مباراة المنتخب الوطني المغربي والمصري بمثابة نهائي سابق لأوانه، بين فريق مغربي طموح لم يبلغ دور ربع نهائي كأس إفريقيا منذ سنة 2004، وآخر معتاد على الصعود للبوديم الإفريقي بتتويجه بسبعة ألقاب قارية مقابل لقب وحيد ل"الأسود". "أسود الأطلس" تحذوهم رغبة واضحة في المضي قدما في هذه البطولة، فبعد ظهوره بوجه شاحب في أولى المباريات أمام الكونغو بهزيمة بهدف نظيف، استخدم الناخب الوطني، الفرنسي هيرفي رونار، كل وسائل التحفيز لتفادي ما وقع في أولى المباريات، وزرع روحا إيجابية بين اللاعبين مكنتهم من الفوز وبنتيجة جيدة بالفوز على الطوغو بثلاثة أهداف لواحد، وبعدها فوز على الكوت ديفوار، صاحب لقب النسخة الأخيرة، ما يوضح أن "الثعلب" نشر "سحره" ولمسته الخاصة على لاعبي المنتخب. نظرة الجماهير للمنتخب قبل الخوض في غمار البطولة الإفريقية كانت متشائمة جدا، صعود المغرب إلى دور الربع كان بمثابة مفاجأة سعيدة، وأعاد الثقة لكافة الجمهور المغربي وأخرجهم من منازلهم في ليال يناير الباردة، مستعدين نغمة الانتصارات التي غابت منذ سنين. في الجهة المقابلة، معروف أن منتخب "الساجدين" يعتمد على ذكاء وخبرة لاعبيه، فالفوز حليفه في مختلف المباريات التي يجريها، نظرا لتوفره على عناصر مجربة ولها فكر واقعي، تستغل من خلاله أنصاف الفرص على قلتها، وخير دليل على ذلك، الفوز على غانا في الجولة الثالثة من دور المجموعات بهدف من ضربة خطإ، نفذها بنجاح، نجم روما، محمد صلاح. مباراة اليوم ورغم أن "الفراعنة" لم يفوزوا على المنتخب المغربي طيلة 31 سنة، إلا أنها تبقى حاسمة في مسار رفاق العميد بن عطية، فهي مفتاح للقفل الذي طاله الصدأ منذ فرحة الناخب الوطني بادو الزاكي، صانع آخر ملحمة في نسخة تونس 2004، والتي احتل فيها وصافة البطولة، بعد تتويج صاحب الأرض والضيافة. وتجرى هذه المباراة مساء اليوم انطلاقا من الساعة السابعة مساء، بملعب "بور جونتي"، في انتظار الكشف عن آخر متأهل إلى نصف النهائي، بعد بلوغ كل من بوركينا فاسو والكامرون هذا الدور، والفائز من مباراة الكونغووغانا.