أسدلت مرحلة ذهاب الدوري الاحترافي في نسخته السادسة ستارها بعد إجراء مباريات الجولة ال15 نهاية الأسبوع المنصرم، لتكون بذلك قد حافظت على العناوين والأحداث نفسها التي صارت لصيقة بالدوري المغربي خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، حيث حافظ الشطر الأول لهذا الموسم على نفس وقائع هذه الفترة من الموسم الماضي، بداية برقصات المدربين، هفوات الحكام، تذبذب نتائج الفرق وتدني المستوى التقني بشكل عام، فيما كان غياب شغب الملاعب بالشكل المعهود أهم ما سجلته مرحلة الذهاب بعد قرار حل الألتراس. وعرف الشطر الأول من البطولة في مقابل كل ذلك، إصدار العديد من القرارات والقوانين من طرف الجامعة قصد تقنين وتنظيم العديد من الظواهر التي خلقت الحديث والجدل خلال المواسم الماضية، كرقصات المدربين وانتدابات اللاعبين الأجانب، إضافة إلى منع الانتدابات على الفرق المتأزمة، قبل أن يثير هذا التقنين بدوره جدلا كبيرا، بفعل اعتماده في وسط الموسم ما قد يغيب مبدأ تكافؤ الفرص بين كل الفرق المتبارية. تذبذب النتائج والمستوى التقني في تراجع عرفت أطوار الشطر الأول من بطولة الموسم الكروي الجاري، الحفاظ على نفس الوضع والنسق الذي عرفه الموسم الكروي الماضي من الناحية التقنية وكذا النتائج المسجلة، إذ يرى حسن بنعبيشة، الإطار الوطني، في حديثه ل''هسبورت''، أن نتائج سبورة الترتيب في مرحلة الذهاب تبقى بمثابة إعادة وصورة مشابهة لما سجل في الموسم الكروي الماضي، مع تغيير بسيط حدث بشكل مقلوب بين الدفاع الحسني الجديدي والفتح الرياضي، اللذين تبادلا الوصافة والمعاناة في أسفل الترتيب. وأشار بنعبيشة إلى أن مرحلة الذهاب اتسمت كالعادة بتذبذب نتائج كل الفرق وعدم توازنها طيلة النصف الأول من الدوري، ومواصلة سيطرة الفرق نفسها على المراتب الأولى باستثناء التبادل الحاصل بين الدفاع الجديدي والفتح، فيما لعب الاستقرار التقني دورا هاما في تألق العديد من الفرق كالدفاع الجديدي واتحاد طنجة بالتحديد، قبل أن يؤكد أن المستوى التقني عرف بعض التراجع هذا الموسم، إذ برر ذلك بالعديد من العوامل التي يبقى أهمها الضغط الممارس على المدربين ومحاولتهم تفادي الهزيمة وبالتالي مقصلة الإقالة، ما يحتم عليهم خوض جل المباريات بنوع من الصرامة التكتيكية، إضافة كذلك إلى المستوى المتذبذب لجل اللاعبين الذي بات في تراجع ملحوظ لأسباب عديدة. وأوضح حسن بنعبيشة، أن المستوى التقني المتوهج مرتبط أساسا بعاملين متداخلين، الأول يتعلق بالمدربين، إذ أكد أن القانون الصادر بشأن تنظيم تنقلاتهم بين الفرق الوطنية من شأنه أن يساعد على ذلك في حالة نجاحه في إجبار الفرق على الحفاظ على المدربين والتريث قبل الاختيار، إذ من شأن الاستقرار التقني أن يعطي ثماره وينعكس على مستوى الدوري بشكل عام، إضافة كذلك إلى عامل ثان يتمثل في اللاعبين، إذ حالت منح التوقيع دون بدل اللاعبين لمجهودات مضاعفة، بعد أن كانت منح المردودية تجبر اللاعبين على القتالية في جل المباريات. رقصات المدربين صار التخلي عن المدرب لدى مسؤولي الفرق الوطنية مع بداية كل موسم، عادة لا يمكن التخلي عنها رغم توالي مواسم الاحتراف، إذ سجل الشطر الأول من بطولة هذا الموسم على غرار المواسم الكروية الماضية، فك أكثر من نصف فرق البطولة الارتباط بمدربيها منذ الدورات الأولى، بل هناك من الفرق من تناوب على قيادتها في الشطر الأول فقط ثلاثة مدربين كما هو الشأن بالنسبة إلى الكوكب المراكشي، والوداد الرياضي، الذي يفاوض الآن حسين عموته. وشكلت تنقلات المدربين التي عرفها الشطر الأول من الدوري بشكل كبير ومثير، عيبا كبيرا يواصل ارتباطه بالبطولة المغربية وعقلية المسير المغربي، ما دفع الجامعة إلى التدخل في منتصف الدوري لتصدر قرارا يقضي بتقنين هذه التنقلات، إذ يرى حسن بنعبيشة، أن هذا القرار يمكن أن يفيد كل المتداخلين كما من شأنه حماية حتى المدربين، مبرزا أن تقنين العملية والحفاظ على مصالح كل الأطراف، قد يدفع مسؤولي الفرق الوطنية إلى أخذ الوقت الكافي قبل الحسم في هوية المدرب الذي سيقود الفريق، وتفادي كثرة التغييرات التي تحصل في الإدارة التقنية لدى جل الفرق في منتصف الطريق. الأزمة المالية عرف الشطر الأول من البطولة، معاناة كبيرة للعديد من الفرق الوطنية