تحدث عبد المالك أبرون، رئيس فريق المغرب التطواني، عن رغبته في إحداث "ثورة" في ميدان التكوين، من خلال تركيزه على تحضير الأرضية السليمة والإمكانيات الضرورية لتفريخ مواهب كروية قادرة على إعادة الاعتبار إلى اللاعب المغربي، وبلوغ مرحلة تصدير خريجي مدرسة تكوين المغرب التطواني إلى أوروبا. وأضاف أبرون في حوار مع صحيفة "هسبورت" أنه وضع بمعية المكتب المسير منذ سنة 2010، إستراتيجية تعتمد التركيز على أبناء المنطقة وتكوينهم بطرق علمية، وجعل "الماط" خزانا للمواهب الشابة التي تطعم جميع الأندية الوطنية، في إطار مقاربة للحفاظ على التوازن المالي للنادي. - بداية، في ظل المتغيرات التي عاشها الفريق قبل بداية الموسم الجاري، هل ما زالت المنافسة على اللقب هدفا لكم؟ في مراحل عدة من الموسمين الماضيين لم نكن في أحسن أحوالنا لأنه ليس من السهل على اللاعب المغربي التأقلم مع الإقصاء من منافسات كبرى من حجم دوري أبطال إفريقيا، تلت ذلك مشاكل مادية انعكست سلبا على الفريق أيضا. حينها دعمنا اللاعبين والطاقم التقني، لنبدأ مرحلة جديدة بداية هذا الموسم، تميزت بتطعيم الفريق الأول بمجموعة من اللاعبين الشبان، بعد بيع عدد من لاعبي الفريق لأندية وطنية، ثم عززنا التركيبة البشرية بكل من حمزة حجي وعدنان بوموس. هدفنا هذا الموسم بطبيعة الحال المنافسة بقوة على درع البطولة الوطنية وتحقيق مركز متقدم، هناك شيء مهم آخر هو تفادي الغرق في الديون ومسايرة الموسم في راحة مادية. سياسة الاعتماد على الشبان وتقنين المعاملات المادية للفريق تبنيناها منذ سنة 2010، حين أضرب لاعبو الفريق الأول عن التداريب، وأبرمنا شراكات مع أندية اشبيلية وملقا لتكوين أطرنا من خلال حصص نظرية وتطبيقية، لتطوير طريقة لعب اللاعبين منذ الفئات السنية. - تكلمت عن ترشيد النفقات في ظل إمكانيات مادية متوسطة، هذا يعني أنكم ستستثمرون في تكوين اللاعبين من أجل مساعدة النادي ماديا؟ تماما، هذه إستراتيجيتنا، تفريخ اللاعبين وبيعهم للأندية وطنية، وإعادة الاعتبار للاعب المغربي عبر تصديرهم إلى أندية أوروبية. لدينا مجموعة من اللاعبين الشبان الذين أجروا اختبارات تقنية في مجموعة من الفرق الأوروبية. نريد أن نعيد هذا التوهج للاعب المحلي ونسير على خطى أندية الوداد والرجاء، التي استطاعت في فترة ماضية تصدير مجموعة من اللاعبين إلى القارة العجوز. - بتبنيكم سياسة التكوين وبيع "نجوم" الفريق، ألن تخسروا الكثير من الحظوظ في المنافسة على الألقاب؟ المغرب التطواني هو من يصنع هؤلاء النجوم؛ لقد استطعنا الفوز بالبطولة بلاعبين شباب وبإمكانيات متوسطة، لذا لا أظن أن ذلك سيكون عائقا أمامنا، لأن مركز تكوين الفريق بالإمكانيات التي يتوفر عليها، قادر على تفريخ المواهب وبصمته ستكون دائما حاضرة. - هل أنتم راضون على العمل الذي يقوم به الإسباني سيرخيو لوبيرا، مدرب الفريق، وهل تتوافق طريقة اشتغاله مع إستراتيجيتكم؟ العلاقة بين المدرب والمكتب المصير للنادي طيبة يتبعها الاحترام والود، ما دام المدرب يحقيق المطلوب منه والمكتوب ضمن بنود العقاد فإن الأمور ستجري بطبيعة الحال على ما يرام. "الماط" هي أكثر الأندية صبرا على المدربين، لكن في حال تحقيق نتائج غير مقبولة فإننا سنجلس أكيد على الطاولة مع المدرب لمناقشة الموضوع، ومعرفة مدى قدرته على تصحيح الأوضاع. - ما هي تطلعاتكم للموسم الرياضي الجاري، وهل اللقب ضمن مخططاتكم؟ بصراحة نهدف للفوز بالبطولة الوطنية أو احتلال المركز الثاني، وأي شيء غير ذلك لن نكون راضين عنه بطبيعة الحال. المدرب ما زال في عقده هذا الموسم فقط، وإذا كان لديه مشروع آخر مستقبلي فمرحبا وإذا عجز عن ذلك فسيكون الانفصال. - ما سبب ابتعاد أبرون عن جامعة الكرة؟ ما زلت داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكنني اكتفيت هذه المرة بمنصب نائب رئيس لجنة البنيات التحتية التي كنت رئيسا لها، كما قللت من تنقلاتي مع المنتخب وكثير من الأنشطة المرتبطة. فضلت منح نفسي بعض الوقت لأرتاح بكل صراحة، ولا مشاكل عند مع أي شخص داخل الجامعة أو خارجها. ما هو الشيء الذي سيدفعك للتخلي عن منصبك رئيسا للMAT يوما ما؟ بكل صراحة، المرض أو مشاكل خاصة بمشاريعي الشخصية.. فأنا على علاقة طيبة مع كل مكونات النادي ومنفتح لأي جديد من شأنه خدمة مصلحة الفريق. ليعلم الجميع أنني لا أهدف لتوريث الفريق لابني، نحن قمنا باستثمارات ناهزت 7 مليارات سنتيم بمركز الملاليين ونسعى لإحداث قرية رياضية يفتخر بها كل تطواني محب لفريقه. كلمة أخيرة؟ أتمنى أن تجري أعمال بناء الملعب الكبير لتطوان، التي أمر بها الملك محمد السادس، كما خطط له ويكون الافتتاح الرسمي سنة 2018، ويصير للفريق ملعب يوازي اسمه، بعدما بات واحدا من أقوى الأندية المغربية في السنوات الأخيرة.