تمكنت وجوه رياضية بارزة من اجتياز امتحان الانتخابات التشريعية البرلمانية، والتي أفرزت نتائج اقتراعها الذي جرى في السابع من أكتوبر الجاري، حصولهم على نسبة كبيرة من أصوات الكتلة الناخبة في اللوائح المحلية والوطنية، بوأتهم الظفر بمقاعد في مجلس النواب، خلال الولاية التشريعية المقبلة. فبعد أن كان نائبا برلمانيا عن إقليم "زاكورة" خلال انتخابات 2011، عاد سعيد الناصيري، هذه المرة، ليظفر بمقعد في مجلس النواب عن الدائرة المحلية "أنفا"، والتي يعتبرها المتتبعون "دائرة الموت" في مدينة الدارالبيضاء، على اعتبار المنافسة الحادة التي تميز المرشحين فيها. وحظي رئيس فريق الوداد البيضاوي بنسبة كبيرة من أصوات أبناء المنطقة، مرتكزا خلال الحملة الانتخابية على دعم كبير من طرف رشيد الداودي، نجم المنتخب الوطني المغربي والوداد سابقا، ومستغلا الشعبية الكبيرة التي اكتسبها منذ توليه رئاسة الفريق "الأحمر"، والتي جعلته يتقدم على أسماء سياسية تعودت على التنافس الانتخابي في "أنفا"، على غرار ياسمينة بادو عن حزب الاستقلال ومحمد الشباك عن التجمع الوطني للأحرار. غير بعيد عن "أنفا"، وبالتحديد في مقاطعة "ابن مسيك"، حافظ رئيسها محمد جودار على مقعده البرلماني، وحاز على المركز الثاني في اللائحة المحلية عن حزب الاتحاد الدستوري، خلف عبد المجيد جوبيج عن حزب العدالة والتنمية. يشار إلى أن جودار يشغل مهام رئيس عصبة الدارالبيضاء لكرة القدم ورئيس لجنة البنى التحتية داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي كانت وراء إعادة صيانة ملعب "با امحمد" في التراب الجغرافي الذي يسهر على تسييره. واعتبر منصف اليازغي، الباحث في الشأن الرياضي، في اتصال مع "هسبورت"، أنه من حق أي مواطن مغربي الترشح بلون سياسي معين في الانتخابات التشريعية، سواء كان عضوا جامعيا أو مسيرا في ناد رياضي، طالما لا يوجد أي مانع لممارسة الرياضي للسياسة، على حد تعبيره. وتابع اليازغي، قائلا "وظفت فئة كبيرة من الفاعلين الرياضيين الرأسمال الرمزي للرياضة إضافة إلى الرأسمال المادي الذي يملكونه من ثروات شخصية، إذ أن جلهم كانوا مغمورين قبل دخولهم الساحة الرياضية من باب التسيير، على غرار سعيد الناصيري الذي ذاع صيته منذ توليه منصب رئاسة فريق الوداد البيضاوي". ويظل التساؤل مطروحا حول الدور الذي سيقوم به هؤلاء داخل قبة البرلمان، وقال اليازغي في هذا الصدد، إن "التجارب السابقة، التي كان من خلالها مجلس النواب يتشكل من عدة رؤساء جامعات وأندية رياضية، أثبتت أن هؤلاء لم يضعوا ولا سؤال شفوي أو كتابي، كما أن خلفيتهم الرياضية لم تشفع لهم في التأثير في هذا القطاع". وأضاف الباحث الرياضي، قائلا "لا يمكن أن ننتظر من فئة الرياضيين القيام بتشريعات في القطاع الرياضي داخل البرلمان، لاسيما أنها مرتبطة بفرق برلمانية ونصوص قانونية مؤطرة"، مضيفا "حتى وان كانت الرغبة في تقديم الإضافة في المجال التشريعي الرياضي، تصطدم هذه الأخيرة بانضباط حزبي قد يدفع النائب البرلماني إلى التزام الصمت في حال كان الوزير الوصي على القطاع من الأغلبية الحكومية ذاتها". نور الدين البيضي، رئيس فريق يوسفية برشيد ورئيس لجنة القوانين والأنظمة في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تمكن بدوره من الظفر بمقعد برلماني وكيلا للائحة حزب الأصالة والمعاصرة عن دائرة "برشيد"، خلال استحقاقات السابع من أكتوبر الأخيرة. ونال حسن الفيلالي، رئيس فريق الاتحاد الزموري الخميسات، والذي يشغل منصب رئيس لجنتي "المالية" و"وضعية اللاعب" داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ثقة مجددة من ساكنة إقليم "تيفلت الرماني"، وحل ثانيا وكيال للائحة حزب التجمع الوطني للأحرار عن الدائرة المحلية خلال نتائج الانتخابات الجماعية للجمعة الماضي. وعن حزب "الحمامة"، ارتأت نوال المتوكل، البطلة الأولمبية وعضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية سابقا، إلا أن تتبوأ وكالة لائحة "التجمعيين" النسائية، لتكون الأخيرة ضمن ال37 نائبا ونائبة عن التجمع الوطني للأحرار خلال الولاية البرلمانية المقبلة، لتحظى المتوكل بمنصب "سياسي" آخر بعد أن سبق لها أن حملت "حقيبة وزارية" في حكومة 2007. في الدائرة الانتخابية "سيدي البرنوصي"، تصدر أحمد ابريجة عن حزب الأصالة والمعاصرة، رئيس فريق وفاء انبعاث سيدي مومن وأحد المستشارين السابقين لمحمد بودريقة، الرئيس السابق للرجاء البيضاوي، نتائج الانتخابات في دائرته المحلية، متقدما على مرشحي حزب العدالة والتنمية.