من الناحية التسييرية بالنظر إلى الأزمة المالية الخانقة التي تمر منها أغلب الفرق، إذ باستثناء فرق تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة، فإن الأزمة ضربت باقي الفرق لتدخلها دوامة من مسلسل الانتظار لدفع مستحقات اللاعبين، حيث تربط جل هذه الفرق توفير مستحقات اللاعبين وتسديد كل ما في ذمتها بمنح المجالس المنتخبة بشكل كبير، وذلك في ظل التراجع الملموس للمستشهرين في دعم الفرق الوطنية. وشكلت هذه الأزمة حاجزا كبيرا أمام العديد من الفرق لبلوغ العديد من الأهداف المسطرة عند بداية ولاية الرئيس المشرف على تدبير شؤون الفريق، بعد ما صارت أرقام المديونية في ارتفاع مهول، إذ أدى هذا الأمر إلى حدوث تقلبات في علاقة مسؤولي العديد من الفرق مع اللاعبين بعد تأخير دفع مستحقاتهم وتهديدهم بمقاطعة أكثر من مباراة كما كان عليه الحال بالنسبة إلى لاعبي الرجاء الرياضي والكوكب المراكشي بالخصوص، وهو الوضع الذي دفع الجامعة إلى التدخل من جديد لتصدر قرارا آخر يقضي بمنع هذه الفرق المتأزمة من دخول سوق الانتقالات الشتوية. مردود الأجانب يثير التساؤل رغم شرط الدولية أقدمت الجامعة على اتخاذ قرار آخر هذا الموسم وإدخاله حيز التنفيذ بخصوص اللاعبين الأجانب، إذ حددت معدل 10 مباريات دولية شرطا ضروريا للسماح لأي لاعب أجنبي بالممارسة في الدوري المغربي، غير أن هذا الشرط لم يعط أكله ولم يتحقق ما أردته منه الجامعة، ويرى حسن بنعبيشة، في تصريح ل"هسبورت"، أن مردود اللاعبين الأجانب الممارسين في مختلف الفرق خلال مرحلة الذهاب يبقى عاديا جدا لدى معظمهم، بل يكاد يكون أحيانا أقل من مردود اللاعبين المغاربة. وقال بنعبيشة، إنه باستثناء جيبور، مهاجم الوداد، ومابيدي، لاعب المغرب التطواني، وكودجو، مهاجم نهضة بركان، في اعتقاده مردود وظهور اللاعببن الأجانب المتبقيين لم يرق إلى المستوى المطلوب خلال الشطر الأول من هذا الموسم، بالنظر إلى كون اللاعب الأجنبي وجب عليه تقديم الإضافة والظهور بمردود أفضل من اللاعب المغربي. هفوات الصافرة.. العنوان الأبرز في الشطر الأول واصل التحكيم إثارة الجدل في جل مباريات البطولة على غرار المواسم الماضية، إذ كانت أخطاء وهفوات الصافرة العنوان الأبرز لمرحلة ذهاب بطولة هذا الموسم، بعد أن غيرت قرارات الحكام في العديد من المباريات مسار المباراة ومعه نتيجتها، وخلف ذلك جدلا كبيرا وصل حد التشكيك والاتهام بوجود عنصر المؤامرة من طرف مسؤولي بعض الفرق، حيث تقاطرت على الجامعة مراسلات احتجاج عديد الفرق على تحكيم مختلف الحكام. وحاولت مديرية التحكيم امتصاص غضب هذه الأندية كل أسبوع بشتى الطرق دون أن تنجح في الحد من بعض الهفوات التي تغير نتائج المباريات أو التخفيف منها على الأقل، بعد أن باتت تتزايد وتتكرر دورة بعد أخرى، إذ أقدمت مديرية التحكيم خلال الشطر الأول، على تفادي إعادة تعيين أي حكم لأي فريق سبق أن أخطأ ضده في مباراة سابقة، وهو ما قلص هامش الاختيار بشأن التعيينات، كما أصر الجهاز الوصي في فترة من الفترات على إثقال كاهل الحكام الدوليين بتعيينات متكررة كل أسبوع دون تدوير لائحة التعيينات، وذلك في محاولة لتفادي الهفوات القاتلة اعتمادا على خبرتهم، وهو المسعى والاتجاه الذي فشلت فيه المديرية كذلك، بعد أن وقع حكام دوليون بدورهم في أخطاء قاتلة تتجاوز حتى قانون اللعبة، كما كان عليه الحال بالنسبة إلى الحكم بوشعيب الحرش، خلال الجولة ال14. الشغب يفارق الملاعب.. فهل حل الألتراس هو الوصفة؟ كثيرا ما ارتبط الشغب بمباريات البطولة خلال المواسم الأخيرة وصار العنوان الأبرز لعدة دورات، غير أن هذا الموسم وخلال مرحلة الذهاب نجحت السلطات الأمنية في الحد بشكل كبير من هذه الظاهرة السوداء التي عكرت أجواء العديد من المباريات خلال الموسم الكروي الماضي، إذ باستثناء مباراة اتحاد طنجة والمغرب الفاسي برسم منافسات كأس العرش، لم تسجل أحداث مماثلة في أي مباراة أخرى، عكس المعتاد، وهو واقع يفرض التساؤل ما إن كان العزوف الجماهيري الذي عرفته جل المباريات هو العامل الذي ساهم في ذلك؟ وكذا مدى ارتباط طلاق الشغب والملاعب خلال الشطر الأول بحل فصائل المشجعين مع بداية هذا الموسم وكون الحد من ظاهرة الشغب وغيابه عن الشطر الأول صادف غيابهم عن المدرجات؟