ريدجو إميليا الإيطالية.. من هنا انطلقت بدايات الفتى المدلل هاشم مستور في عالم المستديرة. عالم يحضن فقط من يثابر ويعمل بجدية قصد الحصول على مكانة وسط الكبار، ويدير ظهره لمن يتباهى بفنياته ومهاراته دون تطويرها أو العمل من أجل الوصول إلى القمة، وهو الشيء الذي ربما يقف عائقا أمام الموهبة المغربية هاشم مستور، الذي انبهر له المتتبعون خلال فترة من الزمن، قبل أن يجد نفسه غير قادر على فرض ذاته داخل الأندية التي تعاقب على حمل أقمصتها. يعد هاشم مستور واحدا من اللاعبين المغاربة الموهوبين، غير أنه عجز عن البروز وفشل في كسب الرسمية ضمن جل الفرق التي مارس فيها، قبل أن يختفي عن الأنظار بمجرد انتقاله إلى الدوري الهولندي، للعب ضمن صفوف نادي زفوله، معارا من فريقه آس ميلان الإيطالي، إذ لم يشارك اللاعب رفقة الفريق الأول إلا في مباريات قليلة، على الرغم من إشادة مدرب الفريق بمهاراته وإمكانياته، إذ لا يدرجه ضمن تشكيلته، ولا يعتمد عليه في المواجهات، الشيء الذي يؤكد مغادرة مستور للدوري الهولندية، بعد نهاية عقده خلال الصيف المقبل، دون تفعيل عقد الشراء الذي يصل إلى 17 مليون يورو. تجارب اللاعب الدولي المغربي، تظل فاشلة على الرغم من سنه الصغير، إذ ظل بعيدا عن تشكيلة الفريق الأول، في الأندية الثلاث التي مر منها، في وقت تنبأ له المتتبعون بمستقبل كبير ضمن إحدى الأندية الأوروبية الكبرى، فيما وصفته صحافة إيطالية ب"جوهرة" ميلان، بالنظر إلى المؤهلات والفنيات التي كان يظهرها آنذاك، غير أن كل هذه المؤهلات تظل غير كافية في ظل انعدام العمل والمثابرة. "من الجانب التقني، هاشم مستور يعد أقوى لاعب أشرفت عليه، لكن المؤهلات الفنية تبقى غير كافية إذا لم تُعزز بروح التضحية واحترام القواعد والضوابط".. تصريح لماورو بيانكيسي، رئيس قطاع الشباب في نادي ميلان الإيطالي، يلخص فيه الخلل القائم حول الوضعية الحالية التي يمر منها المغربي هاشم مستور، إذ أن انكماش موهبته إلى حدود الساعة، وفشله في جل المحطات، يعود إلى افتقاده لروح التضحية والانضباط، وهو ما على اللاعب التحلي به من أجل الوصول إلى مبتغاه والحصول على مكانة داخل وسط يضم عددا هائلا من اللاعبين. حظي صاحب ال18 عاما، بمتابعة إعلامية كبيرة من قبل الصحافة الإيطالية والعالمية، ليتنبأ له العارفون بالشؤون الرياضية، بمسار كوري مشرق رفقة كبار اللاعبين، غير أن التخمينات ظلت بعيدة عن أرض الواقع، أمام فشل اللاعب في إبراز ذاته، كما أن مستقبله يظل "غامضا" في الوقت الحالي، خصوصا مع نهاية عقده صيفا مع الفريق الهولندي، واستبعاد مسألة الاحتفاظ بخدماته من قبل إدارة ميلان، على اعتبار أن مستور لم يقدم شيئا خلال فترة إعارته، لتبدأ رحلة البحث عن فريق يحتضنه.