تعيش أغلب أندية القسم الوطني الأول منذ بداية الموسم الكروي الحالي على إيقاع الأزمة، والتي ساهم عدم صرف منح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الخاصة بالنقل التلفزي في استفحالها. أزمة مادية وصلت أعلى درجاتها لاندماج "الحاجة" مع سوء التسيير عند بعض الأندية، فيما سارعت أخرى إلى تفاديها بِتكتُّل مسؤوليها خدمةً لمصلحة النادي، عن طريق دعم مُحتضِنيها، أو حتى من خلال تدبير مُعَقلن لإمكانياتها المحدودة. فما الأثر الحقيقي لتأخُّر صرف مِنح الجامعة على الأندية الوطنية؟ رئيس الحسنية.. صَرف مِنح الجامعة لن يَحُلَّ الأزمة ! "صحيح أن عدم صرف شطرين من مِنح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الخاصة بالنقل التلفزي أثر نوعا ما على الأندية، إلا أنه لا يمكننا إلقاء كل اللوم على الجامعة لأنه وفي حال تم صرف منحة 2 مليون درهم الخاصة بالشطرين الأول والثاني فلن يساعد ذلك إلا في تخفيف 20 إلى 30 في المئة من الأزمة المُصغّرة التي يعاني منها نادي الحسنية". وأضاف رئيس الحسنية أنه بفضل استعادة بعض المُحتضِنين ومِنح البلدية والجهة التي ستُصرف في فبراير "سنحاول مُجاراة المرحلة المقبلة بشكل مُعقلن حسب الإمكانيات التي يتوفر عليها النادي، بالإضافة لمنحة الجامعة التي ستصرف خلال الأيام القليلة المقبلة". وأشار سيدينو إلى ضرورة عمل المكاتب المسيرة للأندية المغربية على توفير سيولة مالية كافية وقارة من خلال البحث عن مستشهرين جدد والاستثمار في الملاعب التي يتوفرون عليها، وتعبئة المشجعين وحَثِّهِم على مساندة النادي، "لأن الجمهور هو المُحتضن والمساند رقم واحد للأندية". نائب رئيس آسفي.. التأخير يُفقِد الدّعم قِيمتَه وشدّد أنور دبيرة، نائب الرئيس والناطق الرسمي لأولمبيك آسفي، على ضرورة تلقي الأندية لمِنح الجامعة الملكية المغرية لكرة القدم في وقتها نظراً للمشاكل العديدة التي تتخبط فيها وقلة الدعم الذي تتلقاه، مضيفاً أن أي تأخير يَطال صرف هذه المِنحة يكون له تأثير مُباشر على الأندية ويُبعثر أوراقها طيلة الموسم. ورغم القيمة المالية المتوسطة التي تتلقاها الأندية، يقول المتحدث ذاته، إلا أنها تُخفِّف بشكل كبير من وَطأة الأزمة، وتُساعد نوعاً ما على صرف مِنح ورَواتب اللاعبين في الوقت المُحدد ودون تأخير، مؤكداً في الوقت نفسه أن مجموع المِنح التي يتلقاها الفريق من الجامعة لا تتجاوز 15 في المئة من ميزانية النادي. دبيرة أشار إلى أن إدارة الفريق تَضع استراتيجية مع بداية كل موسم تتعامل بموجبها مع الجانب المادي وأن أي تأخير في صرف أحد المِنح رغم توفر النادي على مداخيل قارة قد يَنتُج عنه بعض المشاكل خصوصاً فيما يتعلق بمِنح اللاعبين والسُّيولة المادية اللازمة للقيام ببعض الانتدابات. رئيس جمعية سلا.. نُسَيِّر الفريق من جُيوبنا ! قال عادل التويجر، رئيس نادي جمعية سلا، إن فريقه اقترب من رفع "الراية السوداء" نظراً للمشاكل المادية التي يعاني منها الفريق، مضيفاً: "رغم أن القيمة المادية للدعم الذي من المنتظر أن تُقدمه الجامعة لا يتعدى ال20 في المئة من ميزانية النادي، غير أنّنا في الوقت الراهن مُحتاجون أكثر من أي وقت مضى لأي مبلغ مالي من أجل تدبير المرحلة". رئيس مُتذيل الترتيب العام للدوري المغربي للمحترفين عاد ليؤكد أن أعضاء المكتب المسير للنادي يقدمون تضحيات كبيرة ويصرفون على النادي من مالهم الخاص، ويحاولون إبعاد المشاكل المادية عن اللاعبين لكي يركزوا أكثر في المباريات، "وذلك بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه والانفلات من شبح الهبوط إلى القسم الوطني الثاني بعد سنة واحدة من الصعود إلى قسم الصفوة". ودعا المتحدث نفسه مؤسسات المدينة إلى دعم الفريق رغم الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها، مشيراً إلى أنه لو تم تنفيذ 30 في المئة من الوعود الذي تلقاها النادي بعد صعوده لقسم الأضواء لكان وضع الفريق أحسن مِمّا هو عليه اليوم. مسؤول ب"الماص".. صرف الِمنحة فرج لنا ! أكد عضو مسؤول بالمغرب الفاسي، رفض الكشف عن اسمه، إن صرف مِنحة النقل التلفزي ستساعد النادي كثيرا على الخروج من الأزمة الخانقة التي يَمر منها منذ بداية الموسم، وأن توصل النادي بمبلغ 2 مليون درهم في الفترة الراهنة سيسرع في نجاح المخطط الاستعجالي الذي سطره المسؤولون للخروج من الأزمة والعودة إلى السكة الصحيحة. وأضاف المتحدث نفسه "صرف المنحة في الوقت الراهن فرج لنا، فالفريق قام بمجموعة من التغييرات في تركيبته البشرية من أجل التخفيف من عبء منح بعض اللاعبين المرتفعة، والمِنحة المرتقب صرفها من طرف الجامعة ستساعد على صرف منح اللاعبين المتأخرة بنسبة 80 إلى 90 في المئة".