرحلة الإياب ومع إقدام الRCOZ على تقوية بعض الخطوط بانتدابات معقلنة منحته الإضافة المطلوبة، تمكن في أولى منعرجات الصعود من حصد ست نقاط ثمينة على حساب فرق مرشحة لنيل بطاقة الصعود وهي كل من "الراك" المتصدر في الجولة ال16 وأمام "الماص" في الجولة ال17، وهي انتصارات منحت الثقة ودفعة معنوية كبيرة للاعبي الفريق بالخصوص، إذ مكنته من بلوغ النقطة ال24 وتقليص الفارق عن المتصدر لأربع نقاط. ويبقى بلوغ سريع واد زم النقطة ال36 وضمانه البقاء بشكل رسمي في الجولة ال24 بعد الفوز على الرشاد البرنوصي، منعرج آخر من منعرجات البحث عن تحقيق حلم الصعود، حيث مكنه ذلك من خوض الجولات الستة الأخيرة من البطولة بشعار لاشيء غير الصعود بعد أن ظهر الحلم ممكنا وقريب التحقق لكل مكونات الفريق، لتتضافر بذلك جهودها لتحقيقه، فنجح أبناء البكاري، في تفادي أي تعثر خلال هذه الجولات الحاسمة عكس الفرق المنافسة الأخرى، ليحققوا بذلك أربعة انتصارات وتعادلين خارج الميدان في المباريات الستة الأخيرة، منحتهم التفوق وبالتالي إنهاء الموسم في الصدارة وكسب تأشيرة الانضمام إلى بطولة الكبار. الجمهور رقم أساسي في معادلة الصعود نجاح سريع واد زم، في حسم بطاقة الصعود إلى القسم الأول كان بفعل تضافر جهود كل مكوناته من لاعبين وأطر تقنية وطبية وكذا المسييرين، غير أن الجمهور يبقى رقما أساسيا ومحوريا في معادلة الصعود، إذ واصل أنصار الRCOZ دعمهم غير المشروط طيلة مراحل هذا الموسم وكذا في الموسم الماضي الذي صعد فيه الفريق إلى بطولة القسم الثاني، وذلك من خلال ملئهم جنبات الملعب البلدي لواد زم في كل مباريات هذا الموسم، وتنقلهم مع الفريق خارج الميدان في جل المباريات، ليكون بذلك الجمهور اللاعب رقم 1 في موسم صعود سريع واد زم بشهادة وتأكيد من كل مكونات الفريق. أرقام من موسم الصعود تحقيق فريق سريع واد زم الصعود هذا الموسم إلى قسم الأضواء، جاء بفعل نجاحه في تحقيق أرقاما مهمة ساعدته كثيرا في مسار بطولة القسم الثاني ومكنته من كسب التأشيرة صوب الصفوة، إضافة إلى تحسين أخرى مرتبطة بفترات مختلفة، يبقى أبرزها نجاحه في تفادي الهزيمة في ملعبه، خلال المباريات ال15 التي خاض في الديار، إضافة كذلك إلى تفاديه الهزيمة والتعثر في الثلث الأخير من الموسم، إذ في ال10 مباريات الأخيرة الحاسمة لم ينهزم في أي مباراة ونجح في حصد 24 نقطة من أصل 30 ممكنة، وذلك بعد تحقيقه ل7 انتصارات وثلاثة تعادلات. وتميز مسار موسم صعود سريع واد زم بتفاوت حصيلته الرقمية بين أشطر الموسم الكروي ومراحله، إذ اكتفى في الشطر الأول بحصد 18 نقطة فقط مقابل 32 نقطة في الشطر الثاني وهو ما يفسر الطفرة التي عرفتها نتائجه في مرحلة الإياب، حيث حقق في مرحلة الإياب 9 انتصارات بعد أن اكتفى في الذهاب بالفوز في 4 مواجهات فقط، كما نجح في تجاوز هزائم الذهاب الخمسة، وتلقى هزيمة واحدة فقط في الإياب، إضافة إلى تحويل نسبته العامة التي كانت -3 عند نهاية الشطر الأول، لتصل +13 في نهاية الموسم. 700 مليون سنتيما ميزانية موسم الصعود نجاح فريق سريع واد زم في تحقيق حلم مناصريه وكل مكوناته، جاء كذلك بفعل حنكة التسيير والتدبير داخل أسوار الفريق، ويعد ذلك أيضا من أهم وأبرز عوامل تحقيق هذا الحلم، إذ رغم الميزانية المحدودة التي تعد من بين أصغر ميزانيات فرق القسم الثاني هذا الموسم، إلا أن المكتب المسير بقيادة أمين نوارة، تمكن من تدبير وتغطية حاجيات موسم الصعود بميزانية لا تتجاوز 700 مليون سنتيما، وتدبير مصاريف الموسم بشكل معقلن، من خلال ترشيد النفقات وتفادي المصاريف الزائدة، إذ تبقى الموارد المالية للRCOZ جد محدودة، ولا تخرج عادة عن التعويل الكلي على منح المجالس المنتخبة إضافة إلى منحة الجامعة. الRCOZ في قسم الأضواء.. فهل هو جاهز لمسايرة إيقاعات الصفوة؟ بعد تحقيقه لمطمح الصعود واعتباره ضمنيا واحدا من فرق بطولة القسم الأول في الموسم الكروي المقبل، يبقى التساؤل الذي يراود جل متتبعي الشأن الكروي المغربي وطرحه العديد من رواد التواصل الاجتماعي على صفحات "هسبورت" و"هسبريس" في تعليقات لهم على صعود الRCOZ، هو مدى قدرة مكونات هذا الفريق على مسايرة إيقاعات قسم الصفوة من كل النواحي في الموسم المقبل، وبالخصوص من الجانب المالي. وانطلق هؤلاء من تجارب فرق عدة لم تقو على مقارعة النسق العالي لبطولة القسم الأول خصوصا في مرحلة الاحتراف التي تتطلب مصاريف كثيرة، لتكون النتيجة هي العودة بشكل سريع إلى القسم الثاني في الموسم الموالي، هذا خصوصا في مثال فريق سريع واد زم الذي يعول في ميزانيته كثيرا على منحة الجامعة ومنح محدودة للمجالس المنتخبة، ليبقى السؤال هل سيكون الRCOZ جاهزا لمسايرة إيقاعات الصفوة؟