انطلق حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 (أولمبياد ريو دي جانيرو 2016) بملعب ماراكانا وسط أجواء احتفالية هائلة، وقد بدأ بعرض مقطع مصور لاستعراضات رياضية من مختلف الألعاب. وجرى تقديم فقرة فنية قصيرة رسمت من خلالها حدود مدينة ريو دي جانيرو على ملعب الاستاد ثم انطلقت عروض نارية تلاها رفع العلم البرازيلي مع ترديد النشيد الوطني للبرازيل من قبل المغني باولينيو دا فيولا. وبعدها بدأت فقرة فنية تستعرض مراحل الحياة على أرض البرازيل ثم الغزو البرتغالي وهجرة الأفارقة وكذلك هجرة اللبنانيين والسوريين في أواخر القرن التاسع عشر ضمن الأحداث التاريخية المهمة بالبرازيل. وتحلى المنظمون بالواقعية حيث قدم المتطوعون عروضا فنية تنقل الصورة الحقيقية للأحياء الشعبية في ريو دي جانيرو ثم تلا ذلك عرض راقص. بعدها وجهت ريو دي جانيرو رسالة للعالم من خلال عرض صور من إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) يلقي الضوء على التغير المناخي المتمثل في ارتفاع معدلات الحرارة في مختلف المناطق بالعالم خلال الأعوام الأخيرة، وانحسار الجليد والتلوث البيئي بمعدلات عالية وبعدها بدأ دخول الوفود المشاركة. واضطرت البرازيل لتي تعاني من أزمة اقتصادية لتقليص نفقات الأولمبياد بدءا من حفل الافتتاح لأول دورة أولمبية تقام في أمريكا الجنوبية. وتردد أن حفل افتتاح ريو 2016 لم يتجاوز نصف تكلفة حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012 والذي تكلف 42 مليون دولار قبل أربعة أعوام. وتمر البرازيل أيضا بأزمة سياسية، ونسي منظمو الأولمبياد أو "تناسوا" تقديم ميشال تامر القائم بأعمال رئيس البرازيل في بداية الحفل ، واكتفوا بتقديم الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية. ووفقا للتقاليد الأولمبية، كان وفد اليونان أول وفد (من بين 207 دولة مشاركة) يدخل إلى أرض الملعب، وسيكون الفريق البرازيلي صاحب الضيافة آخر الوفود دخولا بعد فريق اللاجئين الأولمبي. وكان من بين أبرز النجوم حاملي أعلام الدول المشاركة ، نجم السباحة الأمريكي مايكل فيلبس ونجم التنس البريطاني آندي موراي ونجم التنس الأسباني رفاييل نادال . وشارك الرياضيون خلال استعراض الوفود في عمل رمزي يتمثل في وضع بذور الشجر الذي سيستخدم فيما بعد لإنشاء "غابة الرياضيين" في ريو دي جانيرو ، وذلك ضمن برنامج التركيز على القضايا البيئية في حفل الافتتاح. ومن المفترض أن يفتتح ميشال تامر الأولمبياد رسميا قبل إيقاد المرجل الأولمبي في الاستاد من قبل آخر حاملي الشعلة الأولمبية البالغ عددهم 12 ألفا و494 ، منذ انطلاق مسيرة الشعلة الأولمبية في نيسان/أبريل الماضي من اليونان. وتعد هوية آخر حامل للشعلة، والذي يتولى إيقاد المرجل الأولمبي، من الأمور الأكثر سرية في حفلات افتتاح الدورات الأولمبية.