ما إن تأكد تخلف الدولي المغربي حكيم زياش عن معسكر المنتخب الوطني المغربي، الذي انطلق مطلع الأسبوع الماضي في مراكش، تأهبا لمباراة الكوت ديفوار ضمن تصفيات كأس العالم، حتى دخلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في حالة استنفار قصوى لعدم توصلها بالتقرير الطبي، الذي يدقق في إصابة زياش، وكذا تخلف الأخير عن الحضور إلى المغرب من أجل الخضوع للكشوفات اللازمة من قبل طبيب المنتخب. وفي الوقت الذي خرج فيه عبد الرزاق هيفتي، طبيب المنتخب، قبل مباراة الكوت ديفوار بتصريح قوي يؤكد فيه ضبابية "الملف"، لعدم توصله بالتقرير الطبي بعد أيام من إعلان إدارة أياكس أمستردام عدم جاهزية زياش للمشاركة رفقة المنتخب، وعدم قدوم اللاعب للمغرب من أجل التأكد من إصابته والتلميح بأن الجامعة ستتعامل بصرامة مع الملف، خرج المسؤول الطبي ذاته، أمس، عبر مقطع فيديو على موقع الجامعة من ثوان معدودة، يشير من خلاله إلى أن الجامعة تلقت، أخيرا، التقرير الطبي للاعب وأنه سيغيب لعشرة أيام ببساطة، دون ذكر أي تفاصيل. تجاهل زياش وإدارة نادي أياكس الهولندي لجامعة الكرة، استغله الكثيرون بمن فيهم وكيل أعمال اللاعب الذي روج في وسائل إعلام مختلفة، لما أسماه "مضايقات" يعاني منها مدلل "الإرديفيزي" خلال معسكرات الفريق الوطني ولا مبالاة الطاقم التقني بإمكانياته، بالرغم من أنه فضل القميص الوطني على ألوان منتخب "الطواحين" الهولندية. ويظل التزام جامعة الكرة الصمت دون الخروج بقرار أو بيان يلخص تفاصيل توصل الطاقم الطبي للمنتخب بتقرير إصابة اللاعب، أو إجراءات يمكن اتباعها في حق إدارة نادي أياكس أو اللاعب نفسه، محط تساؤل في الشارع الرياضي المغربي، وهو ما قد يفتح المجال للاعبين آخرين للتغيب عن المنتخب وقت ما يشاؤون وقبل مباريات حاسمة مثل لقاء الكوت ديفوار، الذي جرى السبت الماضي. وكان الناخب الوطني هيرفي رونار قد لمح في أكثر من مناسبة وفي الندوة الصحفية التي سبقت مباراة المغرب والكوت ديفوار، أن غياب زياش لا يعد مؤثرا على النخبة الوطنية، إذ لم يدخله ضمن مخططاته ضمن التشكيلة الرسمية للفريق الوطني، الشيء الذي يفسر اكتفاءه بالجلوس في المدرجات خلال مباريات المنتخب أو على دكة البدلاء في أحسن الأحوال. جدير بالذكر أن حكيم زياش، أحد أفضل لاعبي دوري الدرجة الأولى الهولندي، في الثلاث سنوات الأخيرة، قد خلف صدمة كبيرة لدى الشارع الرياضي الهولندي والصحافة المحلية، بعد تفضيله الفريق الوطني على الهولندي في عهد بادو الزاكي، شأنه شأن أسامة طنان الذي انتقل بعدها إلى نادي سانت إتيان الفرنسي.